في أول زيارة من نوعها لملك سعودي إلى الأزهر، يستقبل الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر الملك سلمان بن عبد العزيز اليوم في مشيخة الأزهر، كما سيزور العاهل السعودي جامع الأزهر، لتفقد أعمال الترميم التي تجري فيه حاليًا، بناءً على توصية الملك الراحل عبدالله بن عبد العزيز. ويتفقد الملك سلمان والطيب الجامع الأزهر، الذى تقوم السعودية بترميمه بمنحة مقدمة من الملك الراحل عبدالله بن عبدالعزيز، الذي أصدر أمرا ملكيا في سبتمبر عام 2014 بترميمه، بالإضافة إلى إنشاء مدينة للطلبة المبعوثين وعدد من الكليات في المحافظات، بالإضافة إلى ترميم مشيخة الأزهر القديمة وتقديرًا من الأزهر لدور السعودية في دعم التعليم الأزهري فقد قدمت جامعة الأزهر في حفل عالمي شهادة "العالميَّة" الدكتوراه الفخرية للملك الراحل عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود، في العلوم الإنسانية؛ تقديرًا لمواقفه النبيلة للعالم وللشعب المصري خاصة بعد ثورة 30 يونيو. وتعطي المملكة العربية السعودية اهتمامًا خاصًا بالأزهر الشريف على مر العصور، فكان قد أصدر خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله أمرًا ملكيًا بترميم الجامع الأزهر، بعد أن كانت تركيا قد تكفلت بإعادة ترميمه وفرشه في عام 2012، إلا أن اندلاع ثورة 30 يونيو أوقفت العمل في الجامع، ليصدر العاهل السعودي أمرًا بترميمه. وتتولى شركة "بن لادن" عملية التجديد للمسجد، انطلاقًا من ترميم الواجهات الحجرية الخارجية والداخلية، وترميم الزخارف الإسلامية والنقوش والأسقف، والنوافذ الخشبية والمشربيات، ومآذن الجامع، وترميم وإعادة تأهيل أرضيات الجامع، التي ستكون بنفس الأرضيات المستخدمة في الحرم المكي، وأعمال الإضاءة الخارجية والداخلية، وأعمال مقاومة الحريق، وأعمال النقل التلفزيوني، وتأهيل السور الخارجي، وإعادة تنسيق الموقع الخارجي، والدعم السعودي للأزهر شمل أيضًا تكلفة تنفيذ العديد من المشروعات من بينها "إعادة إنشاء مبنى قناة الأزهر بجوار المشيخة على مساحة 17 ألف متر وستحتوي على 4 استوديوهات، الأول على مساحة 600 متر، والثاني على مساحة 400 متر، والثالث بانوراما على مساحة 120 مترًا، والرابع صوتيات على مساحة 50 مترًا"، بالإضافة إلى غرف تغيير الملابس والمونتاج ومكاتب الإدارة وصالونات الضيوف وخدمات إلكتروميكانيكة وموقف للسيارات، كما سيتم تطوير مطبعة المصحف عن طريق تزويدها بماكينة ويب ووحدة إنتاج الألواح الطباعية وضبط الألوان، بالإضافة إلى ماكينة طباعة شيت مسطح، وماكينات قص وتطبيق وطي ، حيث تبلغ طاقة طباعة المصحف 75 ألف مصحف شهريًا بما يعادل 900 ألف سنويًا، بالإضافة إلى ماكينة طباعة الويب متوسط 25000 ملزمة في الساعة بدلًا من 4 آلاف ملزمة حاليًا كما تتضمن المنح السعودية لجامعة الأزهر إنشاء كليات للطب والصيدلة وتوسعة كلية البنات بالأقصر ، بالإضافة إلى تأهيل مطابخ المدن الجامعية بنين وبنات بمدينة نصر ، كما سيتم التوسع في إنشاءات مدينة البعوث الإسلامية الحالية بالدراسة، حيث سيتم رفع كفاءتها بإنشاء 7 مبانٍ سكنية بطاقة استيعابية قدرها 1750 بدلًا من 420 طالبًا، وإنشاء مبنى خدمات متعدد الاستخدامات، وتحسين شبكات المياه القائمة،وكانت المملكة العربية السعودية قد تبرعت بثمانين مليون جنيه لتطوير المدن الجامعية في الأزهر عام 2013 ورحب علماء الأزهر الشريف بالزيارة ، مؤكدين عمق العلاقات التي تربط الأزهر والمملكة العربية السعودية عبر العصور، وأن الأزهر جامعًا وجامعةً يقدر الدعم المادي والمعنوي الذي يقدمه الملك سلمان بن عبد العزيز خادم الحرمين الشريفين له، وتحمل المملكة بالكامل عملية ترميم جامعة الأزهر، هذا ومن المنتظر أن يتناول اللقاء المنتظر بين الشيخ أحمد الطيب والعاهل السعودي الجهود في تطوير الخطاب الديني ومواجهة الأفكار المتشددة التي تصدر عن الجماعات الإرهابية وعلى رأسها تنظيم داعش.