قالت صحيفة (كرستيان ساينس مونيتور) الأمريكية إن الإسلاميين أصبحوا يسيطرون على مقاليد الأمور في البلدان التي وصلها قطار الثورات العربية والتي كان آخرها ليبيا، حيث شدد مصطفى عبد الجليل رئيس المجلس الوطني الانتقالي خلال إعلانه تحرير ليبيا على أسلمة البلاد، وهو أمر متوقع في مصر وتونس اللتين وصلهما قطار الثورات بداية العام الجاري، فأشارت إلى أن التغيير بدأ من تونس، وسيمر على مصر، ثم يصل مؤخرا إلى ليبيا. وأضافت الصحيفة أن عبد الجليل شدد خلال خطابه لتحرير ليبيا على أسلمة البلاد، إلا أنه حاول طمأنة القوى الغربية التي ساعدت في الإطاحة بمعمر القذافي من أن قادة البلاد الجدد من المسلمين المعتدلين. وتابعت أن وضع ليبيا يماثل الوضع في تونس ومصر المجاورة، حيث ظهر الإسلاميون بعد الثورات باعتبارهم الجماعات الأكثر نفوذا في البلاد، لكن إلى أي مدى سيذهبون في السيطرة على البلاد هذا ما ستقرره صناديق الاقتراع، خاصة في مصر المتوقع أن تجري انتخاباتها في نوفمبر القادم، وليبيا خلال ثمانية أشهر. وخلال إعلانه تحرير ليبيا، قال زعيم المجلس الوطني الانتقالي مصطفى عبد الجليل الأحد إن الشريعة الإسلامية ستكون المصدر الرئيسي للتشريع، بمعنى أن تلغي القوانين التي وضعها القذافي لمنع تعدد الزوجات، مضيفا "أود أن أؤكد للمجتمع الدولي أننا من المسلمين المعتدلين". وفي واشنطن، أكدت المتحدثة باسم وزارة الخارجية فيكتوريا نولاند على أهمية خلق ديمقراطية تلبي معايير حقوق الإنسان الدولية، التي توفر مكانا لجميع الليبيين والتي تعمل على توحيد البلاد. وأضافت أن الولاياتالمتحدة حثت عبد الجليل على توضيح تصريحاته السابقة حول موضوع أسلمة ليبيا وتطبيق الشريعة، خاصة أن واشنطن لديها حساسية من موضوع الأنظمة التي تقام على أساس الشريعة الإسلامية. وتابعت: " لقد شهد مختلف العالم الإسلامي القائم على الديمقراطيات تصارع مع مسألة إقامة سيادة القانون.. لكن الشيء رقم (1) بالنسبة لنا هو ضرورة أن تحترم حقوق الإنسان العالمية، وحقوق المرأة وحقوق الأقليات، والحق في المحاكمة العادلة، والحق في الشفافية".