مرض التوحد أو كما يطلق عليه "الاوتيزم" ، يعرف بأنه عجز يعيق تطوير المهارات الاجتماعيه والتواصل اللفظي وغير اللفظى لدى الأطفال، ويحدث نتيجة إضطراب عصبي يؤثر على الطرق التي يتم من خلالها جمع المعلومات ومعالجتها بواسطة المخ مسببه مشكلات في المهارات . يعتبر المساهم الرئيسي في إنتشار الخوف من التوحد في العقود الأخيرة هو حقيقة أن عددًا كبيرًا من الأطفال، والمراهقين والبالغين تم تشخيص إصابتهم بالمرض، حتى عقد الثمانينيات، ولم يكن هناك تصنيف للتوحد على أنه مرض، فقد تم تعريف الحالة في حدود ضيقة جدًا وساد إعتقاد خاطيء ساهم الباحث الشهير "كانر" في نشره بأن التوحد حالة نادرة. التوحد تاريخيًا اتفقت العديد من الدراسات على أن كانر هو أول من أشار إلى التوحد كإضطراب يحدث في مرحلة الطفولة، وكان ذلك 1943 عندما نشر دراسته المتميزة عن مشكلات التواصل النفسي والإضطرابات التوحديه وفي العام التالي لنشر دراسه كانر اطلق على هذا النوع من اضطرابات الطفوله مصطلح ( التوحد المبكر في الطفولة ) وقد توالت بعد ذلك مصطلحات أخرى متعدده. وقد بدأ التعرف على مرض التوحد منذ حوالي 60 عام، وفي 1978 كانت نسبة الاصابه طفل من كل 300 طفل وفى أبريل 2000 أعلن مركز مراقبه الامراض في الولاياتالمتحدة عن إرتفاع نسبه حدوثه بمنطقه بريك فى ولاية نيوجرسى وقدرت بحوالي 6.7 طفل لكل ألف طفل. واظهرت الدراسات أن هناك خلط بين أعراض التوحد وغيره من الاعاقات الذهنية فقد تكون الحالة إعاقه ذهنيه وتفسيرها انها إعاقه عقليه وقد حذرت الدراسات من الخلط بين ذلك وبين التوحد واظهرت الدراسات ان نسبه الاعاقه الذهنيه في حالات التوحد تصل إلى 60-70% ، كما لاحظت بعض الدراسات ان 75% من حالات الإصابه بالتوحد تكون في الذكور وليس هنال تفسيرعلمي لذلك . أما عن معدلات إنتشار اعاقه التوحد بالمجتمعات العربيه فانه لم تجد دراسات أحصائيه محدده بهذا الشأن ( حسب علم الباحث ) ومعظم الدراسات التى اجريت على عينات من الاطفال ذوي الاضطراب التوحدي كانت تهدف إلى التعريف والتشخيص او دراسه الاسباب المؤديه إلى حدوث الاعاقه او تطبيق بعض البرامج او دراسة الأساليب المستخدمة في التعامل مع حالات التوحد وقد أعتمدت على النسب العالمية للإنتشار. سمات المتوحدون تظهر سمات الطفل التوحدي قبيل أتمامه العام الثالث وإذا لوحظ على الطفل أي من هذه السمات يحب عرضه على أخصائي . تظهرسمات التوحد في عدم محاولة الطفل تحريك جسمه او اخذ الوضع الذي يدل على رغبته في أن يحمل، تصل الطفل عندما يحمل ومحاولته الافلات، كما يبدو كما لو أنه أصم لا يسمع او لا يستجيب لذكر أسمه أو للاصوات من حوله ، فضلًا عن قصورأو توقف في نمو القدره على الاتصال اللغوي وغير اللغوى . نسب عالمية للتوحد تختلف نسب التوحد على مستوى العالم كل عام، فيصاب بمرض التوحد حوالي 1-2 من كل 100 شخص في جميع أنحاء العالم، ويصاب به الأولاد 4 مرات أكثر من البنات. وأفادت مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها(CDC) أنه تم إصابة 1.5% من أطفال الأممالمتحدة( واحد من كل 68) بالتوحد، وذلك اعتبارًا من عام 2014، بزيادة بلغت نسبتها 30% عن عام 2012، حيث كان يصاب فرد من كل 88، زاد عدد المصابين بالمرض بشكل كبير منذ الثمانينات، ويرجع ذلك جزئيًا إلى التغيرات التي حدت في تشخيص المرض، وإلى الحوافز المالية التي خصصتها الدولة لتحديد أسبابه، ولم تتم الإجابة عما إذا كان انتشار المرض قد زاد فعليًا أم لا. التشخيص الأول وعلى الرغم من عدم وجود علاج معروف؛ فهناك تقاريرعن حالات تم شفاؤها، ولا يعيش الكثير من الأطفال الذين يعانون من هذا المرض بشكل مستقل بعد بلوغ سن الرشد، ولكن بعض المتوحدين أصبح ناجحًا في ذلك. وقد تطورت ثقافة التوحد، فأصبح هناك بعض الأفراد الذين يسعون إلى تلقي العلاج، وغيرهم الذين يؤمنون بأنه ينبغي قبول المصابين بالمرض واعتبارهم مختلفين وعدم التعامل معاهم على أنهم يعانون من اضطرابات . مفاهيم خاطئة نظرا لكون مرض التوحد من الامراض النادرة والمخيفة لمعظم الأسر، فقد تعددت المفاهيم الخاطئة عن المرض التى ينجم معظمها عن القلق . # أول المفاهيم الخاطئة يتجلي في إعتقاد بعض الآباء والأمهات بأن الحقن التي تستخدم في علاج المصابين بالتوحد السبب في تفاقم المرض، مشيرين إلى حالة الطبيب الباطني أندرو ويكفيلد في عام 1998 الذي ادعى وجود علاقة بين حقنة MMR واضطرابات في البطن ويطلق عليها اسم "ناخر الأمعاء التوحدي"، و لا يوجد دليل على صحة ادعاء ويكفيلد، كما أن شريكه في كتابة البحث أعلن تخليه عن هذا الادعاء. # تتابع المفاهيم الخاطئة في الأجيال السابقة، بوصف المصابون بالتوحد في لغة الطب والعلاج وفي وسائل الإعلام بأنهم أشخاص لا عواطف لديهم، وغير قادرين على الرأفة، وقد كتبت إحدى الصحف عن "متلازمة اسبرجر" عام 1990 تصف التوحد بأنه "المرض الذي يصيب الأشخاص الذين ليست لديهم المقدرة على الإحساس"، كما وصفت الأشخاص المصابين بالتوحد بأنهم قساة، ولا قلوب لهم. في الواقع، عادة ما يكون المصابون بالتوحد على درجة عالية من الإحساس والاهتمام بشعور من حولهم إلى درجة كبيرة. لكنهم يجدون صعوبة في استعمال الإشارات الاجتماعية من قبيل التغير في تعبير الوجه، ولغة الجسد، ونغمة الصوت، التي تعتمد عليها الأنماط العصبية في نقل الحالة العاطفية من شخص لآخر. # فضلا عن ذلك، يسترجع بعض البالغين الذين كانوا مصابين بالتوحد تجاربهم من حيث أن إرغامهم على التصرف كنظرائهم الطبيعيين أدى إلى إصابتهم بتوتر على مدى الحياة، كما تقول جوليا باسكون في مقالها "الأيدي الهادئة": "عندما كنت طفلة صغيرة، كنت مصابة بالتوحد، وعندما تكون متوحداً، لا ينبغي أن يساء إليك، ولكن ينبغي علاجك برفق". كل سمة من سمات التوحد يملكها أيضاً الأشخاص غير المصابين بالتوحد، لكن بدرجات مختلفة، المصابون بالتوحد يتميزون بالتحفيز الذاتي، بينما الأشخاص العاديون يتحركون في محيط معين، العاديون لديهم وظائف ومشاعر، أما المتوحدون فلديهم حساسيات مفرطة. كما أن العاديين لا يستطيعون تحمل لبس قماش البوليستر.