اختبرت الهند بنجاح مطلع هذا الأسبوع صاروخ "صوريا" من نوع أرض أرض، قادر على حمل طن من المتفجرات النووية، تقول مصادر هندية إن سرعته تفوق سرعة الصوت بنحو ست أو سبع مرات. وتعد التجربة التي أجرتها الهند على صاروخ صوريا (تعني الشمس باللغة الهندية)هي الثانية له منذ إجراء التجربة الأولى لإطلاقه في نوفمبر 2008، حيث يأتي تطوير الهند لهذا الصاروخ في سياق العمل على توفير كافة متطلبات الردع ضد كل من الصين وباكستان، والسعي لتطوير منظومة الصواريخ الهندية القائمة منذ أواخر الثمانينيات. وتنبع أهمية هذا الصاروخ في أنه سوف يكون الصاروخ الباليستي الهندي الأطول مدى، إذ تشير تقارير هندية تشير منذ عام 2007 إلى بدء العمل في تطوير صاروخ باليستي عابر للقارات يتراوح مداه بين 9000 إلى 12000 كم، يطلق عليه صوريا، يستند إلى مركبة الإطلاق الفضائية القطبية الهندية بى اس ال يو، ويرى الخبراء العسكريون أن الهند ربما لن تتمكن من إطلاق هذا الصاروخ بشكل كامل وإدخاله للخدمة المسلحة إلا بعد عام 2020. ومما لا شك فيه أن نجاح الهند في إطلاق هذا الصاروخ سيلقي بتبعات إضافية على سباق التسلح النووي والصاروخي الثلاثي القائم في جنوب آسيا، والذي يشمل كل من الصين والهند وباكستان ، إذ تسعى الهند لتطوير قدراتها التسليحية غير التقليدية للحاق بالصين التي تحاول هي الأخرى اللحاق بالولايات المتحدة، فيما تعمل باكستان بكل دأب لإحداث التوازن مع الهند. ومنذ أصبحت الهند وباكستان دولتان نوويتان بعد قيامها في مايو 1998 بإجراء سلسلة من التفجيرات النووية، وهما تسعيان إلى زيادة حجم ونوع ترسانتهما النووية ووسائل توصيلها، حتى إن بعض التقديرات العالمية تشير إلى إجراء الدولتين منذ هذا التاريخ لحوالي ما يقارب مائة تجربة صاروخية. ويشير معهد ستوكهولم لأبحاث السلام الدولي في تقريره السنوي لعام 2011، والذي صدر مؤخرا إلى أن منطقة جنوب آسيا هي أكثر المناطق في العالم، إن لم تكن الوحيدة، التي تشهد مثل هذا السباق النووي والصاروخي، ويعتقد الخبراء العسكريون أنه سباق واهن وبطىء لأنه يحمل في المستقبل مخاطر نووية كبرى في تلك المنطقة، سيما أن الهند وباكستان لم يتوصلا منذ عقود لحل مشكلاتهما وصراعاتهما المستمرة منذ الاستقلال في عام 1947 حول إقليم كشمير، ولم يتمكنا منذ حروبهما الثلاثة في أعوام 1947 و1965 و1971 من قيام علاقات طبيعية. ومن ناحية أخرى تتبنى الدولتان سياسات نووية هجومية، حيث إن سياسة الهند النووية المعلنة منذ عام 1999، تشير إلى ضرورة بناء الهند للحد الأدنى من الردع الفعال، وذلك دون تحديد للقدرات النووية والصاروخية المطلوب توفيرها لتحقيق هذا الردع الذي يوجه أساسا لكل من الصين وباكستان. كما أن الهند تبنت مبدأ عدم المبادأة بإستخدام السلاح النووي، فإن سياستها النووية تشير إلى إمكانية القيام بحرب تقليدية في حال تعرضت لفقدان كشمير أو في حالة تعرض قواتها في الداخل والخارج لهجوم بالأسلحة الكيميائية أو الببيولوجية.