كوبر بعد التأهل لنهائيات أمّم أفريقيا اللاعب المصرى ذكى ومتواضع ومنضبط تكتيكيًا النجاح مع الأندية ليس شرطًا لضم اللاعبين للمنتخبات أتقبل النقد وأرفض التجريح.. وتصنيف "الفيفا" ليس عادلاً فى تقييم المنتخبات أحب الفول والكشرى..وأتحمل آلام القولون مرحبًا ب"غالى ومرسى وكهربا" ولكن بشروط أى مدرب فى العالم يتمنى وجود لاعب مثل "تريزيجيه" بين صفوف فريقه وردة وحافظ وأشرف حاضر ومستقبل الفراعنة أسعى أن أكون جزءًا من حياة المصريين حتى أشعر بمشاكل اللاعبين أكد الأرجنتينى هيكتور كوبر، المدير الفنى لمنتخبنا الوطنى الأول أنه يحاول منذ قدومه إلى مصر التأقلم على عادات وتقاليد المصريين ومشاركتهم أفراحهم وأعيادهم وأحزانهم، ويصر على قيادة سيارته بنفسه وسط الزحمة وفى غياب تام من إشارات المرور. وقال: أريد أن يعيش كل المواقف التى يعيشها اللاعبون طالما أنا أصبحت مدربًا لمنتخب مصر، أكلت الفول والكشرى تحملت آلام القولون، واشترى احتياجاتى من الأسواق والسوبر ماركت وأحب أكل المصريين لأنه قريب جداً من مذاق المأكولات الإيطالية التى أعشقها. كما أكد كوبر حرصه على الذهاب مع لاعبيه إلى أحد المطاعم البدوية بمدينة برج العرب بالإسكندرية قبل كل مباراة والجلوس على الطبلية وتناول الأرز باللحوم والمكسرات «الكبسة»، وقال إن ما أبهره حين تناول تلك الوجبات مع اللاعبين بأحد مطاعم برج العرب هو ما فعله اللاعبون بعد الانتهاء من تناول العشاء، حيث قاموا بجمع ما تبقى من أرز ولحوم وقاموا بتوزيعه على الفقراء والمحتاجين وهم فى طريق العودة إلى الفندق، وقال كوبر أنه فوجئ بهذا الكرم الذى لم يشهده فى أى مكان فى العالم!! وقال كوبر إنه يحب مشاركة لاعبيه فى كل شىء حتى صلاة الجمعة أبدى رغبته فى الحضور وأداء الصلاة معهم وسأل محمود فوزى المحلل الفنى للمنتخب عن مدى إمكان دخول المسجد مع اللاعبين وأداء الصلاة وأخبره فوزى أن حضور الخطبة جائز أما أداء الصلاة فهو غير جائز، فقرر كوبر حضور الخطبة وجلس وحده فى أحد أركان المسجد يتابع اللاعبين وهم يؤدون الصلاة. جاء ذلك خلال الجلسة الودية التى عقدها هيكتور كوبر مع البعثة الإعلامية المرافقة للمنتخب بمدينة دار سلام بعد ساعات قليلة من تحقيق الفوز بثنائية على المنتخب التنزانى والتأهل لنهائيات أمم أفريقيا بالجابون العام القادم. وفتح كوبر قلبه للصحفيين وأجاب عن جميع التساؤلات. وفى بداية حديثه أعرب عن سعادته ليس بالفوز فحسب بل لتخطيه أول مرحلة فى عمله مع المنتخب وبشكل جيد، حيث قاد الفراعنة للتأهل لمونديال أفريقيا بالجابون واجتاز التصفيات دون هزيمة واحدة، كما نجح فى قيادة المنتخب الوطنى إلى مركز متقدم على الدول الافريقية فى التصنيف الشهرى للفيفا ومن ثم ضمن وضعه على رأس مجموعة فى التصفيات المؤهلة لنهائيات كأس العالم بروسيا عام 2018 ليسهل من مهمته قليلًا فى تحقيق الهدف الأكبر وهو الوصول لنهائيات كأس العالم. وقال كوبر إنه لم يحقق كل طموحه مع منتخب مصر بعد وما زال يطمع فى تحقيق المزيد ويسعى إلى تطوير عمله ليتواكب مع المرحلة الصعبة التالية، وقال: «يجب أن نزيد من جهدنا طالما نطمع فى مزيد من النجاحات والإنجازات». وعن الأسس التى يضعها فى الاعتبار عند اختيار اللاعبين قال كوبر انه ينظر أولًا للمباراة التى سيلعبها ويحدد مواصفات اللاعبين القادرين على تنفيذ الخطة التى سيضعها للمباراة، وقد نضطر - والكلام لكوبر - إلى استدعاء لاعبين لا يشاركون بصفه أساسية مع أنديتهم، وربما لا يشاركون الا لدقائق قليله لاقتناعى بقدرتهم على تنفيذ فكرى، وهذا ينطبق على الثنائى محمود حسن تريزيجية وعمرو جمال فكلاهما لا يشارك فى الفترة الأخيرة مع فريقه ولكنى أعلم جيدا قدراتهم الفنية والبدنية وهم أيضا على دراية كاملة بأسلوب لعبى ويتناسب أداؤهم تماما معه. وأكد كوبر أن هناك مجموعة تلعب بشكل ممتاز مع أنديتها ولكنها لا تصلح للانضمام للمنتخب لان اُسلوب أدائها لا يتناسب مع اُسلوب اللعب الذى حددته للمنتخب، وهذا لا يقلل من شأن هؤلاء اللاعبين ولكن يجب أن يتأقلم اللاعب على اُسلوب المدرب مثلما يطالب المدرب بالتأقلم على اُسلوب اللاعب المصرى! وأسهب كوبر فى الحديث عن تريزيجية ووصفه باللاعب الموهوب الذى يتمنى أى مدرب أن توجد داخل صفوف فريقه كما يتميز بالسرعة والالتزام الخططى بخلاف المهارة وعدم المظهرية فى الأداء، وقال: «وقد يتعجب البعض من اشراكى له أساسيا فى مباراه تنزانيا رغم أنه لم يشارك كثيرا مع فريقه البلجيكى فى الفترة الأخيرة، ولكنى أعرفه جيدا واعلم قدراته وأحب طريقة لعبه لانها تناسب فكرى». وأشار كوبر إلى أن العمل بالمنتخب مختلف عن العمل بالأندية تماما، مؤكدًا أن مدرب النادى يحاول اختيار طرق اللعب التى تتناسب مع قدرات مجموعة اللاعبين المتوفرة لديه، أما مدرب المنتخب فلديه مجال أوسع لاختيار اللاعبين ويستطيع أن يختار اللاعب القادر على تنفيذ فكره، وأكد كوبر أن المدرب يهتم بالتكتيك كثيرًا ويؤمن بأن اللاعب يجب أن يكون ترسًا فى ماكينة، كما أنه يؤمن بأن اللاعب الجيد يستطيع أن يقودك للفوز بمباراة او اثنين ولكن الفريق الجيد يقودك للفوز ببطولات. ونفى كوبر خضوع اختياراته لأى معايير غير فنية وخططية، مؤكدًا أنه لا يفضّل لاعبًا عن الآخر واعترف بأنه قد يرتكب أخطاءً فى بعض الاختيارات، ولكن الخطأ لا يمكن أن يكون متعمدًا لأنه يهدف فى المقام الأول المصلحة. وعن موقف حسام غالى من العودة لصفوف منتخب مصر، قال كوبر باب المنتخب سيظل مفتوحًا للجميع، وأكد أنه من الممكن أن يرحل عن قيادة المنتخب غدًا ويأتى غيره ولكن ليس من الممكن أن يحرم لاعبًا من تمثيل منتخب بلاده طالما ظل قادرًا على العطاء، وأشار إلى أنه وغيره من المدربين راحلون آجلا أم عاجلًا أما اللاعبون فهم الباقون. كما أكد كوبر أن أحمد حمودى، محمود كهربا، باسم مرسى، رمضان صبحى، حسام غالى، أيمن حفنى، عمر جابر، مصطفى فتحى، شريف إكرامى وغيرهم من اللاعبين الدوليين الذين لم ينضموا لقائمة مباراة تنزانيا لأسباب مختلفة هم أيضا من العناصر الأساسية بالمنتخب المصرى وننظر عودتهم لخدمة منتخب بلادهم فى اقرب وقت ممكن. وقطع كوبر حديثه للصحفيين وقال: «عارفين انا مبسوط ليه؟» ليس لتمكنا من تحقيق الفوز أو تأهلنا لنهائيات أمّم أفريقيا فحسب بل لأننى أخيراً وضعت يدى على مجموعة رائعة ومتجانسة ومتحابة من اللاعبين الموهوبين المتواضعين الطموحين، فلم أشاهد فى حياتى التدريبية- والكلام لكوبر - التى أزعم أنها طويلة وفى بلاد عدة مثل هذا التواضع الجم من لاعبين دوليين، كما أن لديهم جميعا درجة استجابة عاليه للواجبات الخططية التى يكلفون بها وهذا عكس ما كنت أسمعه عن اللاعب المصرى قبل أن أتولى مسئولية تدريبه. وعن أداء أحمد فتحى فى مباراة تنزانيا قال كوبر أنه كان مميزًا للغاية، وأشار إلى ارتفاع مستوى اللعب بشكل ملحوظ مع الأهلى خلال المباريات الخمس الأخيرة وهذا ما دفعه إلى اختياره فى المنتخب والاعتماد عليه أساسيًا فى المباراة، وقال كوبر إن عدم مشاركة فتحى مع المنتخب فى الفترات السابقة كانت بسبب وجود لاعب آخر فى نفس مركزه «عمر جابر» من وجهة نظرى كان ينفذ المطلوب افضل منه!! وتطرق كوبر للمستوى الرائع الذى ظهر به الحارس المخضرم عصام الحضرى فى الآونة الأخيرة والذى أهله للانضمام لصفوف المنتخب بل والمشاركة أساسيا فى مباراة تنزانيا، وقال إن الحضرى يمر بطفرة ملحوظة فى مستواه الفنى والبدنى، ولهذا تم استدعاؤه للمنتخب وإشراكه أساسيا فى المباراة، وقال إنه لا يوجد أى مانّع لاستمراره حارسًا أساسيًا للمنتخب طالما ظل قادرًا على العطاء وبنفس الكفاءة وبغض النظر عن عمره. وعما إذا كان التصنيف الشهرى الذى يصدره الفيفا يمثل معيارًا حقيقيًا لتقييم المنتخبات قال كوبر إن كرة القدم أبدًا لا يمكن حساباتها بالأرقام ودلل على ذلك بمنتخب بلجيكا الذى اعتلا تصنيف منتخبات العالم منذ شهرين وهذا بالطبع مخالف للواقع لأنه من وجهة نظره هناك خمسة أو ستة منتخبات أفضل وأقوى منه، وقال كوبر إن التصنيف ليس مقياسًا حقيقيًا يمكن من خلاله تحديد مستوى المنتخبات، وضرب مثلًا آخر بمنتخب نيجيريا الذى يراه الأفضل على المستوى الأفريقى بم يضمه من نجوم دوليين يلمعون فى سماء أقوى الدوريات الأوروبية وإذا بحثنا عن تصنيفه الحالى فى الفيفا سنجده فى مركز متأخر للغاية، بل ستجد منتخب مصر متفوقًا عليه فى الترتيب!! وعن برنامج الفترة القادمة قال هيكتو كوبر إن المنتخب ليس لديه أى تجمعات أو ارتباطات رسمية كانت أو ودية خلال شهور يونيو ويوليو وأغسطس وسيتابع هو وجهازه المعاون مباريات الدورى لمتابعة اللاعبين للدوليين واكتشاف عناصر جديدة، وقال كوبر انه سيطلب من الجهاز الإدارى للمنتخب الاتفاق على إقامة مباراتين وديتين قويتين خلال شهر سبتمبر القادم وقبل خوض أول مباراة بتصفيات كأس العالم، وقال انه يتمنى أن تكون المباراة أمام فريق أفريقى قوى حتى يحقق القدر الأكبر من الاستفادة منها ولكنه عاد وأكد أنه لا يضمن أن يتحصل الجهاز الادارى على مباراة أمام فريق قوى وسيضطر حينها إلى المفاضلة بين العروض التى سيتلقاها لاختيار الأفضل والأنسب منها. وأكد كوبر أنه لا يهتم بتحقيق الفوز فى المباريات الودية بقدر اهتمامه بتحقيق الهدف من إقامة المباراة، وتمنى إلا يحاسبه أحد على نتائج المباريات التجريبية لأنها لا تمثل الوجه الحقيقى لمنتخب مصر!! وأكد كوبر أنه يعلم جيدا أن الهدف الأساسى عند كل المصريين هو بلوغ نهائيات كأس العالم فهو بمثابة حلم كل مصرى وقال يجب ان يتكاتف الجميع للوصول لهذا الهدف وتحقيق الحلم، وتمنى أن يلقى المساندة والدعم من الاعلام خلال الفترة القادمة، مؤكدا أنه يتقبل النقد بصدر رحب ولكنه يرفض الإهانة وعدم الاحترام وقال: احترم الناس واطلب أن يبادلونى نفس الاحترام!!! وأكد هيكتور كوبر أنه على مدار عام ونصف قاد فيها المنتخب المصرى لم تواجهه اى عقبة تستحق التعقيب عليها أو الوقوف أمامها، مشيرا إلى أنه كان يحظى بمساندة ودهم كامل من مجلس إدارة اتحاد الكره المستقيل، وتمنى أن يلقى نفس الدعم وأكثر من اللجنة الموقعة الحاليّة. وعن تقييمه للثلاثى الصاعد عمرو وردة وكريم حافظ وأيمن أشرف ودورهم مع المنتخب قال كوبر انهم لا يشكلون مستقبل المنتخب المصرى فحسب بل هم الحاضر والمستقبل، مؤكدا أنه من الصعب أن يدعى أنه يعد صفًا ثانيًا للمنتخب لأنه لم ينتهِ من أعداد الصف الأول بعد، وأشاد كوبر بعمرو وردة وقال إنه لاعب موهوب قادر على العطاء لمنتخب مصر لسنوات عدة قادمة، وأكد أن الثلاثى يشارك فى دوريات قوية وقد يتصور البعض أن الدورى القبرصى الذى يشارك فيه كريم حافظ ضعيف إلا أنه على العكس تماما فهو دورى قوى وأنا أتابع اللاعب باستمرار، كما يشارك وردة بانتظام أيضا مع ناديه اليونانى ويبلى بلاءً حسنًا، ورفض كوبر وصف لاعب بلغ من العمر 22 عامًا بالصاعد، مؤكدا أن تلك المرحلة العمرية هى الأهم فى حياة اللاعب والتى يمتلك خلالها القوة والقدرة الكاملة على العطاء. ورفض كوبر الإجابة عن بعض الأسئلة حول اختيار أفضل لاعب وحارس فى الدورى وأفضل فريق كما رفض التطرق إلى عيوب ونقاط ضعف اللاعب المصرى وكذا تحديد أقوى وأضعف خطوط منتخب مصر، وقال إن مصر تمتلك العديد من اللاعبين الموهوبين وأنه لا يستطيع اختصارهم فى لاعب واحد.
