«أسخم من سيتي إلا سيدي»، ما هو السخام؟، وما علاقته بحكومة الدكتور الجنزورى؟، على ما اذكر قيل: إن السخام هو الزفت، وفى قول آخر: هو الهباب، وفى ثالث: المادة التي تترسب من الدخان أو اللهب المنبعث من الأفران، وإلى أن نتفق على تعريف محدد للسخام، أقول لكم ما علاقة السخام بحكومة الجنزورى، ولماذا استدعيت هذا المثل الشعبى العبقرى؟، بالطبع ليس لكى أدافع عن الجد والجدة، أو لكي أؤكد أن صاحب المثل لم يكن يقصد جده وجدته من والده أو والدته، وإنما كان يقصد أسياده في العمل، أصحاب الوسية التي كان يعمل بها، ويضرب المثل للتأكيد على عدم الرضا عن الشخصيات أو الوقائع أو الأشياء المراد التفضيل بينها. لقد استدعيت هذا المثل لكي اعبر لكم عن موقفي من حكومة كمال الجنزورى، وللحق فقد قفز المثل في ذهني عندما قمت بالمقارنة بين حكومته وحكومة عصام شرف، ما الفرق بينهما؟، هل الشخصيات التي أضافها للتشكيل تلمح بجديد؟، هل الوزراء الذين ابقي عليهم لهم طعم أو رائحة أو لون؟، لماذا قرر المجلس العسكري تغيير الحكومة؟، ما هو الهدف من عزل شرف والدفع بالجنزورى؟. بصراحة ما أسخم من سيتى إلا سيدى، الجنزورى لا يختلف عن شرف في شيء، فهو مثله تماما مجرد رجل بركة، كبر فى السن ولا ينتظر منه فائدة، وجاء المجلس العسكري به لكى يكون فسوخة الأسابيع القادمة أو شماعة يعلق عليها فشل الإدارة، روح يا جنزورى يروح الجنزورى، تعالى يا جنزورى يجى، الحاج كمال الجنزورى ارتضى أن يكون الفسوخة والشماعة، وارتضى أن يكون الرجل البركة، ولماذا لا؟، فقد كان مهملا لسنوات فى منزله الجنزورى سوف يؤكد أنه ليس الحاج عصام شرف، وأنه ليس فسوخة المجلس، وسوف يقسم انه مازال بقوته وانه ليس الرجل البركة، وقد يعود لسنوات طويلة من الزمن ويستدعى حكايات لا نعرف أصولها ولا حقيقتها، بعضها يصطنع فيها البطولة، وبعضها يرفع فيها الاتهامات عن شخصه، وبعضها يحمل فيها شخصيات من زمن الحكايات مسئولية التقصير والفساد. هل فعلا حكومة الجنزورى أسخم من حكومة شرف؟، ولماذا نتسرع بالحكم قبل أن تبدأ الحكومة عملها؟، هل نقرأ الطالع؟، لماذا لا ننتظر ما تخفيه قراراتها؟، الشخصيات التى أبقى عليها د.كمال الجنزورى تؤكد أنه اختار أن يكون الرجل البركة، أن نناديه بالحاج كمال الجنزورى، نصف الوزارة أو أكثر من نصفها من الفلول أو توابع للمجلس العسكرى أو للأجهزة الأمنية، الحاج كمال أكد مائة مرة بعد أن نفضوا عنه تراب الزمن، أنه اشترط ألا يكون سكرتيرا للمجلس العسكري، وقال إنه طالب المجلس أن يعطيه جميع الصلاحيات، وذكر فى أكثر من تصريح أنهم منحوه هذه الصلاحيات، وأن بعضها سوف يصدر بها قانون، ولا أخفى عليكم لقد صدقنا ورحبنا وقلنا أخيرا جاءوا بشخصية لن ترضى بأن تكون مجرد بركة أو فسوخة أو شماعة للمجلس، وانتظرنا أن يحقق الجنزورى مطالب الثورة التى من أجلها قام المجلس العسكرى بعزل الحاج شرف، وما هى هذه المطالب؟، تغيير جميع الوزراء التابعين للنظام السابق أو لأجهزة الأمن أو للمجلس العسكرى، إلغاء وزارة الإعلام وعزل وزيرها، إلغاء وثيقة د.على السلمى المسماة وثيقة المبادئ فوق الدستورية، إعادة هيكلة وزارة الداخلية وفرض الأمن فى البلاد، إنقاذ الاقتصاد الوطني من الانهيار، إحالة المتهمين بقتل وإصابة الشباب في التحرير وشارع محمد محمود إلى القضاء. والذي يعود إلى منتصف الشهر الماضي سيتذكر بسهولة أن المظاهرات اندلعت مرة أخرى بسبب وثيقة على السلمى التي كانت ستمنح المجلس العسكري حق التدخل فى الحياة السياسية، كما تعطى الحكومة سلطة إغلاق الصحف والفضائيات ومصادراتها وفرض الرقابة عليها، وخرجت المظاهرات كذلك لكى تطالب بعزل وزير الإعلام بسبب تحريض المسلمين على قتل المسيحيين دفاعا عن قوات الجيش التي كانت تؤمن مبنى ماسبيرو، وقامت المظاهرات أيضا لأن الشعب المصري لم يشعر بأي تغيير في الحياة بعد مرور تسعة أشهر من قيام الثورة. واستجاب المجلس العسكري وعزل حكومة شرف وجاء بالجنزورى، وانتظرنا أن يحقق تشكيل الوزارة أمل التغيير، أو نرى فى الجنزورى شخصا غير الحاج شرف، لكن للأسف الجنزورى ارتضى أن يكون بركة و قبل أن يسمى الحاج كمال، وحكومته هتبقى أسخم من حكومة شرف.