نجح عدد من النواب في إقناع النائب كمال أحمد بالتراجع عن استقالته التي قدمها ظهر أمس. وانتهت قصة استقالة «أحمد» تماماً في جلسة الساعة الثالثة، حيث بدأ الدكتور علي عبدالعال رئيس البرلمان ثالث الجلسات أمس بمناشدة النائب كمال أحمد بالعدول عن الاستقالة. وقال إن مجلس النواب يكن كل تقدير واحترام للنائب كمال أحمد ويرفض استقالته. وكانت حالة من الارتباك والانقسام قد سادت داخل مجلس النواب بعد تقدم النائب كمال أحمد باستقالته من عضوية المجلس، كما زعم لأسباب صحية.تجمع عدد كبير من النواب حول النائب المستقيل وأسرع نحو 40 نائبا بتقديم طلب إلى المستشار أحمد سعد الدين، الأمين العام للمجلس، لرفض الاستقالة وتعهد لهم بأنه سيحتفظ بها في مكتبه فترة من الوقت. وفى البهو الفرعونى جلس كمال أحمد، والتف حوله الصحفيون وفضفض عما فى صدره، حيث قال مازحاً إنه سيتوجه إلي المستشفى بالإسكندرية، حتى لا يحمل الرئيس عبدالفتاح السيسي فاتورة ما يحدث، مؤكدا أنه لن يتراجع عن الاستقالة ، ووجه حديثه إلى النائب محمد فرج عامر، وقال له: «سأعالج على حسابك». وأضاف «أحمد» أن سلوك النواب في الجلسة المسائية مساء الاثنين الماضي، اتسم بالخصومة مع المنصة، ويجب أن يتعلموا احترام الآخر لأن الاختلاف أمر وارد، ويجب احترام المنصة، لافتا إلى أن النواب يتصرفون وكأن بينهم وبين المنصة خصومة. وأوضح أن هناك حالة من الارتباك في المجلس وعلى المجهول الذي يدير المجلس أن يرفع يده عنه. وأضاف «أحمد» أن قاعة المجلس أشبه بشادر بطيخ. وأضاف أن برلمان مصر العظيم لا يجب أن يتحول لسيرك، لافتاً إلى أن ما شهده البرلمان من بعض الائتلافات بهدف السيطرة على المناصب أحد الأسباب التى أدت إلى استقالته. وحاول عدد من نواب الإسكندرية ونواب آخرون إثناء «أحمد» عن الاستقالة، لكنه رفض، الأمر الذي دفع نائب الإسكندرية صلاح عيسى للإعلان عن سحب الاستقالة واعتبارها كأن لم تكن، وقال: «كمال أحمد نائب خبرة لا يمكن التفريط فيها». وتوقع النائب توفيق عكاشة أن تتبع استقالة كمال أحمد استقالات أخرى، إذا لم ترفع السلطة التنفيذية يدها عن البرلمان، حسب قوله. وقال «عكاشة» إن مجلس النواب تتم إدارته عن بعد، وهو ما بدا واضحاً في انتخابات رئيس المجلس، الذي جاء من قائمة «حب مصر»، مضيفاً أن الارتباك يسود المجلس وتمت التضحية بالنائب علاء عبدالمنعم لتطبيق خريطة جديدة داخل البرلمان، بهدف التنسيق في التصويت حسب قوله. وتبارى عدد من النواب فى محاولات إقناع النائب بالعدول عن استقالته منهم أحمد مرتضى منصور الذى قال: «أنا كذلك كان عندى رغبة فى الاستقالة، ومعترض على ما حدث لكن الهروب مش حل، ولو بالطريقة دى يبقى كلنا هنمشى، لابد أن يتم وضع نظام من رئيس الجلسة، واللى يخالف النظام يحرم من الجلسات، لأن الوضع مأساوى فى الحقيقة، والمشكلة إننا بنختلف على بعض، وكمان قصة وقوف النواب كل شوية». وتابع «منصور»: «وإذا كنا جايين نهرج البلد دى هتفضل كده مش هتتغير، وأسلوب الحزب الوطنى والتهليل ده غير مقبول، وائتلاف دعم مصر مش حاجة مقدسة، والحزب الوطنى مش هيرجع تانى».