في تقرير لها بعنوان "النقاش ينمو في المساجد" قامت صحيفة "نيويورك بوست" الأمريكية برصد التغييرات التي طرأت على مساجد مصر التي تحولت من منبر للخطب الدينية والوعظ فقط إلى ما يشبه "النوادي السياسية" التي يتم فيها مناقشة كافة الأمور الكبيرة التي تهم المواطن، وأصبحت الشعلة التي ينطلق منها شرارة أي شيء. وأضافت الصحيفة أن الاحتجاجات التي شهدتها القاهرة خلال الأسبوع الجاري واحدة من علامات التغير المستمر الذي تحياه مصر الثورة، إلا أن هناك أمر أخر يبعث على التفاؤل، وهو مشاركة المساجد في التغيير الذي تعيشه البلاد، فخلال سنوات النظام السابق كانت المساجد تدعوة فقط للصلاة، ولكن منذ "التحرير" كما يسمية المصريين، فإن العديد من المساجد أصبحت أشبه ب"النوادي السياسية" يناقش فيها كافة المواضيع الساخنة التي تعيشها الأمة. وأضافت إن تحت حكم مبارك، كانت رسالة المساجد التي تسيطر عليها الحكومة هي فقط خطب كتبتها وزارة الشؤون الدينية وترسل بالفاكس إلى الأئمة على الرواتب، وأي شخص يرغب في سماع نغمة مختلفة عليه الذهاب إلى المساجد التي تديرها الجماعات الإسلامية. وتابعت إن المساجد أصبحت محور الحياة في مصر الجديدة فهي توفر للأحزاب الإسلامية فرصة جيدة للالقاء بالانصار بجانب أنها أصبحت من صناع القرار، لدرجة جعلت بعض العلمانيين يسعون للسيطرة على بعض المساجد، وخاصة في الأحياء الفقيرة، لتقديم بديل للخطاب الإسلامي. وأوضحت إن تنافس الأحزاب العلمانية والإسلاميين لإعادة خارصة المساجد من التركيز فقط على المواضيع الدينية إلى على القضايا السياسية،ونقلت الصحيفة عن محمد رزق واعظ في مسجد قوله: "العلمانيون يريدون إقناع المصريين بتحدي أمر الله.. واجبنا هو استخدام المنبر للتحذير من مخاطر مثل هذه المواقف بالنسبة للأمة الإسلامية". وأشارت إلى أن الرسالة التي تخرج من المساجد حاليا لجذب المصريين أصوات جديدة، فبدلا من الحديث عن الحلال والحرام، أصبح الحديث يدور الآن عن التعددية الحزبية والشفافية والمساءلة وسيادة القانون، والليبرالية، والمجتمع المدني، والإصلاح الاجتماعي والتنمية الاقتصادية، فقد أصبحت مصر إلى مدرسة سياسية كبيرة.