في إعلام القاهرة.. هل نجحت الثورة؟ كتبت- دينا الطاهر: منذ 31 دقيقة 9 ثانية بعد 75 يوما من الاعتصام، نجحت ثورة طلاب كلية الإعلام جامعة القاهرة في إسقاط د.سامي عبد العزيز العميد السابق للكلية، ثم كانت ثمرة هذه الثورة بإجراء انتخابات القيادات الجامعية هذا العام، والتي جرت خلال الأيام الماضية.. لتصبح بذلك إعلام القاهرة هي الكلية الرائدة التي ثارت ونجحت في إسقاط العميد، ثم انتخبت –بكل ديمقراطية- عميدا جديد لها هذا الأسبوع هو د.حسن عماد مكاوي وكيل الكلية السابق لشئون الطلاب. (الوفد) التقت عددا من طلاب الكلية، لتتعرف على آرائهم في تلك التجربة، وإلى أى مدى يرونها تجربة ناجحة؟ أول مكاسب الثورة في البداية، تقول أميرة خيري، الفرقة الثالثة: "انتخاب رؤساء الأقسام والعميد يعني أن الديمقراطية قد وجدت طريقها إلى كلية الإعلام، بعد أن قام طلابها بثورة حقيقية، استطاعت أن تسقط العميد السابق، أحد رجال الحزب الوطني الذين استفادوا من النظام البائد". تكمل أميرة: "الانتخابات ميزتها أنها تأتي بالقيادات التي تستحق المنصب عن جدارة، وليس مجرد قيادات تطيع ما تتلقاه من أوامر عليا، وتمنع الطلاب من التعبير عن آرائهم بحرية".
أما فتحي محمود، طالب بالفرقة الثالثة، فيؤكد على أهمية تلك التجربة، قائلاً: "في الأعوام السابقة، كان يتم تعيين القيادات ممن كانوا على صلة بالمسئوليين الفاسدين، وممن كانوا يحظون بموافقة أمن الدولة، أما الآن فالانتخابات أنهت كل هذا". ويضيف أحمد مالكي، الفرقة الرابعة: "هذه هي بداية عصر حرية التعبير عن الرأى في الكلية، ونهاية لزمن المجاملات والواسطة والمحسوبية، والفضل يرجع للطلاب الذين اعتصموا وأضربوا عن الطعام وتعرضوا للمساءلات القانونية، والحمد لله كل هذا عاد علينا بفائدة في النهاية". رجوع لنقطة الصفر على الرغم من إشادة بعض الطلاب بتلك التجربة، واعتبارهم إياها أحد مكاسب اعتصام إعلام أو "ثورة إعلام" على حد وصفهم، إلا أن هناك طلابا آخرين اعتبروا أن فوز د.حسن عماد مكاوي خلال تلك الانتخابات رجوع لنقطة الصفر، وضياع لمجهود الثورة الطلابية..
حيث تقول هبة بطيشة، طالبة بالفرقة الرابعة: "الانتخابات في حد ذاتها تجربة رائعة وممتازة، وكانت أحد مطالبنا كطلاب معتصمين، لكن أنا وزملائي الذين اعتصموا راح مجهودنا هدرا، فلقد أتينا بالحرية إلى كلية إعلام، لكن الأساتذة لم يصونوها، لأنهم انتخبوا د.حسن وكيل الكلية سابقاً، وطبعاً أحد المعينيين من قِبل أمن الدولة، ثانياً د. حسن كان أحد الأساتذة الذين حاربوا اعتصامنا، فقد أخذ في توجيه اتهامات ملفقة للطلاب المشاركين في الاعتصام، فكيف يمكن لشخص يحارب حرية التعبير عن الرأي، أن يكون بداية للتغيير في الكلية؟!". أما دينا محمد، طالبة بالفرقة الرابعة، فتقول:"لم أكن من المشاركيين في الاعتصام، لكن ما هو واضح للجميع أن القيادات الجامعية القديمة سواء في إعلام أو غيرها والتي كانت تعين من قبل أمن الدولة، قد عادت مرة أخرى هذا العام، ولكن هذه المرة عادت بالانتخاب، يعني لا يوجد تغيير حقيقي قد حدث، وكله شكليات!!". وتنتقد دينا قرار السماح للمعيدين والمدرسين المساعدين بأن يدلوا بأصواتهم في الانتخابات، حيث تتساءل: "كيف يمكن لمعيد أو مدرس مساعد أن ينتخب، ويكون رأيه حياديا، بعيدا عن المصالح الشخصية، وهو يحضر دراسات عليا مع أحد الأساتذة المتنافسين على منصب العميد؟!". بينما تصف إسراء رشاد، طالبة بالفرقة الأولى تلك الانتخابات بالمسرحية الهزلية، حيث تقول: "أنا متأكدة أن أمن الدولة لا يزال يؤدى عمله داخل الجامعة، ويتحكم في إختيار القيادات الجامعية، أو كما تسمونها حالياً انتخاب القيادات الجامعية!!". انقسام المعتصميين أما على صفحة "معاً لتغيير العميد" على الفيس بوك، وهى الصفحة الرسمية التي تتحدث باسم اعتصام طلاب إعلام، فقد تباينت ردود أفعال الطلاب عقب فوز مكاوي بعمادة كلية الإعلام، حيث كتبت نهال حسام الدين: "فخورة بانتمائي لهذه الكلية، فخورة بمشاركتي ولو بجزء صغير فى هذا العمل الذى حصدنا ثماره اليوم، مرحبا بدكتور حسن عماد كأول عميد منتخب للكلية، افتخروا بصنيعكم، أنتم أول من أرسى مبادئ الديمقراطية فى الجامعات". وفي المقابل، تقول رنا الجميعي: "الدكاترة الأفاضل اختارو واحدا لا يقل وطنية عن سامى عبد العزيز، شكرا لكم صراحةً، لقد أرجعتم الكلية للوراء خطوات كثيرة، لقد قدمتم مصالحكم الشخصية على مصلحة الكلية!!". فيما يقول محمد محمود: "النظام القديم نجح فى إفساد كل شىء حتى أساتذة الجامعة، كان لازم نتوقع هذه النتيجة من الأول، لقد أصبحت الآن شبه متأكد أنه لو كان د.سامى نزل الانتخابات هذه المرة، كان هيكسب، حسبى الله ونعم الوكيل!!". ... وأنت.. كيف ترى تجربة إعلام القاهرة؟