سخرت صحيفة هاآرتس الإسرائيلية من استعانة الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، بوسائل التواصل الاجتماعي في الوقت الذي يقوم بمهاجمه مستخدميه ويحاول غلق تلك الوسائل وقالت فليعلم أردوغان أن تلك الوسائل ساهمت في انقاذه من التنحي والانقلاب. وأضافت الصحيفة أن القاعدة الأولى التى اتخذها الانقلابيون قطع بث الإذاعة الوطنية لاقناع الشعب أن كل شئ تحت السيطرة، فقد خطط الضباط الأتراك ونفذوا الانقلاب والآن هم على حافة الفشل التام. وبعد ساعتين بدأوا يتخذون مواقع في العاصمة أنقرةواسطنبول، اقتحموا استوديوهات قناة TRT وأجبروا المذيعين على قراءة رسالتهم الرئيس التركي "رجب طيب أردوغان" "خائن" تنحى والجيش الآن يسيطر على السلطة وقريبا جدا سيصاغ دستور جديد، وأعلن أن سكان تركيا، وبدا في تلك اللحظة أن الرئيس قد وصل إلى النهاية. وأضافت الصحيفة أن توقيت محاولة الانقلاب جاءت في الوقت الذى كان فيه أردوغان في عطلة بعيدًا عن وسط البلاد، ولكن في هذه المرحلة فشل المتآمرون في عزل أردوغان، الذي كان في منتجع في مارماريس، ساحل بحر إيجه، قبل أن يستقل الطائرة الرئاسية في طريق عودته إلى اسطنبول، نقل أردوغان رسالة إلى أنصاره من خلال الهاتف الذكي يدعو شعبه للنزول إلى الشوارع والاستيلاء على الساحات والمطارات. وأثبتت هذه الاستراتيجية نفسها: فقد خرج عشرات الآلاف إلى الشوارع واشتبكوا مع دبابات الجيش. عند هذه النقطة ظلت الشرطة وقوات الأمن الموالية للرئيس، جنبا إلى جنب مع مئات من المدنيين وبدأوا بالفعل وقف الجنود المتمردين. وقالت الصحيفة إنه من الصعب تحديد نوعية تأثير الرسائل التى بعثها أردوغان عبر الشبكات الاجتماعية لإنقاذه. يمكن أن تكون القوات الموالية له تفوق المتمردين حتى بدون مساعدة من المواطنين والمقيمين، وقد يخرج الجمهور إلى الشوارع دون طلب أردوغان. ولكن ليس هناك شك في أن الرسالة قد أثرت على مجرى الأحداث. وتابعت الصحيفة قائلة إن هناك مفارقة عميقة وهى أنه في الوقت الذي ينفصل فيه أردوغان من قواعد سلطته، اضطر إلى الاعتماد على التكنولوجيا والشبكات الاجتماعية في السنوات التي حاول فيها تقييدها ومنعها في البلاد منذ أن قمعت قوات الشرطة التركية بوحشية الاحتجاجات في ساحة تقسيم وغيرها من المدن في تركيا في يونيو 2013، وهاجم أردوغان وسائل التواصل الاجتماعية واعتبرها ككيانات تسعى إلى الإساءة للبلد. وتابعت الصحيفة أن أردوغان بالطبع لم يكن الديكتاتور الوحيد الذي تزعجه وسائل التواصل الاجتماعي، وكان الرئيس المصري الأسبق حسني مبارك يعتقد أنه سينجو من مصيره عندما قطع جميع شبكات الهاتف المحمول والإنترنت، ولكن بدأ العنف والاحتجاجات تتنامي في بلاده. ولكن الوقت كان قد فات بالنسبة له.