الانفلات على الشاشة هو السبب الرئيسى الذى أدى إلى إقالة عصام الأمير من رئاسة اتحاد الإذاعة والتليفزيون، وجاء بصفاء حجازى على نفس المقعد، لكن هل الانفلات هو الأزمة الوحيدة التى ستواجه رئيس الاتحاد الجديد؟.. هذا السؤال بدأ ترديده منذ الإعلان عن التغيير، على اعتبار أن ماسبيرو يعانى مشاكل كثيرة بعيداً عن الانفلات الذى كنا نشاهده ليس على القناة الثالثة فقط، لكن كنا نشاهده على قنوات أخرى بأشكال مختلفة، لكن الأزمة الأهم التى تواجه حالياً صفاء حجازى هى إعادة بناء القطاعات المختلفة داخل ماسبيرو، إذا أردت صفاء حجازى أن تعود بالشاشة والإذاعة المصريتين إلى سابق عهدهما. التليفزيون المصرى منذ سنوات وهو يعيش على صدقة من المنتجين فيما يتعلق بالمسلسلات التى تعرضها شاشة التليفزيون خلال شهر رمضان، بدليل أن "الأمير" قبل رحيله بأيام أعلن أنه ينتظر الحصول على بعض المسلسلات التى تتناسب مع الشهر الكريم من بعض المنتجين، وهو أمر أصاب الكثيرين بالدهشة لأسباب، منها أن شركات القطاع الخاص لا تنتج دراما محترمة منذ سنوات، وثانى الأسباب أن التليفزيون أصبح ينتظر ما يقدمه الآخرون لكى يعرضه، وبالتالى من أهم الأمور التى يجب أن تنظر إليها صفاء حجازي هو إعادة بناء قطاع الإنتاج الذى قدم للشاشات العربية خلال عهود سابقة أهم الأعمال الدرامية فى تاريخنا العربى، على مستوى الأعمال الاجتماعية والوطنية والتاريخية والدينية، وكانت الشاشات العربية تنتظر ما يقدمه قطاع الإنتاج حتى تعلن عن خريطتها الدرامية فى رمضان، الآن قطاع الإنتاج تحول إلى جثة هامدة، أيضاً قطاع التليفزيون وهو أحد القطاعات التى ساهمت فى إثراء الدراما العربية ولكنه دخل أيضاً فى غيبوبة وتحول العاملون فيه إلى بطالة مقنعة يحصلون على مرتباتهم دون إنجاز أى عمل. شركة صوت القاهرة أحد القطاعات المهمة التى تتبع الاتحاد، وهى شركة لها تاريخ طويل فى شقين، الأول الدراما، والثانى الإنتاج الغنائى.. الآن الشركة لم تعد تقدم ما يجعلنا نقول إن الدنيا بخير بداخلها، لا إنتاج غنائى، والدرامى يقدم على استحياء، والأزمة التى تعيشها القطاعات الثلاثة عدم توافر السيولة المالية، وبالتالى معركة صفاء حجازى خلال الفترة القادمة هى كيفية توفير ميزانيات حتى تعود عجلة الإنتاج لقطاعين على الأقل من الثلاثة. أيضاً عودة الحفلات للتليفزيون المصرى مثل «ليالى التليفزيون» أصبح ضرورة، لأنه من العيب أن نجد حفل احتفال أعياد سيناء تنظمه قناة mbc وكأن التليفزيون المصرى بكل ما يملك عاجز عن الاتصال بالمطرب الكبير هانى شاكر أو أى نجم آخر لإحياء هذه الليلة التى يحتفل بها كل المصريين، لأنه يوم عودة الأرض، لذلك كانت إحدى سقطات التليفزيون الأخيرة هى أن يترك قناة عربية تنظم حفل عودة أرض سيناء، أيضاً الملفات الشائكة التى يجب أن تفتحها صفاء حجازى ملف عودة الإذاعة المصرية إلى الإنتاج الدرامى والغنائى، لأن غياب الإذاعة عن القيام بهذا الدور فتح الباب على مصراعيه لاستقبال أعمال غنائية لا يليق بالإذاعة الأم أن تبثها، كما عليها أن تصدر قراراً بعودة لجنة الاستماع مرة أخرى حتى تمنع تسرب بعض الأغانى والأصوات للإذاعة، وكبار الملحنين طالبوا مراراً وتكراراً بعودة هذه اللجنة، ولم يسمع أحد إلى تلك النداءات. أزمة أخرى تخص الإذاعة الخاصة التى تبث على موجات الfm وهى أن تلك الإذاعة تتبع شركة راديو النيل التابعة لماسبيرو، وهذه الإذاعات أصبحت تبث أسوأ الأغانى منها المهرجانات، وهناك برامج مخصصة لهذه النوعية من الهلس الغنائى بدرجة خطيرة، والأزمة الحقيقية فى هذه الإذاعات هى سيطرة شركات الإعلانات على الخريطة، وبالتالى لا يجوز أن يتحكم المعلنون فى الهواء المصرى. من أزمات ماسبيرو الشائكة هو قطاع القنوات المتخصصة فهذا القطاع يضم قنوات مختلفة «الرياضة» و«سينما» و«لايف» و«دراما» و«الثقافية» وغيرها، ربما أن ماسبيرو يعانى أزمة مالية طاحنة، فلماذا لا تتم إعادة هيكلة هذه القنوات والاكتفاء فقط بالقناة التى تحقق عائدًا ماديًا من خلال الإعلانات، والأزمة الحقيقية أن المشاهد المصرى والعربى لا يشعر ب90٪ من هذه القنوات، ويتعامل مع الأمر وكأنها غير موجودة بالمرة، ماسبيرو الذى يعاني من ندرة الأفلام سواء القديمة أو الحديثة تجد من بين قنواته قناة مخصصة للسينما، فالأهم ليس الكم، الإعلام المصرى يجب خلال الفترة القادمة أن ينظر للكيف.. ينظر إلى الرسالة الإعلامية وكيف يعيد المشاهد المصرى إلى شاشته المفضلة؟ الآن الشعب على أعتاب رمضان وحتى الآن لا توجد فى الخريطة الخاصة بالقنوات الرئيسية مسلسل أو برنامج يمكنك الرهان عليه.. رمضان لم يتبق عليه سوى 40 يوماً فقط، وبالتالى ليس من المنطقى أن نطالب صفاء حجازي بالمستحيل، لكنها يجب أن تعمل من الآن على رمضان بعد القادم.. على أن نجتهد فى خلق خريطة جديدة خلال رمضان القادم.