أكد خبير التنمية البشرية هشام سري أن مشكلة المجتمع المصري ترجع إلى وجود فجوات بين الشخص وذاته، وبينه وبين المحيطين به، وبالتالي ينعكس ذلك في علاقاته مع الآخرين وفيما يقدمه للمجتمع، وأن الهدف من إصلاح تلك الفجوات هو الوصول لما يسمى ب "جودة الحياة" ألا وهي تقديم حياة أفضل لكل فرد في كافة النواحي الجسدية والنفسية والاجتماعية والروحية. كما أشار سري خلال الندوة التي حاضرها أمس الثلاثاء بساقية عبد المنعم الصاوي بعنوان"الفجوة بين السلوكيات المصرية وتحقيق الأهداف" إلى وضوح ذلك بدرجة كبيرة في دراسة مُقدَمة بكتاب الدكتور أحمد عكاشة الرئيس السابق للجمعية العالمية للطب النفسي بعنوان "تشريح الشخصية المصرية" والتي أكدت أن الأخطاء التي تشوه الأفراد تكون نتاج التربية. وأوضح أن أحد الأخطاء الشائعة في التربية هي عدم تعليم الأطفال تحمل المسئولية مما يؤدى إلى اعتماد الطفل على الآخرين في كافة الأشياء حتى بعد كبره بشكل يؤهله للاعتماد على نفسه. وأضاف سري :"إلى جانب أخطاء التربية تأتى الأخطاء التي تصدر عن الفرد نتيجة التسرع، وهي إصدار قرارات خاطئة بناء على صورة ذهنية غير مكتملة، لذا يجب قبل الإقبال على اتخاذ قرارات مهمة وخاصة القرارات المجتمعية أن نفكر كثيرا حتى يمكن المشاركة في إصلاح المجتمع من خلال هذا القرار وليس الإضرار به". وشدد هشام سري خبير التنمية البشرية أن الوصول لما يسمى ب "جودة الحياة" يتم من خلال قدرة الفرد على التكيف مع ظروف الحياة وتقديم أفضل ما لديه في كل الأعمال التي يقوم بها، وأضاف :"أنه إذا فكر كل فرد في غيره أكثر من نفسه سيترتب على ذلك وجود راحة نفسية عالية تنعكس على أداء جميع الأفراد في المجتمع".