قال الدكتور صابر حارص، رئيس وحدة بحوث الرأي العام بجامعة سوهاج، إن اللواء أحمد أبوالفتوح، مدير الأمن بالمحافظة، وجه نقداً شديداً لعلماء الدين ونواب البرلمان والعمد والمشايخ وأصحاب الرأي والمثقفين في كافة القرى والنجوع؛ لغياب دورهم في فض المنازعات وإنهاء الخصومات. خلو سوهاج من الخصومات وأوضح حارص، أن أبو الفتوح، أكد في جلسة مغلقة بمكتبه جمعتهما بالشيخ محمد زكي، الأمين العام للدعوة والمصالحات بالأزهر الشريف، أنه مصمم أن تكون سوهاج في 2016 أول منطقة في مصر خالية من الثأر والدم، معربا عن ثقته في مساعدة أهالي سوهاج وقدرتهم على تحمل المسئولية، ورغبتهم في الخلاص مما أصابهم من الترويع والأخطار. وأضاف أن مدير الأمن قرر أثناء الجلسة مراجعة وتقييم أداء ومهام العمد والمشايخ، ليصبح المعيار الأول في استمرارهم بمواقعهم مدى فاعليتهم في نشر ثقافة الصلح بين المواطنين والقدرة على إنهاء الخصومات الثأرية. دار السلام تحتل الصادرة فى عدد الخصومة وكشف مدير الأمن عن ترتيب مراكز سوهاج الأكثر خصومة خلال عام 2015 لتحتل درا السلام الصدارة ب (30) خصومة ثأرية تليها طما (13) وأخميم (11) ثم مركز طهطا والمنشآة وجهينة كل منها (9) والبلينا وسوهاج كل منها (7) وساقلته (6) وجرجا والعسيرات والمراغة كل منها (4) وبندر طهطا (2)، مشيراً أبو الفتوح إلى أن جهود المصالحات حسمت (33) صلحاً بواقع 29% من إجمالي (115) خصومة ثأرية بسوهاج. المحافظة تفتقر لجهود العلماء وأضاف مدير الأمن، أن سوهاج محافظة تفتقر إلى جهود علماء الدين وأصحاب الرأي لفض المنازعات والخصومات الثأرية، وهناك بعض الخصومات التي يرغب الطرفان المتنازعان في إنهائها ولن يجدا من يقوم بذلك، مُشيراً إلى أن ملف الخصومات الثأرية وإنهائها بالمصالحات يأتي على قمة أولوياته التي دفع إليها العميد خالد الشاذلي مدير المباحث الجنائية للاهتمام بها والوقوف على حقيقتها وسبل التعامل معها. وكشف حارص عن تجاوب ممثل الأزهر الشريف، الشيخ محمد زكي، الذي فاجأ الجلسة بأنه سيقبل التصالح في دم أخيه الذي قتل في بندر طهطا؛ تشجيعاً للفكرة التي طرحها مدير الأمن، ووعد زكي بتكثيف جهود المصالحات واختيار طهطا لأن تكون أول مدينة في سوهاج خاصة ومصر عامة خالية من الدم والثأر باعتبارها أقل مناطق المحافظة في الخصومات الثارية التي لا تتجاوز خصومتين فقط. 90% من حوادث الثأر لاتستوجب القصاص وأكد الشيخ محمد زكي، الأمين العام للجنة المصالحات بالأزهر الشريف، أن 90% من حوادث الثأر بالصعيد لا تستوجب القصاص لعدم توافر القصدية والعمدية فيها، مُشيراً إلى أن القتل إما خطأً أو شبه خطأٍ لا تتوفر فيه الشروط الشرعية أو اليقينية، أما القتل العمد الذي يستوجب القصاص فإن تقديره لولي الأمر من الحكام والمؤسسات القضائية والشرطية وإلاّ دخلت البلاد في حالة من الفوضى وشريعة الغابة. وأضاف الشيخ أن القتل الخطأ وشبه الخطأ ليس له إلاّ العفو باعتباره من شيم الكرام أو الدية بنص القرآن، ولا يحق في الحالتين المطالبة بدم القاتل. فيما أشار، حارص، إلى أن تجاوبه مع دعوة مدير الأمن ستكون من خلال إطلاق حملات توعية بمخاطر الخصومات الثأرية، وسبل حلها بالطرق السلمية، ومكافحة ظاهر العنف والتعصب المرتبطة بالثأر وتشجيع المثقفين وعلماء الدين للانخراط في هذه الحملات التي سيقوم بها طلاب قسم الإعلام تحت إشرافه في تدريس مادتي الحملات الإعلامية والتحرير الصحفي لشعبتي الصحافة والعلاقات العامة طوال الفصل الدراسي القادم. تحديد الشخصيات الفاعلة لفض المنازعات وأفصح حارص، عن رغبة مدير الأمن بالتعاون مع الدكتور أيمن عبدالمنعم محافظ سوهاج في تحديد الشخصيات الفاعلة في فض المنازعات واتمام المصالحات بكل مركز من مراكز محافظة سوهاج والعمل على تقديرهم وتكريمهم وتيسير مصالحهم بالطرق المشروعة إضافة إلى إقامة احتفالية شكر كبرى تضم الأطراف المتنازعة التي استجابت للصلح وقبلت الدية أو الكفن أو تفضلت بالعفو باعتبارهم سباقين للخير وفاعلين في نشر السلام والأمان ونبذ العنف والدم. وأضاف مدير الأمن، أنه لا يصح مطلقاً قبول هذا النوع من المشاجرات ونحن نعيش في القرن الواحد والعشرين والصعيد مليئ بالقامات في الدين والأدب والشعر والفكر، وأن احترام القانون والتسليم بعدالته وقبول تطبيقه هو المنجى الرئيسي في الخصومات الثأرية.