انتشر بعد ثورة (25 يناير) الكثير من المشروعات الإعلامية على الإنترنت، لشباب يرفُض التنازل عن العمل في مجاله الإعلامي، حيث تنوعت مشروعاتهم بين محطات لراديو الإنترنت، وقنوات على موقع "اليوتيوب" والتي تُربط ب"الفيس بوك". من بين هذه البرامج "شبكة العقل النقدي العربي"، وهى عبارة عن برنامج فلسفي سياسي يُعرض من خلال قناة على موقع "اليوتيوب"، يقوم عليه مجموعة من طلبة الإعلام، جمعهم عدم التنازل عن أحلامِهم أو تخصُصاتهم الإعلامية، ولم يستسلموا لمُحاولات الإحباط التي يتعرضون لها هم وأغلب زملائهم في كُليات الإعلام نتيجة عدم قُدرتهم على العمل في مجالِهم بسهولة. يروج هؤلاء الشباب لبرنامجهم عن طريق موقع "الفيس بوك" بقولهم: "هدفنا إعلاء قيمة التفكير المنطقي، المُنزه عن الأهواء والعواطف، وترسيخ النزعة النقدية في العقل العربي، عن طريق إجراء الحوارات مع قامات شامخةِ مع مُختلف التيارات الفكرية.. نأتى اليكم بقامات شامخة من مختلف الميادين الفكرية - ليبرالية كانت أو سلفية أو إخوانية أو غير ذلك- إيمانا منا بأن المجتمعات لا تنمو إلا إذا رَسخت بها النزعة النقدية التى تشتبك مع الآخر وتجابهه بالمنطق فى ظل ودٍ ومحبه تحت ظلال وطننا الغالي". البوابة الرسمية لأحلام الشباب محمد عزت، 19 عاماً، طالب بالسنة الثالثة كلية الإعلام قسم إذاعة وتليفزيون، وصاحب الفكرة ومُقدم البرنامج، يقول ل(الوفد): "لن أتنازل عن مجال دراستي أو عن أحلامي وطموحاتي بهذا المجال وسأستمر في العمل به على القدر الذي أجد أنني أستطيع به أن أخدم مُجتمعي، ومسألة المادة ليست على الإطلاق الأمر الذي يجعلني أعمل عملاً ليس تخصُصي ولا اُحبهُ أو أن استسلم للواقع كما يفعل الكثيرون، وهذا ما جعلنا نُفكر في اللجوء إلى الإنترنت، فأمر طبيعي شباب في عمرنا ليست لديهم خبرة في العمل، ولا الإمكانيات الكافية لتقديم أفكارهُ ومواهبهُ، أن يفعل ذلك خاصة بعد أن أصبح الإنترنت بالنسبة لشباب جيلنا البوابة الرسمية لتنفيذ مشروعاتنا الإعلامية أو السياسية أو الفكرية، فهو الإعلام البديل الأكثر حُرية وانتشاراً". ويشير محمد إلى بدايات الفكرة التي كانت لديه مُنذ فترة ولكنها نمت في أعقاب حالة الاستقطاب بين ما هو إسلامي وما هو علماني، قائلا: "أحببنا أن يكون لنا دور على قدر إمكانياتنا المحدودة، عن طريق تقديم ذلك البرنامج كمُساعدة في تقديم إنارة فكريه لمُشاهدينا أياً كان عددهم، تلك الإنارة التي لا نُمارسها بتقديم حلول مُباشرة إنما بتحفيز عقل المُشاهدين على التفكير، وإثارة النزعة النقدية، في العقل المصري كمُحاولة لإتمام نهضة حقيقية في مصر الثورة، وهذا هو الهدف الآن وغداً ودائماً". ويوضح محمد أن اختيار ضيوف البرنامج يكون لشخصيات لها تأثير في العالم العربي والمُجتمع المصري، ويبين أنه بالمُستقبل لا يوجد مانع من تنوع نشاط الحلقات من سياسي بحت إلى حلقات ثقافية وأُخرى للتوعية. ومن أبرز الضيوف عمرو موسى، د.أيمن نور، أحمد العسيلي، د.عمرو حمزاوي، المُدون أحمد بدر، ود.حسن نافعة. شراء أحلامنا.. مرفوض ويوضح أدهم أبو اليُسر، 19 عاماً، طالب بالسنة الثالثة كلية إعلام قسم دعاية وعلاقات عامة، ومسئول الدعاية والعلاقات العامة للبرنامج، أن اختيار عنوان "شبكة العقل النقدي العربي" كان على أساس فلسفي، قائلا: "وهو مُحاولة منا للإشارة إلى أهمية التحسين من طريقة التفكير والنقد بالمُجتمع المصري والعربي، لكي نصل إلى حلول لمشاكلنا واختلافاتنا بشكل لائق". ويذكر أن البرنامج بدأ قبل شهر رمضان الماضي بحوالي شهر، وتوقفوا قليلاً بسبب انشغالهم بالجامعة والدراسة ثم استأنفوا العمل مرة أُخرى. ورغم أن فريق البرنامج ليس لديهُم مقر مُحدد، إلا أنهم رفضوا عرضا لتمويل البرنامج، والذي يصفهُ أدهم على حد قولهُ بأنه بمثابة شراء لأفكارهُم وأحلامهُم وأن هذا ما لم يقبلوه، خاصة أنهم شعُروا بأن ما عُرض عليهم كان مُحاولة لتحويل فكرتهُم في مسار جديد غير المسار الذي رسموه سوياً والذي لن يُحيدوا عنهُ. ويضيف: "البرنامج يمّول ذاتيا، ونستخدم إمكانيات بسيطه للغاية، ونُقسم العمل علينا، وكُل منا يقوم بإتمام المُهمة المطلوبة منهُ على أكمل وجه، ولا نرفُض أن نُساعد أحدا حتى لو أكبر منا سناً أو مركزاً". ويؤكد أن هذا المشروع مُحاولة منهُم للحفاظ على أحلامهُم كطلبة لكُلية إعلام وإكتساب خبرة وقُدرة على المهنية السليمة التي تُساعدهُم على التطوير بعد التخُرج أيضاً. مساحة من الحرية أما رنا شاكر، 20 عاماً، طالبة في نهائي كلية إعلام قسم إذاعة وتليفزيون، ومسئول المونتاج في هذا البرنامج، فتقول: "الفكرة كانت لزميلنا محمد عزت، ودعمتها الثورة التي رفعت من الوعي السياسي بشكل كبير للعديد من الشباب ووفرت مساحة من الحرية للتعبير عن الرأي، فعرض محمد الفكرة علينا، ولم يكُن لي الحظ في أن أكون معهُم من البداية، ولكنني انضممت لهم من فترة بسيطة لأحل محل أحد الزُملاء الذي لم يُكمل الطريق الذي بدأوه سوياً، وأعتقد أن هذا من حُسن حظي لأكون فرداً من هذا المشروع الذي أحببته وتحمست له جداً وللعمل به". وتبين رنا أن ما شجعها على الانضمام هو فكرة البرنامج وهدفه، بالإضافة إلى سهولة التعامل مع السياسيين من مُرشحين للرئاسة وغيرهُم، إلى جانب العديد من الناشطين والمُدونين الجُدد. * شاهد برومو شبكة العقل النقدي العربي:
* شاهد حلقة عمرو موسى، المرشح المحتمل للرئاسة: ;feature=related