أكد أستاذ الهندسة الانشانية والإبداع الصناعي والإدارة بجامعة عين شمس د. أحمد الحماقي خلال ندوة أمس الثلاثاء بساقية عبد المنعم الصاوي تحت عنوان "تنمية التكنولوجيا في مصر" التي حاضر بها فى إطار سلسلة الندوات التى تعقدها الجمعية المصرية للحفاظ على التراث - أن التكنولوجيا تعد المُكون الأول في حياتنا. حيث تدخل التكنولوجيا حالياً في الزراعة والصناعة والهندسة والمجال الحيوي الخاص بالطب والأغذية، كما تدخل في مجال الدفاع وصناعة الأسلحة والأدوات المستخدمة في الدفاع عن الذات والدولة، وعلى الرغم من ذلك فإنها لاتزال متراجعة في مصر عن الدول الأخرى. أوضح الحماقي خلال الندوة أن سبب هذا التراجع يعود إلى تاريخ القهر والاستبداد الذي عاشته مصر طويلاً منذ آلاف السنين والذي جعل الحرية غير موجودة لدى الأفراد والمجتمع، وبالتالي بدأنا نفقد الإرادة التي ننجز بها العلم الذي يحقق المجتمع التكنولوجي. وشدد على توافر شرطين لتحقيق المجتمع التكنولوجي وهما الإرادة والمعرفة، والإنسان الذي يجب ألا يعيش في جو يسيطر عليه الاستبداد حتى يكون قادرا على التفكير والإبداع وهو ما يحتاجه أي مجتمع لكى ينهض ويتقدم. ومن ناحية أخرى قال الحماقي إن الدولة القومية الوطنية لا تتحقق إلا من خلال الثورات "الفكرية"، مؤكداً أن السبب وراء التقدم التكنولوجي في الدول المتقدمة يرجع إلى قيامها بالثورات المعرفية والفكرية التي غيرت من جوهر مجتمعاتها إلى الأفضل. وأشار إلى ضرورة التغيير الثقافي الشعبي على جميع المستويات، قائلاً :" إننا في مصر ما زلنا غير قادرين على اتخاذ الخيار الصحيح بسبب تمسكنا بالأفكار والعادات السيئة وغير المناسبة للعصر الذي نعيش فيه وبالتالي لا بد من البدء في تغيير ذلك من خلال البحث عن الحقيقة التائهة والتي لا يمكن الوصول إليها إلا من خلال العلم والمعرفة".