أعتقد أن قناة "ماسبيرو زمان" التى بدأ بثها قبل أيام قليلة من بداية شهر رمضان المعظم جاءت فى وقتها تماماً، وكانت تمثل متنفساً حقيقياً لملايين المشاهدين خاصة فى الشهر الكريم بعد أن أصبحت معظم القنوات الفضائية المصرية والعربية وحتى التليفزيون الرسمى، مجرد شاشات لعرض الإعلانات والمسلسلات والتنويهات التى تساهم فى رفع ضغط دم المشاهدين. قناة "ماسبيرو زمان" تختلف عن أى قناة وتمثل فرصاً حقيقية للهروب من الحصار الدرامى والإعلانى، قناة تعرض على مدى 24 ساعة يومياً فقرات وبرامج نادرة منذ نشأة التليفزيون فى يوليو 1960 منها برامج لم تعرض منذ 40 عاماً أو يزيد. أحاديث دينية نادرة، حفلات غنائية نادرة أيضاً برامج على أعلى مستوى منها مثلاً "النادى الدولى" الذى قدمه الإعلامى الكبير سمير صبرى منذ عام 1970 حتى عام 1978 ويعتبر من أفضل البرامج فى تاريخ التليفزيون المصرى و"سينما القاهرة" تقديم ناهد جبر، وهذا فضلاً عن تلاوات قرآنية نادرة، وأحاديث مع عمالقة الفن والأدب وحفلات غنائية نادرة لعفاف راضى ومها صبرى وماهر العطار واسكتشات لسيد الملاح ونبيل فهمى. أتصور أن هذه القناة تمثل استراحة للمشاهدين من هموم الدراما، الكئيبة فى معظمها، والإعلانات التافهة. "ماسبيرو زمان" جاءت لرفع المعاناة عن كاهل ملايين المشاهدين. هذه القناة حتى الآن بدون إعلانات ربما يكون هذا متعة خاصة لكل من يشاهد هذه القناة، وفى الوقت نفسه فشل للمسئولين فى ماسبيرو لعجزهم عن تسويق هذه القناة الجذابة جداً إن آجلاً أو عاجلاً الإعلانات ستذهب لهذه القناة، ولكن لا يهم الربح المادى المهم عرض كنوز الإبداع فى زمن كان التفوق والإبداع سائداً، الفائدة الكبرى لهذه القناة تعريف الأجيال الجديدة على مستوى التليفزيون فى الماضى، وكيف كان مستوى البرامج والضيوف. أعتقد أن مشاهدة أحاديث ولقاءات لشخصيات فى قناة ماسبيرو الإمام الراحل عبدالحليم محمود، والأديب يوسف السباعى وشاعر الشباب أحمد رامى وعميد المسرح العربى يوسف وهبى والعندليب عبدالحليم حافظ وغيرهم من العمالقة شىء ممتع للغاية وأن تشاهد وتسمع الأجيال الجديدة لهذه اللقاءات نحن بهذا نعطى للأجيال الجديدة دروساً ليعلموا من هم مفكرو ومبدعو الزمن الماضى. جاءت "ماسبيرو زمان" لإزالة الغبار عن برامج اشتقنا لها كثيراً، خاصة كما قلنا إن الحصار الإعلانى والدرامى بلغ أقصى مدى، وحالة الانفلات وقلة الأدب التى شاهدناها فى بعض الإعلانات التى تخطت كل الحدود. "ماسبيرو زمان" تمثل دعوة للهروب من الكآبة والتفاهة، تحية لكل من ساهم فى ظهور هذه القناة فى هذا التوقيت بالذات.