لم يكن قرار استقالة المدرب الهولندي مارتن يول، المدير الفني السابق لفريق الأهلي لكرة القدم، مفاجأة لعشاق ومحبى القلعة الحمراء بشكل خاص والشارع الرياضى بشكل عام، فالتطور الطبيعي للأحداث الساخنة التي شهدها النادي في الأيام الماضية يؤدي لرحيل يول بعدما ودع الفريق دوري أبطال أفريقيا وخسر نهائي الكأس لتنقلب الجماهير عليه وتحاصر حافلة الفريق وتحاول الاعتداء عليه ثم تقتحم التدريبات وتعتدي على اللاعبين. «الوفد» تنشر كواليس آخر 24 ساعة لمارتن يول في مصر بعدما غادر أمس الجمعة عائداً إلى بلاده برفقة مواطنه مايكل ليندمان مخطط الأحمال. المشهد الأول كان بمثابة بداية النهاية بالنسبة للمدرب الهولندي وهو اقتحام التدريبات من جانب رابطة الألتراس ليعقد يول جلسة طارئة بعدها بساعات مع محمود طاهر رئيس النادي بمكتبه ويعرب عن قلقه الشديد بخصوص الاستمرار في منصبه ولكن طاهر نجح في تهدئة غضبه وإقناعه بالبقاء وتغير الأمور داخل النادي وبعد ساعات من الشد والجذب طلب يول مهلة 48 ساعة لحسم قراره بعد استشارة أسرته التي تقيم معه بالقاهرة. وجاء المشهد الثاني ليقطع الشك باليقين لدى مارتن يول بعدما تلقى رسالة تهديد بالقتل من جانب أحد مشجعي الأهلي عبر حسابه بموقع «انستجرام» للتواصل الاجتماعي وهوما أثار الذعر لدى يول وأسرته لدرجة أن زوجته طالبته بفسخ عقده وغادرت قبله إلى هولندا برفقة باقي أعضاء الأسرة. مارتن يول أجرى اتصالاً هاتفياً بمحمود طاهر عصر أمس الأول وأبلغه بالرحيل وعدم الاستمرار وأكد له أنه لن يمكث في مصر ليتم قتله أو تحدث كارثة محققة، النادي في غنى عنها، كما أنه لم يأت للأهلي ليعمل في أجواء إرهابية. ووافق يول سريعاً على إنهاء ارتباطه ودياً ليتنازل عن الشرط الجزائي المقدر براتب 3 شهور ويبلغ أكثر من 600 ألف دولار خاصة أنه رحل لأسباب أمنية تتعلق بالبلاد، ولجوؤه للشكوى دولياً سيجعله يحصل على الشرط الجزائي ولكنه اتفق مع طاهر على ترك الشرط الجزائي مع مواطنه ليندمان وتوقيع مخالصة العقود مع تسليم السيارة وجمع متعلقاته من فندق الإقامة بالزمالك وإخلاء الطرف مع الأهلي من خلال وكيله محمد حبشي. مارتن يول وعد طاهر بتقديم تقرير مكتوب عبر البريد الإلكتروني عن الفريق وطلباته الفنية ورؤيته لمستقبله، كما أنه نصح رئيس الأهلي بالتعاقد مع مدرب وطني يحتوي الأزمات ويتعامل مع الجماهير، لأن هذه الأوضاع السيئة لن يتحملها أي مدرب أجنبي. وأبلغ يول قائد الفريق حسام غالي باستقالته كأول شخص يعلم القرار قبل أن يبلغ به إدارة النادي وتمنى له التوفيق ونصحه بالاستمرار في الملاعب لعام أو عامين آخرين لأنه مازال قادراً على العطاء، كما أجرى يول اتصالاً بالحارس شريف إكرامي ودعه وأكد له أنه لم تكن هناك مشكلة بينهما ولكن انتقاده كان لتحفيزه ورفع مستواه. وأجرى يول اتصالاً بأحمد حسام «ميدو» مدرب الزمالك الأسبق وأخبره بالقرار وأكد له أن الأوضاع في مصر صعبة وأنه لو كان يعلم هذه الأمور لما وافق على عرض الأهلي.