قامت ثورة مصر المباركة بزئير شباب مصر فى الخامس والعشرين من يناير ولبى الشعب المصرى بجميع طوائفه وأطيافه الفكرية والأيدلوجية والثقافية والاجتماعية هذا النداء لتأصل هذا التوجه فى نفوس المصريين منذ عقود ومنعهم سلفا آلة القمع التى أعملها النظام البائد فى نفوس وهوية هذا الشعب مراهنا على ما لا يعرفه عن جوهر هذا الشعب الآبى ..وظن أن صمته خنوعا ..وأن اجترار الأسى والظلم تسليما وخضوعا .. لكن الأيام أثبتت للعالم أن رهان عصابة مبارك هو رهان خاسر وجهل بجوهر الشعب المصرى ..والنتائج الأولية لهذه الثورة غير خفية والتى لا نعددها ولكن سأدون بعض الملاحظات عن محاولات إجهاض هذه الثورة والتى بدأت من خلال :-
النهج الذى انتهجته بعض وسائل الإعلام من أخبار حول صحة الرئيس مبارك المخلوع شعبيا وعن تردى حالته الصحية وامتناعه عن تعاطى الدواء وأنه يعيش على عصير التفاح ( الذى لا يعرفه الكثير من المصريين ) وكأن الرئيس مبارك صحته تهم الجميع ..وفى الحقيقة إن كانت صحته تهم الشعب المصرى فعلا إنما للرغبة فى بقاءه بصحة جيدة لإمكانية محاكمته واسترداد الأموال التى نهبها من قوت الشعب المصرى . خروج بضع مئات أو الآف من زبانية نظامه ( الطابور الخامس من أعضاء الحزب الوطنى ) فى مظاهرات شكر واعتذار ومطالبة بتكريمه ليظهر الأمر أمام العالم بأن مبارك مختلف عليه وأن مؤيديه مازالوا يطالبون به ويكرمونه وهذا أيضا مردودا عليه :- فالأعداد الهزيلة والقليلة من أذيال الحزب الوطنى تثبت فقد هذا الرئيس المخلوع شعبيا أرضيته والتى بالفعل لم تكن موجودة ابتداء إلا من خلال بوق إعلامه وزبانية نظامه وأشاوس أمنه الهاربون من أرض الأحداث بعد ثبوت مؤامرتهم على الشعب . أمر غريب طالب به هؤلاء اعتذار ووفاء وتكريم الاعتذار لمن ..يكون للقاتل أم القتيل ؟! التكريم لمن ..السارق أم المنهوب ؟! فلا تكريم لقاتل ..ولا اعتذار لسارق إلا إذا كان هؤلاء من شعب آخر غير شعب مصر الذى نراه بالملايين والسعادة تغمرهم لإزاحة الطاغية مبارك . هذه المظاهرات الفئوية والتى من أغربها تظاهر بعض الفئات من ضباط وجنود الشرطة الذين عاثوا ووزيرهم الفاسد اللاحبيب العادلى فسادا فى الأرض يقتلون الحرث والنسل ويغسلوا فى أموال ويدبرون لأعمال إرهابية ويتفننوا فى قمع وإذلال الشعب المصرى ..وبعض موظفى البنوك الذين تتجاوز مرتباتهم خمسة ألاف جنيه شهريا ... هذه المظاهرات الفئوية أرادت من ناحية تفريغ الثورة من مضمونها وكذا تعطيل دولاب العمل لتتأثر الأوضاع الاقتصادية ويتم الضغط على أبناء الثورة بضرورة إيقاف المظاهرات جميعا أو محاولة قمعها .
كيف نقول أن الثورة انتصرت على رموز الفساد وأسقطت النظام ومازالت زيوله قائمة تتلون كما تتلون الحرباء فها هو الحزب الوطنى قائم بأعضائه ومقراته المستولى عليها من أموال الشعب ولم يستردها الشعب المصرى بعد 00 ولم يصدر قرارا بحل هذا الحزب الذى سقط فعليا منذ زمن وحمته السلطة وشلة المنتفعين والبلطجية والمزورين