ثمانية عشر شهرًا من الحرمان من حنان الأم، عاشها الطفل علاء محمد صلاح الدين البالغ من العمر 4 سنوات، وبكاء ودموع لم تجف طوال قرابة 540 يومًا من على وجوه عائلته القاهرية البسيطة، بسبب «الميراث المر».. حيث اختطف الطفل من بين أفراد عائلته بحى الجمالية، بمعرفة عجوز يبلغ من العمر 80 عامًا، وزوجته البالغة من العمر 50 عامًا، والمقيمين بمركز فرشوط شمال محافظة قنا، ليقوم العجوز، بتحرير شهادة ميلاد له باسمه وباسم زوجته، بهدف توريثه تركته من الأراضى والممتلكات، ليتمكن من حرمان أبنائه من زوجته الأولى من الميراث. روى اللواء صلاح حسان، مدير أمن قنا، خيوط الواقعة بتلقى فرع البحث الجنائى، بشمال المحافظة معلومات بوجود طفل لدى العجوز وزوجته المسنة، وأنه يعتقد أن الطفل ليس من نسلهما، ووجود شك فى قيامهما باختطافه، وعلى الفور تم مراجعة بلاغات اختطاف الأطفال بمختلف أقسام الشرطة، بمحافظات الجمهورية، تبين أن الطفل مبلغ باختطافه فى قسم شرطة الجمالية منذ شهر ديسمبر عام 2014 وكشفت تحريات فريق البحث أن الطفل جرى اختطافه بمعرفة العجوز وزوجته المسنة، من ساحة مسجد الإمام الحسين بالقاهرة، وقام المتهم العجوز، باستخراج شهادة ميلاد جديدة له ليحمل اسمه، واسم زوجته المسنة، وتمكنت قوة أمنية من تحرير الطفل وضبط الجناة. أضاف مدير أمن قنا ل«الوفد» أن المتهم أقر خلال اعترافاته أمام الأجهزة الأمنية بأنه حدثت خلافات بينه وبين أبنائه من زوجته الأولى، فأراد أن يحرمهم من الميراث، وخطط للقيام باختطاف الطفل واستخراج شهادة ميلاد لتربيته ومنحه الميراث، للانتقام من أبنائه، وأنه تم استدعاء والد الطفل، الذى روى واقعة اختطاف طفله، مؤكدًا أنه فقده فى زحام ساحة مسجد الإمام الحسين منذ ما يقرب من عام ونصف العام وأن والدته كانت تعيش حالة من الحزن والانهيار طوال عام ونصف العام، وأنه بحث عنه فى كل مكان، ووزع صورته على مواقع التواصل الاجتماعى أملاً فى العثور عليه، ولم يفقد الأمل يومًا فى العثور عليه، وأنه كان بداخله ثقة فى أن الله سيعيد طفله له مرة أخرى. وتسلم الطفلة وأحيل العجوز وزوجته إلى النيابة بتهمة اختطاف الطفل وتحرير شهادة ميلاد مزورة له ولكن لم يبد عليهما الندم، فالانتقام الأعمى ما زال يسيطر عليهما متهماً مصر على حرمان أولاده من زوجته الأولى من الميراث، وربما ما زالا يفكران فى كيفية تنفيذ ذلك مرة أخرى، إنه الانتقام.