تتجه أنظار الأمريكيين الى ولاية آيوا الصغيرة نسبياً بوسط غرب الولاياتالمتحدة، والتي تنطلق منها عملياً غداً عملية التصويت في الانتخابات الرئاسية للمرشحين الى خلافة الرئيس باراك أوباما في البيت الأبيض، حيث يتنافس 12 مرشحاً جمهورياً وثلاثة ديمقراطيين، قبل أن ينتقل السباق التمهيدي إلى ولايات نيوهامشير وكارولاينا الجنوبية ونيفادا. وأكدت صحيفة «أيوا نيوز» الأمريكية التي تصدر في ولاية أيوا أن قضايا الأمن القومي تستحوذ على اهتمام الناخبين في الولاية. ونقلت عن ناخبين تأييدهم المرشح الذي سيتم اختياره لتمثيل الحزب الجمهوري، نظرا لحالة الاستياء من أداء حكومة الديمقراطيين في الملفات الأمنية، خاصة في الملف السوري. وفي محاولة للتخفيف من الهجوم على الديمقراطيين في ملفات الأمن القومي، خاصة في الشرق الأوسط، وفيما بدا أنه تأييد غير صريح للمرشحة الديمقراطية هيلاري كلينتون، أكد الكاتب الأمريكي ديفيد اجناتيوس في مقاله بصحيفة واشنطن بوست أن كلينتون كانت محقة في دعمها للرئيس المصري السابق حسني مبارك خلال ثورة 25 يناير 2011 ، واشار إلى أن أحداث تلك الثورة تعزز من رؤية كلينتون الثاقبة السليمة لقضايا السياسة الخارجية الرئيسية، والتي كشفت السجلات أن نصيحتها كوزيرة للخارجية للرئيس باراك أوباما بدعم مبارك في حكمه ودفعه لتحقيق إصلاحات قوية وجذرية، كان يمكن أن يجعل المنطقة أكثر استقرارا، وموقع الولاياتالمتحدة أقوى، بما لا يسمح لروسيا بتحقيق انتصارات قوية في مجال السياسة الخارجية على حساب أمريكا. وقالت كلينتون «مسئولين كبار ومنهم أنا طالبنا أوباما بالحذر من التخلي عن مبارك، وحقيقة الأحداث على الأرض كانت أسرع منا، وردة فعلنا كانت بطيئة جدا بالنسبة لها». وأشار إجناتيوس إلى أن كلينتون حذرت أوباما من الاعتماد على الإخوان، حيث قال "إن جماعة الإخوان المسلمين كانت أقوى معارضة في مصر، ولكن كلينتون حذرت من دعمهم؛ لأن ذلك سيبعث برسائل مختلطة إلى الشعب المصري والجيش، الذي سيخشى بكل تأكيد من صعود تيارات إسلامية إلى الحكم بتلك السرعة». وأنهى إجناتيوس مقالته قائلا «فهم الكثيرون مصر بشكل خاطئ، وواحدة من القلائل الذين فهموا مصر كما ينبغي أن يكون. ذلك أمر يجب أن تستغله بشكل فعال في حملتها الانتخابية». وتتسم الانتخابات في ولاية آيوا بأهمية استثنائية، إذ ينظر اليها باعتبارها المؤشر الأول الحقيقي لمن يمكنه من المرشحين الفوز من الديمقراطيين والجمهوريين، وقد انطلق هذا التقليد لهذه الولاية الزراعية على أثر معركة خاضها الحزب الديمقراطي منذ ستينيات القرن الماضي، وأفضت الى ايصال جيمي كارتر الى الرئاسة عام 1976، محقّقاً مفاجأة مدوية. في غضون ذلك، يتوجه الرئيس الامريكي باراك اوباما بعد غد الى مسجد في بالتيمور (ولاية ميريلاند) للتأكيد على حرية المعتقد، في اول زيارة له كرئيس الى جامع في الولاياتالمتحدة. واعلن مسئول في البيت الابيض ان الرئيس يريد تكريم المساهمات التي قدمها المسلمون الامريكيون لأمتنا، وإعادة التأكيد على أهمية الحرية الدينية. وتأتي زيارة اوباما الى المسجد في الوقت الذي يشعر فيه المسلمون الامريكيون باستياء عارم بعد الدعوة التي اطلقها المرشح الاوفر حظا للفوز ببطاقة الترشيح الجمهورية الى انتخابات الرئاسة دونالد ترامب الى حظر دخول المسلمين الى الولاياتالمتحدة خوفا من تنفيذ احدهم اعتداء جهاديا، وهو ما سارع البيت الابيض يومها الى التنديد به واصفا اياه بالتصريح «المدمر». وفي بالتيمور سيجتمع اوباما مع ممثلين عن المجتمع المحلي، وسيلقي خطابا سيجدد فيه التأكيد على اهمية الوفاء لقيم أمريكا السياسية، الا وهي الترحيب بشركاء المواطنة، والتنديد بالتعصب، وحماية تقليد الحرية الدينية في أمريكا». والمسجد الذي سيزوره اوباما يتبع للجمعية الاسلامية في بالتيمور التي تدير ايضا مدرسة ابتدائية ودار حضانة ومركزا لتقديم المساعدة والتدريب والخدمات الصحية. وسبق لأوباما ان زار مسجدا خلال توليه الرئاسة، ولكن هذا المسجد كان خارج الولاياتالمتحدة (جاكرتا، 2010)، وبالتالي ستكون هذه اول زيارة له الى مسجد على الاراضي الامريكية منذ تسلمه مفاتيح البيت الابيض.