كشف مصدر حكومي كبير اليوم (السبت) أن رئيس حكومة تصريف الأعمال سلام فياض بدأ بإجراء مشاورات عاجلة مع الرئيس الفلسطيني محمود عباس بشأن وضع حكومته "الصعب جدا" عقب استقالة وتعليق مهام عدد من وزرائه. وقال المصدر لوكالة أنباء (شينخوا) طالبا عدم ذكر اسمه، "إن فياض بدأ منذ أمس (الجمعة) مشاورات عاجلة مع عباس وكبار مساعديه بشأن مصير حكومته في ضوء تعقد مهامها وتصاعد الانتقادات النقابية والشعبية لها". وذكر المصدر أن فياض طلب من القيادة الفلسطينية ضرورة معالجة الوضع القائم. ولفت إلى أن وضع الحكومة الحالي باستقالة 3 وزراء وتعليق مهام اثنين آخرين "يضعها في موقف محرج ويخلق صعوبات عديدة في أداء مهامها مما يتطلب وضع حلول عاجلة وهو أمر مناط بالقيادة ونأمل حسمه قريبا". ورأى المصدر أن استمرار الحكومة بوضعها الراهن لحين انتظار تشكيل حكومة توافق فلسطينية "بات أمرا صعبا جدا" خاصة في حال استمر تأخير ذلك. يأتي ذلك بعد يومين من إعلان وزير العمل في حكومة تصريف الأعمال أحمد مجدلاني تقديم استقالته إلى كل من عباس وفياض على خلفية ما أثير من جدل ضده بسبب لفظ "غير لائق" صدر عنه خلال مشاركته في برنامج إذاعي قبل أسبوع. وبات مجدلاني ثالث وزير في حكومة تصريف الأعمال يقدم استقالته بعد وزيرى شئون القدس حاتم عبد القادر، والأشغال العامة محمد اشتيه في 2009 و 2010 على التوالي لأسباب مختلفة. كما أعلن وزيرا الاقتصاد حسن أبو لبدة والزراعة إسماعيل دعيق تعليقهما ممارسة منصبيهما أخيرا على خلفيات اتهامات لهما بالتورط في قضايا فساد. يشار إلى أن فياض وهو شخصية اقتصادية مستقلة شكل حكومته بشخصيات مستقلة بتكليف من عباس في يونيو 2007 إثر إقالة حكومة الوحدة الوطنية التي كانت تقودها حركة المقاومة الإسلامية (حماس) وذلك بعد سيطرتها على قطاع غزة بالقوة. وقدم فياض استقالة حكومته منتصف فبراير الماضي، إلى عباس الذي علق أمر البت بها إلى حين الاتفاق مع حركة (حماس) على تشكيل حكومة توافق جديدة تحضر لانتخابات فلسطينية عامة. ووقعت حركتا (فتح) و(حماس) اتفاقا للمصالحة في مايو الماضي ينص أول بنوده على تشكيل حكومة توافق، لكن الخلاف المستمر بين الحركتين بشأن تركيبة الحكومة مازال يعطل بدء تنفيذه.