أعلن مهرجان دبي السينمائي الدولي عن اختياره ل 9 أفلام وثائقية من العالم العربي، تستلهم مواضيعها من الوقائع الاجتماعية والسياسية في المنطقة، من أصل 15 فيلماً ستدخل ضمن منافسات جوائز "المهر العربي" خلال الدورة الثامنة من المهرجان التي تقام خلال الفترة الممتدة من 7 إلى 14 ديسمبر المقبل. وتسعى الأفلام الوثائقية المشاركة في مهرجان هذا العام، والتي أخرجها سينمائيون عرب من مصر والجزائر وسوريا والعراق ولبنان وتونس والسودان والأردن، وعرب مقيمون في ألمانيا وفرنسا، إلى تسليط الضوء على بعض الأحداث المحورية، التي كان لها تأثير بالغ على التاريخ العربي المعاصر، بدءاً من الثورات العربية، إلى ولادة دولة جديدة، فضلاً عن إلقاء نظرات خاطفة بالعودة بالزمن إلى بعض المواقف واللحظات الهامة، التي تركت انطباعات لا تُنسى، وغالباً ما كانت مؤلمة ومحزنة، لدى الناس الذين عايشوها. وتشمل الأفلام المزمع عرضها خلال المهرجان ستة أفلام تعرض للمرة الأولى عالمياً، وفيلماً واحداً في عرضه الأول دولياً ، وفيلم آخر في عرضه الأول في الشرق الأوسط، بالإضافة إلى فيلم واحد يعرض للمرة الأولى على مستوى منطقة دول الخليج العربي. ويشار إلى أنه سيتمّ الإعلان قريباً عن الأفلام الستة الإضافية المشاركة في مسابقة "المهر العربي" للأفلام الوثائقية. وتضم قائمة الأفلام المشاركة فيلم المخرجة الفرنسية ياسمينا عدي بعنوان "هنا نغرق، أيها الجزائريون، 17 أكتوبر 1961"، في عرض دولي أول، ويسلط الضوء على أحداث يوم 17 أكتوبر 1961، حين تظاهر الآلاف من الجزائريين في باريس وضواحيها، استجابةً لنداء جبهة التحرير الوطنية ضد حظر التجوال الذي فُرض عليهم. ويشارك المخرج الجزائري عبد النور زحزاح بفيلمه في عرض عالمي أوّل "قم نغتنم ساعة هنية"، والذي يكشف من خلاله عن تاريخ ولادة الموسيقى الأندلسية والتي تناقلتها الأجيال بعد سقوط مدينة غرناطة في العام 1492، أما المخرجة المصرية هبة يسري فتشارك أيضاً بعرض عالمي أوّل بفيلم "ستو زاد.. عشقي الأول"، والتي توثّق من خلاله حياة المطربة شهرزاد، التي اشتهرت بأعمالها الغنية الخصبة، من خلال عيون حفيدتها. ومن لبنان، يشارك المخرج هادي زكاك بالعرض العالمي الأول مع فيلم "مرسيدس"، وهو سيرة ذاتية روائية تسرد تاريخ التحوّل الذي شهده لبنان، من منظور سيارة، والعائلة التي تملكها. تصل السيارة الأسطورية ميرسيدس بونتون 180 إلى لبنان في العام 1960 وتواصل دورة حياتها لتشهد تطور بلد بأسره. ومن الأردن، يشارك فيلم "عمو نشأت" في عرضه العالمي الأول لمخرجه أصيل منصور، الذي يتقصّى مهمة أخذها على عاتقه لكشف حقائق مقتل عمه، كما يلقى المخرج بالضوء على علاقته المتزعزعة مع والده. ويشارك أيضاً المخرج التونسي مراد بن شيخ بالعرض الأول في الشرق الأوسط مع فيلم "لا خوف بعد الآن"، والذي يوثّق الثورة التونسية بعيون المدونة "لينا بن مهيني" التي تحدّت النظام برمّته من خلال مدوناتها التي زخرت بالنقد اللاذع للحكومة. ومن سوريا، يشارك المخرج عمار البيك بفيلمه "أسبرين ورصاصة" في عرض عالمي أوّل، وهو عبارة عن سيرة ذاتية موجزة لحياة والد المخرج، يوثق من خلالها جلسته العلاجية التي امتدت ل40 عاماً، حاول خلالها الانتحار مرتين: الأولى بالأسبرين والثانية برصاصة. أما المخرج أكرم حدو، فيروي عبر فيلمه بعنوان "حلبجة – الأطفال الضائعون"، وهو إنتاج عراقي ألماني مشترك يعرض للمرة الأولى على مستوى منطقة دول الخليج العربي، قصة "علي" الذي يعود إلى كردستان بعد 21 عاماً من الهجوم الذي شنّه صدام حسين بالغاز السام عام 1988 على مدينة حلبجة، ليبحث عن أفراد عائلته. وفي فيلمها بعنوان "سوداننا الحبيب"، توثّق المخرجة السودانية تغريد السنهوري في هذا الفيلم الذي يعرض للمرة الأولى عالمياً المصير الذي يواجه البلد على الصعيد السياسي، بدءاً من استقلاله عام 1956، ووصولاً إلى تقسيم الدولة في 2011. وبالمقابل نرى في الفيلم سرداً شخصياً يبحث عن طريقة لفهم كيفية رضا وتسليم الشعب السوداني بالتقسيم الذي كان لا مفر منه. وقال عرفان رشيد، مدير البرامج العربية في مهرجان دبي: "تعتبر الوثائقيات أفلاماً ذات وجدان وضمير واقعيين، إذ أنها ترسم الحقائق والوقائع، كما هي، وقلّما نرصد وجود مثل هذه الحقائق في أية وسيلة أخرى من وسائل التعبير، وستمثّل الأفلام نافذةً حقيقيةً، نطلّ من خلالها على التغييرات التي تطرأ على حياة الناس، تبعاً لتأثير الظروف التي تحيط بهم."