على مدار القرنين الماضيين روج الأمريكيون لفكرة اسطورية وهى " امريكا العظمى" أو أمريكا الاستثنائية وأنها "امبراطورية الحرية والمدينة المشرقة والامل الافضل الأخير للارض" وغيرها من الاوصاف التى تكرس للعظمة والاعتزاز بالروح الوطنية. واشارت مجلة "فورن بولسى" الى ان هذه الفكرة تفسر سبب إصرار كل المرشحين للرئاسة فى الولاياتالمتحدة على مر العصور على تعزيز هذا الشعور لدى الامريكيين.. وربما عبر " ميت رومانى" المرشح لانتخابات الحزب الجمهورى للرئاسة عن ذلك عندما قال إنه رغم أنه يؤمن بنظرية امريكا الاستثنائية، الا ان ذلك لا يختلف كثيرا عن نظرية بريطانيا الاستثنائية او اليونان الاستثنائية او اى دولة فى العالم تعتز بعظمتها وتفخر بها. واشارت المجلة الى ان كل هذه الشعارات عن امريكا الاستثنائية، يفترض ان تتوافق مع ما تلعبه امريكا على الساحة العالمية اى الدور الامريكى العالمى. والشىء الوحيد الخطأ فى هذه النظرية خصوصا فيما يخص دور امريكا العالمى هو انها مجرد خرافة . وعلى الرغم من أن الولاياتالمتحدة تمتلك صفات فريدة معينة -- من مستويات عالية من التدين الى الثقافة السياسية الا ان تحديد سلوك السياسة الخارجية للولايات المتحدة في المقام الأول، يتم عن طريق قوتها النسبية والتنافسية وفقا لطبيعة متأصلة في السياسة الدولية وليس من خلال التركيز على الصفات الاستثنائية . ولعل ذلك يفسر ببساطة لماذا لا يتحمس الآخرون لهذه النظرية أو يتجاوبون معها عند التعامل مع السياسة الخارجية الامريكية . بل العكس فهناك شعور سلبى تجاه الولاياتالمتحدة نتيجة الاصرار على التعامل بتكبر انطلاقا من نظرية الاستثنائية . خصوصا فيما يتعلق بالقوانين الدولية، وامتلاك الاسلحة النووية ومن هذا المنطلق فإن السياسة الامريكية يمكن ان تكون اكثر تأثرا وفعالية اذا تم التعامل بشكل مختلف عن نظرية الاستثنائية. واكدت المجلة ان ما تحتاجه أمريكا على المدى القصير هو التعامل بواقعية اكثر تقوم على الأفعال وعلى السمات الحقيقية للشخصية الامريكية ودورها الحقيقى فى العالم وليس على الاسطورة الاستثنائية.