رفعت الجامعات الخاصة مصروفاتها لهذا العام بنسبة زيادة تراوحت ما بين 5٪ و10٪ واستبقت إعلان نتيجة الثانوية العامة فى فتح باب الحجز للقبول بكلياتها لاستيعاب نحو 80 ألف طالب مصرى يمثلون 7٪ من طلاب التعليم الجامعى، وأنهم معها فى المنافسة على زيادة المصروفات المعاهد الخاصة والتابعة لوزارة التعليم العالى.. ومع ارتفاع مؤشرات القبول فى كليات القمة الحكومية اضطر عدد كبير من الناجحين الحاصلين على مجاميع من 95٪ إلى 96٪ إلى البحث عن أماكن فى كليات القمة بالجامعات الخاصة وهو ما استغلته تلك الجامعات ورفعت المصروفات الدراسية بشكل غير مبرر لتتراوح ما بين ال40 و135 ألف جنيه، بالإضافة إلى ما تمارسه من ضغوط على وزارة التعليم العالى لزيادة أعداد المقبولين بنسبة 10٪ بحجة استيعاب الموجودين على قائمة الانتظار. ولأن اللجوء للجامعات الخاصة والتى بلغ عددها 22 جامعة لم يعد رفاهية أو لضمان مكان لحصول طالب فاشل على شهادة جامعية.. فهى أيضًا لها حد أدنى وأقصى للقبول من خلال تنسق خاص بكل كلية بل وكل جامعة وتكون الأولوية للمتفوقين وممن يجتاز اختبارات خاصة ببعض الأقسام كالعمارة بهندسة الجامعة الألمانية وكذلك اختبارات فى اللغة الأجنبية، ومن ثم أصبح اللجوء للجامعات الخاصة اضطراريًا لتحقيق أحلام أبنائنا من الطلاب فى دراسة ما يرغبون العمل بمجاله فيما بعد التخرج.. ولأن التباين شديد ما بين الجامعات الخاصة التى تبلغ استثمارتها 20 مليار جنيه وبعضها فى الأداء والتكاليف والمصروفات، والملف التالى مناقشة مفتوحة لمعرفة ما يحكم الجامعات الخاصة فى عملها وأهدافها.. طفرة فى الوصول بمستوى عال للخريجين خاصة فى التخصصات غير الموجودة بالجامعات الحكومية والمرتبطة باحتياجات سوق العمل والتنمية المستدامة للدولة أم مجرد بيزنس يحكمه المكسب والخسارة.. خاصة مع تزايد مخاوف أولياء الأمور، ورغم ما يتكبدونه من آلاف الجنيهات فى تعليم أبنائهم بتلك الجامعات فى أن نقابات العمل كالهندسة والصيدلة لن تفيد أبناءهم! ارتفاع جديدة وغير مسبوق فى مصروفات معظم الجامعات الخاصة للعام الدراسى المقبل 2015 - 2016 نظرًا لارتفاع الحد الأدنى للقبول بكليات القمة بالجامعات الحكومية وحرمان قطاع كبير من الطلاب الحاصلين على مجاميع فوق ال95٪ من الالتحاق بها وكذلك تطبيق الضريبة المضافة على الطلاب الجدد حتى قبل إقرارها. وكان المجلس الأعلى للجامعات الخاصة والأهلية ترى الحد الأدنى لقبول الطلاب المصريين بالجامعات الخاصة لهذا العام.. بحد أدنى لكليات الطب البشرى 95٪ وطب أسنان والصيدلة والعلاج الطبيعى 90٪ وكلية الهندسة 80٪ وكليات الفنون التطبيقية وكلية العلوم الطبية 70٪ وكذلك لكليات الاقتصاد والعلوم السياسية وللإعلام واللغات والترجمة ب65٪ وباقى الكليات بحد أدنى 55٪. ورغم الحد الأدنى المعلن من قبل المجلس الأعلى للجامعات.. إلا أن الواقع وجولتنا على بعض الجامعات أكدت أن الحد الأدنى يفوق ما أعلن نظرًا للإقبال الكبير على بعض الجامعات الخاصة ودون غيرها والموثوق بها علميًا وأثبتت جدارة ودرجة جودة عالية فى العملية التعليمية كالجامعة الأمريكية والألمانية والبريطانية وكذلك جامعات أخرى لتفوقها فى تخصصات بعينها مثل الطب البشرى والأسنان والصيدلة. جولتنا ورصدنا لمصروفات الجامعات الخاصة أكدت التباين الشديد فيما بينها.. لتتراوح المصروفات ما بين ال60 ألف جنيه للطب وما بين 43 ألفًا و85 ألفًا للهندسة ول170 ألف لجامعة خاصة أجنبية مرموقة. جولتنا وبعض أولياء الأمور أكدت الاختلاف الواضح والتباين بين المصروفات الفعلية التى يدفعها الطلاب وما سبق وأعلنته تلك الجامعات من قائمة مصروفات خلال شهر يوليو الماضى وبنسب تزيد على ال5٪ و10٪ عما سبق وأعلن.. وذلك بخلاف حجز المكان بمبالغ تتراوح ما بين 600 و1500 جنيه لا تسترد فى حالات عدم القبول والقيد بتلك الجامعات.. بينما تخصم من المصروفات فى بعض الجامعات إذا ما تم القبول والقيد بالجامعة. تفاوت.. أم تدليس المصروفات الرسمية لبعض الجامعات الخاصة كما سبق وأعلنت نسردها ونؤكد للقراء أنها مغايرة تمامًا للواقع داخل أسوار تلك الجامعات.. الجامعة الألمانية بالقاهرة الجديدة والتى تقسم القبول بكلياتها وفقًا للمجموع تصل مصروفات الشريحة الأولى إلى 45 ألف جنيه والشريحة الثانية 54 ألف جنيه والشريحة الثالثة 65 ألف جنيه فى كليات الصيدلة والهندسة وإدارة الأعمال و48 ألف جنيه لكلية الفنون التطبيقية فى كل الشرائح.. وفى الألمانية إلى الجامعة البريطانية بالشروق وصلت مصروفات كلية الهندسة ل36 ألف جنيه ونحن نؤكد لقرائنا أنها تتعدى ال60 ألف جنيه من واقع ما دفعه الأصدقاء والأقارب والجيران لأبنائهم.. وبالنسبة لمصروفات باقى كلياتها فكانت 36 ألف للصيدلة و25 ألف جنيه لإدارة الأعمال وكذلك لكلية الاقتصاد والعلوم السياسية وكانت المصروفات بجامعة مصر للعلوم والتكنولوجيا بأكتوبر وصلت إلى 55 ألف جنيه بكلية الطب البشرى و41 ألف للصيدلة و42 لطب الأسنان و30 ألف جنيه للهندسة.. أما جامعة المستقبل بالقاهرة الجديدة المصروفات فى كلية الصيدلة 47 ألف جنيه وطب الفم والأسنان 60 ألف جنيه والهندسة والتكنولوجيا 43 ألف جنيه وكلية الاقتصاد والعلوم السياسية 30 ألف جنيه. غير معروفة وفى الجامعات الخاصة جامعة بدر بمدينة بدر وهى من الجامعات غير المعروفة.. فقد وصلت المصروفات إلى 51 ألف جنيه لطب الأسنان و48 ألف جنيه بكلية الصيدلة و35 ألف بكلية العلاج الطبيعى.. بينما بلغت المصروفات فى الجامعة الحديثة على سبيل المثال ل43 ألف جنيه بطب الأسنان. .. والمعاهد كمان دخلت المعاهد الخاصة السباق وحلبة التصارع مع الجامعات الخاصة فى المصروفات.. فوجدنا المصروفات فى الأكاديمية الدولية للهندسة وعلوم الإعلام بمدينة 6 أكتوبر تعدت ال25 ألفًا و961 جنيهًا وبلغت مصروفات المقرر الدراسى الواحد إلى ألف و300 جنيه بالمعهد الكندى العالى للهندسة ب6 أكتوبر ول25 ألف جنيه بأكاديمية الهندسة والتكنولوجيا التابعة لوزارة الإنتاج الحربى. بخلاف المصروفات السابق إعلانها ونشرها.. هناك مصروفات من نوع آخر.. نشرت أيضًا وتم الإعلان عنها فيما سبق أوقعتنا فى حيرة أيهما نصدق مصروفات الجامعة الأمريكية بالقاهرة وصلت لما بين ال160 ألفًا و170 ألف جنيه نصفهم يسدد بالجنيه المصرى والنصف الآخر بالدولار الأمريكى وخلال العام الدراسى بالكامل وليس دفعة واحدة.. ليتساوى باقى الجامعات عما سبق وأعلن بالنسبة للمصروفات لنجد الجامعة البريطانية هذه المرة ب85 ألف جنيه و53 ألفًا لجامعة مصر الدولية و50 ألفًا للجامعة الألمانية و45 ألفًا لجامعة الأهرام الكندية.. فأى الأرقام نصدق؟ طاقة.. نور فى نهاية جولتنا ورصدنا لما نشر وأعلن عن مصروفات الجامعات والمعاهد الخاصة.. خرجنا بعدة حقائق أولها أنه بالفعل بعض الجامعات الخاصة المرموقة حرصًا منها على أن يكون طلابها من المتقدمين والحريصين على استمرار التفوق تقوم بخفض المصروفات وتقسيمها لشرائح وفقًا للمجموع فالأعلى مصروفاته أقل.. كذلك ومع استمرار الدراسة وبعد قبولهم يستمر الإعفاء والخفض للمصروفات بنسب مع التقديرات العالية وقد وصل إلى حد الإعفاء للأشقاء إذا كان أحدهم متفوقًا ومستمرًا فى التفوق. كما تبين لنا من خلال جولتنا على بعض الجامعات الأهلية والتى من المفترض أنها تختلف عن الجامعات الخاصة لكونها مؤسسة تعليمية لا تهدف للربح إلا أن مصروفاتها 60 ألف جنيه سنويًا للطالب وهى أيضًا تقوم بإعفاء المتقدمين بنسبة 50٪ على هذه المصروفات.. والتى - وبحسب كلام الدكتور طارق خليل، رئيس جامعة النيل - أن الجامعات الأهلية التى لا تهدف إلى الربح ليس معناها إنها جامعة مجانية ولكن أن كل مواردها ودخلها ينفق على العملية التعليمية وما يزيد من خلال الموارد ينفق فى تحسين العملية التعليمية.
