بعد عشرة أشهر من الشد والجذب بين وزارة الأوقاف والمشيخة العامة للطرق الصوفية، عادت أول أمس حلقات الذكر إلي المساجد بعد فترة حظر فرضتها الأوقاف ووضعها شروطاً محددة لإقامة »الحضرات« وأهمها استخراج الطرق الصوفية تصاريح للسماح لها بإقامة حلقات الذكر داخل المسجد. شهد مسجد السيدة زينب حضوراً كبيراً من أهل التصوف لإقامة حلقات الذكر أول أمس مما أدي إلي ازدحام المسجد، وكانت أبرز الطرق التي تواجد أتباعها هي البيومية والخليلية والأحمدية والشاذلية كما حضرت لأول مرة الطريقة العزمية التي لم تعتد إقامة حضرتها بالمسجد الزينبي. أكد الشيخ سعيد عبدالله - نائب وكيل المشيخة العامة للطرق الصوفية - علي انتظام حلقات الذكر بنفس الكثافة التي سبقت حظرها مشيرا إلي دور الشيخ عبدالهادي القصبي شيخ مشايخ الطرق الصوفية والدكتور أحمد فتحي سرور رئيس مجلس الشعب والدكتور محمود حمدي زقزوق - وزير الأوقاف في عودة »الحضرات«. أرجع عبدالله عودة الطرق الصوفية إلي المساجد لإقبال المتصوفين علي استخراج التصاريح من الأوقاف. فيما أكد أحمد خليل - الأمين العام للمشيخة العامة للطرق الصوفية - أن عودة حلقات الذكر جاءت كنتيجة للتنسيق بين المشيخة والأوقاف إلي جانب التزام أبناء الطرق بالضوابط التي وضعتها الوزارة ومنها إقامة مجالس الذكر بدون إعاقة لقضاء الشعائر والحفاظ علي نظافة المسجد والالتزام بالمواعيد بحيث لا تستمر لساعات متأخرة في الليل، وأضاف »الأوقاف لم تعد تري جدوي من التضييق علي إقامة الحضرات بعد التزام الصوفية بالتعليمات فأصبحت الوزارة لديها ثقة في اتباع التصوف«. وأكد الشيخ محمد الهادي - رئيس المجلس الصوفي العالمي وعضو جبهة الإصلاح الصوفي - علي عدم وجود مبرر لمنع حلقات الذكر وقال: »الأوقاف أخطأت وصححت خطأها« موضحا أن حق الصوفية في إقامة الحضرات بدون تصاريح وأضاف »الحضرة مثل الصلاة وشيء طبيعي أن تتم في المسجد لأن ده حقنا«. كانت وزارة الأوقاف قد حددت شروطاً لإقامة حلقات الذكر من بينها استخراج التصاريح ومنع مكبرات الصوت أو دخول المأكولات والمشروبات في المساجد مما أدي إلي تقلص الوجود الصوفي بشكل كبير داخل المساجد مقتصرا علي عدد قليل من الطرق الصوفية الحاصلة علي تصاريح لإقامة الحضرات. اللافت للنظر أن عودة أهل التصوف صاحبها قرار من وزارة الأوقاف بإغلاق مساجد آل البيت الساعة الحادية عشرة مساءاً وإعادة فتحها قبل صلاة الفجر بساعة واحدة.