أكد عدد من الدبلوماسيين أن اعتراض النظام القطرى على تعيين وزير الخارجية المصرى الأسبق أحمد أبو الغيط أميناً عاماً لجامعة الدول العربية، على رغم إجماع الدول العربية على اختياره، ثم رضوخها للتوافق العربى هو جزء من مناوراتها السياسية التى يجب أن نعتاد عليها ونستعد لها، مشددين على أن فتح صفحة جديدة بين قطر ومصر «أضغاث أحلام». وأضاف دبلوماسيون استطلعت «الوفد» رأيهم أن الملف السياسى العربى هو الأولى بالنظر أمام الأمين العام الجديد لجامعة الدول العربية من أجل توحيد الصفوف وإحياء التوافق العربى من جديد، إلى جانب الاهتمام بالملف الأمنى وإعادة إحياء مبادرة القوة العربية المشتركة وتنمية الملف الاقتصادى والبيئى وهى الأمور التى تهم العالم أجمع الآن فى القرن الحادى والعشرين. وثمن السفير أحمد القوسينى، مساعد وزير الخارجية الأسبق، نجاح مصر في تمرير ترشيحها وزير خارجيتها السابق أحمد أبو الغيط لمنصب الأمين العام لجامعة الدول العربية، مضيفًا أنه أمر يحتاج التهنئة. وأشاد القوسينى بترشيح أحمد أبو الغيط للمنصب، قائلاً «إن مصر قدمت شخصية دبلوماسية قوية قادرة على التعامل مع الظروف العربية الحالية يعرف دهاليز الدبلوماسية العربية». وأضاف مساعد وزير الخارجية الأسبق، أن اعتراض قطر على المرشح المصرى وتماشيها بعد ذلك مع التوافق العربى هو جزء من مناوراتها السياسية التى يجب أن نعتاد عليها ونستعد لها، مشددًا على أن فتح صفحة جديدة بين قطر والنظام المصرى أضغاث أحلام. وأوضح القوسينى، أن الظروف العربية الحالية تجعل من أبو الغيط سيئ الحظ لتوليه المنصب فى هذا التوقيت، لافتًا إلى أن التضامن والتوافق العربى فى أدنى درجاته بسبب الخلافات بين الدول الأعضاء. ونصح مساعد وزير الخارجية الأسبق، الأمين العام الجديد بالعمل على استعادة وبناء التوافق العربى من جديد وأن ينشط فى طرح مبادرات لتطوير الجامعة العربية، مشيرًا إلى أننا لا نزال فى حاجة إلى مجلس سلم عربى ومحكمة عربية نلجأ إليها فى الخلاف وتوافق حول الأمن العربى المشترك. من جانبه انتقد محمد العرابى، وزير الخارجية الأسبق، وعضو مجلس النواب الحالى، الموقف القطرى من التحفظ على دعم أحمد أبو الغيط أمينًا عامًا لجامعة الدول العربية، لافتًا إلى أن لغة الكلمة التى وجهها الجانب القطرى بعد تماشيها مع الجانب العربى فى اختيار أبوالغيط كانت تحتاج إلى قدر أكبر من الدبلوماسية. وأضاف العرابى، قطر هى الخاسر الوحيد فى موقفها داخل جامعة الدول العربية من أحمد أبو الغيط، لافتً إلى أن ما حدث هو تأكيد واضح على أن سياسة الجانب القطرى ضد مصر. وأوضح وزير الخارجية الأسبق وعضو مجلس النواب الحالى، أن الأمين العام الجديد لجامعة الدول العربية أمامه تحدٍ كبير بسبب الوضع الإقليمى الصعب، داعيًا أبو الغيط إلى التركيز على المواضيع الخاصة بالتكامل الاقتصادى والتنمية البشرية والبيئة، إلى جانب اهتمام الجامعة بالمواطن العربى البسيط وتبتعد عن الخلافات السياسية. بدوره قال السفير حسين هريدى، مساعد وزير الخارجية السابق، إن تغير الموقف القطرى حول تعيين وزير الخارجية الأسبق أحمد أبوالغيط، أميناً عاماً لجامعة الدول العربية، وتماشيه مع التوافق العربى يعد صفحة جديدة فى سياساتها مع الدولة المصرية، مشيرًا إلى ضرورة التغاضى عن الأحداث السابقة للجانب القطرى، خصوصًا أن الأمين العام الجديد سيعمل على مراعاة مصالح جميع الدول العربية. وأضاف هريدى، على الجامعة العربية أن تعيد تنظيم نفسها لتساير النصف الأول من القرن الحادى والعشرين من أجل العمل على النهوض بالمواطن العربى، بعيدًا من الأحداث والخلافات الدولية. واعتبر مساعد وزير الخارجية السابق، أن الملف السياسى العربى هو الأولى بالنظر أمام الأمين العام الجديد لجامعة الدول العربية من أجل توحيد الصفوف وإحياء التوافق العربى من جديد، إلى جانب الاهتمام بالملف الأمنى وغيره من قضايا تحظى بالأولوية من أجل النهوض بواقعنا العربي الراهن!