تناقلت وسائل الإعلام خلال العشرة أيام الأخيرة خبر حصول عبدالرحيم راضي، طالب كلية الصيدلة بجامعة الأزهر، علي المركز الأول لمسابقة حفظ وتلاوة القرآن الكريم العالمية بماليزيا، وذاع صيت الشاب بين المصريين الذين شعروا بالفخر لما قام به من إنجاز يحسب لمصر. لكن جامعة الأزهر قررت إحالة الطالب عبدالرحيم راضي الذي ادعي حصوله علي المركز الأول عالمياً في حفظ القرآن إلي مجلس تأديب للتحقيق معه في هذه الادعاءات ومنحه فرصة لتقديم ما يثبت ذلك. لم تكن حالة الطالب الأزهري الأولي من نوعها فقد أقدم الشاب «إسلام بشارة» الذي كرمه رئيس الجمهورية علي أنه أصغر شاب مصري حصل علي الدكتوراه في إدارة الأعمال بالوطن العربي ليكتشف بعدها أن «إسلام» شاب نصب باسم «العلم» وادعي الحصول علي دكتوراه في إدارة المشروعات وتطوير المهارات وإدارة الأعمال من جامعة «مونتريال» بكندا، واكتشفت الشرطة عملية نصبه، وألقت القبض عليه بعد أن كرمه رئيس الجمهورية في الوقت الذي نفت فيه جامعة «مونتريال» الكندية منحها أي شهادات لهذا الشخص. الدكتورة إنشاد عز الدين، أستاذة علم الاجتماع بجامعة حلوان، ألقت باللوم علي وسائل الإعلام في عدم تحري الدقة في المادة التحريرية المذاعة والمنشورة سواء في الإعلام المرئي أو المسموع أو المقروء. وأكدت أن ما يحدث من نصب باسم «العلم» هو تشويه لصورة مصر بين دول العالم وأنه لابد من تعظيم عمل الجهات الرقابية في هذا الإطار للتصدي لمثل هذه الحالات «الشاذة» التي تضرب استقرار المجتمعات وتتسبب في إحراج لمشاعر الآخرين. وطالبت «عز الدين»، وسائل الإعلام بمعالجة القضايا المهمة التي تشغل المواطن بعيداً عن قضايا الإثارة قائلة «مش معقول نترك مشاكل مصر ونظل نتحدث يومياً في الإعلام عن تيمور السبكي». وقال الدكتور أحمد يحيي، أستاذ الاجتماع السياسي بجامعة قناة السويس، إن الصحافة تلعب دوراً رئيسياً، وهي قضايا «النصب» لاهتمامها بالشخص كبيرة النصاب وإظهاره بطلاً واكتسابه شهرة يبحث عنها في الأساس. واستنكر «يحيي»، دور الإعلام في منح الشخص النصاب قيمة من خلال ظهوره علي وسائل الإعلام دون التدقيق والتأكد من صحة المعلومات التي تم تداولها عنه، مشيراً إلي أن النصب موجود في كل المجتمعات ومن المعيب أن يصل التدني الأخلاقي عند البعض للنصب باسم القرآن والإسلام. وأضاف أستاذ علم الاجتماع السياسي بجامعة قناة السويس، ان منع النصاب من ممارسة ما يفعل أمر صعب وواجبنا أن نبصر المواطن نعمل علي توعيته حتي لا ينزلق وراء شائعات غير حقيقية تبث عبر برامج تليفزيونية، مستشهداً بالقاعدة العلمية التي تقول «ليس كل ما يعرف يقال وليس كل ما يقال يأتي أوانه».