أكد وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف في مقابلة مع صحيفة (نيويورك تايمز) الأمريكية اليوم الجمعة، أن بلاده لم تقدم أبدا طلبا للوصول إلى النظام المالي الأمريكي. وذكرت الصحيفة الأمريكية أن ظريف رفض تقارير تفيد برغبة إيران الوصول إلى النظام المالي الأمريكي، كجزء من الاتفاق النووي، وقال: "لم نقدم أبدا طلبا للوصول إلى نظامكم المالي. وما طلبناه هو تنفيذ الاتفاق النووي الذي يلزم الولاياتالمتحدة بالسماح بتعامل المؤسسات المالية الأوروبية مع إيران براحة بال". وشدّد ظريف على ضرورة أن يعمل المسئولون الأمريكيون بفاعلية أكبر في منح الضمانات للدول الأخرى لتمكينها من التبادل التجاري مع إيران دون التعرض لخطر العقوبات الأمريكية. وفي الوقت ذاته، أضاف وزير الخارجية الإيراني أن الخطوات التي تتخذها وزارة الخزانة الأمريكية لتنفيذ الاتفاق النووي غير كافية، وأنهم بحاجة إلى اتباع نهج أكثر فاعلية؛ كي يدرك الأفراد بأنهم لن يتعرضوا للعقوبات بسبب التعامل مع إيران. ومن جهة أخرى، أكد ظريف في كلمة ألقاها اليوم الجمعة في اجتماع الجمعية العامة للأمم المتحدة الخاص بموضوع التنمية، أن الأولوية القصوى لتحقيق أهداف التنمية المستدامة تتمثل في مكافحة التطرف و العنف الذي دفع منطقة الشرق الاوسط إلى الدمار..وأضاف أن إيران عازمة علي التنفيذ الكامل والمؤثر لخطة التنمية المستدامة لعام 2030. وتابع ظريف قائلا: "إنه رغم العديد من التحديات والعقبات التي تواجه البلاد مثل القيود والعقوبات غير عادلة، بدأت إيران مرحلة انتقالية لتحقيق أهداف خطة التنمية المستدامة واتخذت نهجا استراتيجيا في هذا المجال". ومن جانبها، أعلنت وزارة الخارجية الأمريكية أن تخفيف العقوبات الأمريكية سيكون على جدول أعمال اجتماع وزيري الخارجية كيري وظريف اليوم الجمعة وسط شكاوى طهران من بطء الاستفادة من الاتفاق النووي الذي وُقع العام الماضي. وبموجب اتفاق خطة العمل الشاملة المشتركة الذي وقع يوم 14 يوليو، وافقت إيران على الحد من برنامجها النووي مقابل تخفيف العقوبات الاقتصادية التي تعصف باقتصادها المعتمد على النفط. وقال المتحدث باسم الخارجية الأمريكية جون كيربي للصحفيين في إفادته الصحفية اليومية "أتوقع تماما أن يواصلا الحديث عن عملية تخفيف العقوبات والدرجة التي تقيم عندها البنوك -الأجنبية والمحلية- وكذلك المؤسسات المحلية والأجنبية خياراتها بموجب الاتفاق". وقال كيربي إن ممثلي وزارة الخزانة - التي تشرف على كثير من العقوبات الأمريكية المفروضة ضد إيران ولكن ليس جميعها - لن يشاركوا في هذا الاجتماع، كما قلل من شأن التوقعات بأن تتمخض عن المحادثات عن أي اقتراحات ملموسة. وأضاف كيربي للصحفيين أن واشنطن لا تتفق مع وجهة نظر طهران بشأن قرار المحكمة العليا الأمريكية بأن نحو ملياري دولار من الأصول الإيرانية المجمدة يجب توجيهها لأسر الأمريكيين الذين قتلوا في تفجيرات 1983 على ثكنة لجنود مشاة البحرية في بيروت وهجمات أخرى. وتصف إيران القرار بأنه "سرقة". وأفادت وكالة أنباء (ارنا) الإيرانية بأنه من المقرر أن يلتقي وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف اليوم الجمعة نظيره الأمريكي جون كيري في نيويورك في ثاني لقاء يجمعها هذا الأسبوع، حيث أجرى الجانبان أمس الأول الثلاثاء محادثات أعربا خلالها عن ارتياحهما للمناقشة..ومن المقرر أن يناقش الطرفان في اجتماع اليوم خطة العمل الشاملة المشتركة وسبل تسريع تنفيذها.