اعتبرت صحيفة "الفاينشيال تايمز" البريطانية أن النجاح الحتمى للثورات العربية يعتمد فى جزء كبير منه على كيفية احتواء التوترات العرقية والطائفية مثل تلك التى شهدتها مصر مؤخرا فيما بات يعرف ب"موقعة ماسبيرو". وأوضحت الصحيفة - فى تعليق على موقعها الإلكتروني - أن الثورة المصرية التى بدت واعدة للغاية كثورة مدنية أظهر خلالها الشباب المسلم والمسيحى ترابطا عميقا وجرأة مذهلة لاسقاط النظام الاستبدادى فى بلادهم، باتت مهددة الآن بالانتكاس بفعل الصراع الطائفى. وأشارت الصحيفة إلى أن ما شهدته القاهرة يوم الأحد الماضى من مشاحنات بين متظاهرين مسيحيين وقوات تابعة للجيش إنما يعد بمثابة خنجر فى قلب الثورة المصرية. وأردفت الصحيفة تقول إن فى مصر الآن حيث لا تزل المخاطر تحدق بمسار التحول الديمقراطى فى البلاد، تحوم حاليا شبهات حول مساع لرموز العهد البائد للعودة مرة أخرى إلى الساحة السياسية من خلال اذكاء العنف الطائفى. ورأت الصحيفة البريطانية أنه يتعين على زعماء المعارضة فى العالم العربى ممن يرفعون "الديمقراطية" شعارا لهم أن يثبتوا ذلك، لافتة إلى أن كبرى الحركات الإسلامية فى مختلف أنحاء العالم العربى كجماعة الاخوان المسلمين فى مصر وسوريا وليبيا وتونس على سبيل المثال فى حاجة لابداء تأييدها لنظام جديد يحمى حقوق جميع المواطنين تحت مظلة قانون مدنى.