إقامة عزاء إسماعيل الليثي.. غدًا    نورهان عجيزة تكشف كواليس اليوم الأول للمرحلة الأولى بانتخابات النواب 2025 في الإسكندرية    أسامة الباز.. ثعلب الدبلوماسية المصرية    رسميًا.. أسعار استمارة بطاقة الرقم القومي 2025 وخطوات استخراجها مستعجل من المنزل    في ثاني أيام انتخابات مجلس نواب 2025.. تعرف على أسعار الذهب اليوم الثلاثاء    سلطنة عمان تشارك في منتدى التجارة والاستثمار المصري الخليجي    بعد لقائه ترامب.. الشرع: دخلنا عهدًا جديدًا بعد سقوط بشار.. ولن نجري محادثات مباشرة مع إسرائيل    الإطار التنسيقي الشيعي يدعو العراقيين إلى المشاركة الواسعة والفاعلة في الانتخابات التشريعية    "ترامب": واثق في أن الشرع سيتمكن من أداء مهام منصبه    نجاح زهران ممداني حدث عالمي فريد    القنوات الناقلة لمباراة الكاميرون ضد الكونغو الديمقراطية في تصفيات كأس العالم    إصدار تصريح دفن إسماعيل الليثى وبدء إجراءات تغسيل الجثمان    جريمة أستاذ الجامعة    واخدها في حضنه، رانيا يوسف تخطف الأنظار مع زوجها في العرض الخاص ل"السلم والثعبان" (فيديو)    كندا تفقد وضعها كدولة خالية من الحصبة بعد 3 عقود    يمهد الطريق لتغيير نمط العلاج، اكتشاف مذهل ل فيتامين شائع يحد من خطر النوبات القلبية المتكررة    انهيار جزئي من عقار قديم بالمنيا دون خسائر بشرية    أمطار على هذه المناطق.. بيان مهم من الأرصاد يكشف حالة الطقس خلال الساعات المقبلة    وزارة الداخلية تكشف ملابسات واقعة السير عكس الاتجاه بالجيزة    انهيار جزئي لعقار قديم قرب ميدان بالاس بالمنيا دون إصابات    التعليم تعلن خطوات تسجيل الاستمارة الإلكترونية لدخول امتحانات الشهادة الإعدادية    أسعار العملات العربية والأجنبية أمام الجنيه المصري اليوم الثلاثاء 11 نوفمبر 2025    نفسنة أم نصيحة، روني يشن هجوما جديدا على محمد صلاح    بعد طلاقها من كريم محمود عبد العزيز.. رضوى الشربيني داعمةً آن الرفاعي: «المحترمة بنت الأصول»    «في مبالغة».. عضو مجلس الأهلي يرد على انتقاد زيزو بسبب تصرفه مع هشام نصر    استعدادًا للتشغيل.. محافظ مطروح يتابع تأهيل سوق الخضر والفاكهة بمدخل المدينة    مع دخول فصل الشتاء.. 6 نصائح لتجهيز الأطفال لارتداء الملابس الثقيلة    من البابونج للسلمون.. 7 أطعمة تساعد على تقليل الأرق وتحسين جودة النوم    استغاثة أم مسنّة بكفر الشيخ تُحرّك الداخلية والمحافظة: «رعاية وحماية حتى آخر العمر»    التخضم يعود للصعود وسط إنفاق بذخي..تواصل الفشل الاقتصادي للسيسي و ديوان متفاقمة    بعد لقاء ترامب والشرع.. واشنطن تعلق «قانون قيصر» ضد سوريا    وزير الخارجية ل«القاهرة الإخبارية»: مصر لن تسمح بتقسيم السودان تحت أي ظرف من الظروف    محدش يزايد علينا.. تعليق نشأت الديهى بشأن شاب يقرأ القرآن داخل المتحف الكبير    النائب العام يستقبل وزير العدل بمناسبة بدء العام القضائي الجديد| صور    سعر الطماطم والخيار والخضار بالأسواق اليوم الثلاثاء 11 نوفمبر 2025    نيسان قاشقاي.. تحتل قمة سيارات الكروس أوفر لعام 2025    بسبب خلافات الجيرة.. حبس عاطل لإطلاقه أعيرة نارية وترويع المواطنين بشبرا الخيمة    لماذا تكثر الإصابات مع تغيير المدرب؟    تقارير: ليفاندوفسكي ينوي الاعتزال في برشلونة    قوات الاحتلال الإسرائيلي تصيب فلسطينيًا بالرصاص وتعتقله جنوب الخليل    مشهد إنساني.. الداخلية تُخصص مأمورية لمساعدة مُسن على الإدلاء بصوته في الانتخابات| صور    صلاة جماعية في البرازيل مع انطلاق قمة المناخ "COP30".. صور    تجنب المشتريات الإلكترونية.. حظ برج القوس اليوم 11 نوفمبر    المعهد الفرنسي يعلن تفاصيل الدورة الخامسة من مهرجان "بوبينات سكندرية" السينمائي    اليوم السابع يكرم صناع فيلم السادة الأفاضل.. صور    المغرب والسنغال يبحثان تعزيز العلاقات الثنائية والتحضير لاجتماع اللجنة العليا المشتركة بينهما    مروان عطية: جميع اللاعبين يستحقون معي جائزة «الأفضل»    بي بي سي: أخبار مطمئنة عن إصابة سيسكو    اللعنة مستمرة.. إصابة لافيا ومدة غيابه عن تشيلسي    خطوة أساسية لسلامة الطعام وصحتك.. خطوات تنظيف الجمبري بطريقة صحيحة    ياسمين الخطيب تعلن انطلاق برنامجها الجديد ديسمبر المقبل    أسعار الحديد والأسمنت بسوق مواد البناء اليوم الثلاثاء 11 نوفمبر 2025    رجال الشرطة يجسدون المواقف الإنسانية فى انتخابات مجلس النواب 2025 بالإسكندرية    هل يظل مؤخر الصداق حقًا للمرأة بعد سنوات طويلة؟.. أمينة الفتوى تجيب    دعاء مؤثر من أسامة قابيل لإسماعيل الليثي وابنه من جوار قبر النبي    انطلاق اختبارات مسابقة الأزهر الشريف لحفظ القرآن بكفر الشيخ    ما حكم المشاركة في الانتخابات؟.. أمين الفتوى يجيب    د.حماد عبدالله يكتب: " الأصدقاء " نعمة الله !!    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



سحر الجمال والرقة - الجزء الثاني
نشر في التغيير يوم 29 - 07 - 2012


تجمع الطاقات
أود أن أبين في البداية أن كثيراً من الأمور لا تعمل بمفردها لكن تعمل عندما تختلط بأخرى. الخلطة الصحيحة هي شفرة الحلول والعلاجات والنتائج، ولكل عمل ونتيجة مطلوبة خلطة خاصة، مثل الدواء عندما تخلط عشب بآخر يأتي بنتائج بينما العشب وحده قد لا يأتي بنتائج. سأبين الفرق هنا في مثال طاقة الجمال والرقة وفي كيفية أن في اجتماعهما أثر وفي تفرقهما قد لا يكون هناك أثر إيجابي بالضرورة
أنواع الناس في الجمال والرقة
أذكرك بأن ما عرفناه بأن الجمال بمعناه العام: نظام، مجموعة مكونات، طاقة تسر، والرقة: نعومة، احتواء، شعور مريح. الناس في هذه الشفرة أربعة، وسأعطي مثلاً لرجل وامرأة وشيء
1- ذو جمال ورقة
2- ذو جمال بلا رقة
3- ذو رقة بلا جمال
4- وبلا جمال ولا رقة
الأول: ذو الرقة والجمال: وهذا مقصد حديثنا هنا؛ فالرجل الجميل الرقيق: منظم في عمله وتعامله، مرتب في هندامه، متسلسل في أفكاره، لو اطلعت على حاسوبه تجد الترتيب في الملفات والأعمال والشكل، لو حملت هاتفه تجده جميلاً في ترتيبه ومظهره وتصنيفه. يهتم بصغائر الأمور اللطيفة، ولا تزعجه كبائر الأمور المعيقة. والمرأة الجميلة الرقيقة: جميلة المنظر، تهتم بمظهرها وملبسها، بالذات مع القريبيين منها كالزوج والأولاد، تهتم بجمالها، بجسدها، تسري فيها طاقة الرقة واللطافة، في الخصام غير مبينة، تحصل على ما تريد بوضوح نيتها، وصراحة مطلبها، وسلاسة تعاملها. قد تكون المرأة الجميلة الرقيقة نادرة جداً، ومقياس الرقة والجمال في المرأة المتزوجة هو زوجها؛ لأن المرأة التي ترق وتتجمل للبشر كلهم وهي في قسوة وفوضى تعامل مع زوجها إمرأة تتصنع الجمال والرقة، كما الحال مع الرجل المتزوج، لو أحسن لكل البشر فهو غير محسن وغير صادق ما لم يكن أكثر إحسانه وأعمقه مع زوجته وأولاده. ثم مقياس ذلك الأقرب فالأقرب، كما سأبينه لاحقاً بإذن الله. والشي الجميل والرقيق مثل الوردة التي تفيض تنسيقاً وترتيباً وازدهاراً وتعمل ذلك دون أن تلحظ تطورها الدقيق والصغير لكن الأكيد، ولذا فأثر الوردة أقوى من القنبلة، لو أن مجموعة عراقية سلامية زرعت الورود على ممرات الطرق التي تتواجد فيها جماعات القتل والعنف لذابت طاقتهم العنيفة ولأثرت فيهم طاقة الورود! لو أن مجموعة من السلاميين في مصر أحاطوا ساحة ميدان التحرير بورود بشكل يومي دون إعلان أي هدف ولا تصريح لانتشرت طاقت الورد السلامية وتحصلت المطالب دون دماء
الثاني: ذو الجمال بلا رقة: كرجل وسيم المظهر والملبس لكنه عنيف في التعامل والسلوك والأسلوب. ومثله المرأة الجميلة ذات الصوت العالي والسياقة المتعاركة في الشوارع، والطلبات الفضة، أو جهاز كمبيوتر جميل فيه فوضى من الملفات وغير محمي من الفيروسات وصوته عالي عند البدء. الجمال بلا رقة مضر. أنا رأيت الكثير من الفتيات والسيدات في غاية الجمال والحسن لو دفع لعاقل ملايين على الارتباط بإحداهن لرفض ولآثر الفقر! قال تعالى: (فبما رحمة من الله لنت لهم، ولو كنت فظاً غليظ القلب لانفضوا من حولك) (آل عمران/158)، لانفضوا من حولك وتركوك، حتى لو كان هذا الشخص محمد صلى الله عليه وسلم الذي قال عنه حسان رضي الله عنه
وأحسن منك لم ترى قط عيني
ومثلك لم تلد النساءُ
خلقت مبرأ من كل عيب
كأنك قد خلقت كما تشاءُ
والجمال بلا طاقة رقة ولين طاقة مدمرة؛ فالشرطة الجميلة في مظهرها وترتيبها وهندامها بلا رحمة ولين مفسدة على الدولة؛ لهذا تجد أن نظام الكون كله قائم على أن "رحمتي وسعت وسبقت كل شيء" (جمع بين آية وحديث). وبدون هذا يتدمر الجمال (النظام) كله في الكون. إن روح القانون أهم من القانون نفسه. إن مقاصد ورحمة الشريعة أهم من الشريعة نفسها. لو أن معالم اللين والرحمة والرقة لم تتوفر وجب تعطيل القانون والشريعة لحين توفرها، كما حصل في عام الرمادة في زمن الفاروق، رضي الله عنه. إن تطبيق الشريعة في أفغانستان ظلم الشريعة والبشر معاً، بل أثبت للعالم فشلها. لو طبقت النرويج الشريعة لأثبت للعالم مدى رحمتها وتفوقها وجمالها وسعتها وعدلها ورقتها. يجب حضر تطبيق الشريعة من قبل المغفلين وأهل العنف وجماعات الإساءة للبشر ولحقوق الإنسان، هؤلاء غير مؤهلين لتطبيق نظام جمالي متكامل. هؤلاء لا جمال ولا رقة، فكيف سيفلحون في تطبيق الشريعة؟
إن طاقة الرقة طاقة ساحرة، باح بها الرسول صلى الله عليه وسلم لعائشة رضي الله عنها؛ فعائشة بنت في غاية الجمال والأناقة والهندام، لكنها في فترة كانت تحتاج للين ورقة، فقال لها: يا عائشة، ما كان الرفق في شيء إلا زانه، وما نزع من شيء إلا شانه! (مسلم)، وفي رواية: "مهلاً يا عائشة! إن الله يحب الرفق في الأمر كله" (البخاري). يجب أن يكون الرفق في الأمر كله: في الإصلاح، في التعامل، في التلقي، في العطاء، في الأخذ، في التعليم، في التعلم، في الإدارة.. في كل أمر، ومتى نزع من أمر شانه وتقبح وصار مؤذياً، مهما زعم صاحبه أهميته أو عظمه، فأعظم صفة في رسول البشرية أنه (رؤوف رحيم)، ولما زكاه قال عنه: (وإنك لعلى خلق عظيم)، بل نهاه عن العنف وأمره وأمر إخوانه الأنبياء باللين: (فقولا له قولاً ليناً) (طه/44). وأنا، والله، ما نلت شيئاً في حياتي كان سرنديباً أو جذباً إلا وكان الرفق فيه أساس الطلب والعمل، بل والله ما نجحت في عمل من أعمالي ولا تأثير من تأثيراتي إلا والرفق واللين سيد الموقف فيه كله. وأنا لدي يقين بأن أعمال المظاهرات لا تنجح ولا يمكن أن تنجح في تحقيق ما تريد حتى تزول ويأتي غيرهم ممن ينشرون الرفق في الطلب فيعم الجمال في المكان والدولة، وعلى هذا دللت كثيراً من قبل بأن انتصارات المسلمين في أوربا باءت بالفشل، ولم تجعل من أوربا دولاً مسلمة، بل طردت المسلمين ومسحت آثارهم، لأنها كانت دخول بالعنوة والحرب، بيد أن شرق آسيا، والتي تمثل غالب المسلمين اليوم لم يخوض فيها المسلمون الحروب، بل كان مجموعة من اليمنيين الحضارمة يتجارون فيها بحكمة (لما كان في اليمن وقتها حكمة وكثرة رقة ولين، وقلة سياسة وشكوى وعنف). ما بني على عنف يعزز مبدأ خاطئاً في الحياة، بأن العنف يجلب ما تريد! وما أسوأها من عقيدة وأضرها من معتقد على البشرية والأرض
وقف ينظر إليهم في موقف مهيب تجلت فيه صور التعذيب والظلم الذي مارسوه طوال عقود على المسلمين وغير المسلمين فقال: ما تظنون أني فاعل بكم؟ فقالوا: أخ كريم وابن أخ كريم! قال: اذهبوا فأنتم الطلقاء!! لو سألنا مبارك: ما تظن الشعب فاعل بك؟ سيقول: "سيقطعني"، "سينكلون بي"، "سيعدموني يقيناً"، بل لا أعتقد أن عربياً واحداً في الأرض اليوم يعتقد أن مصر ستعفي عنه، بل ستشمت فيه، ولو كان الأمر ليس بيد الجيش لكان مصيره كمصير القذافي، الذي أساء بمقتله بعض الثوار للدولة كأنها قامت على القتل والدم دون محاكمة، وأساءو بذلك للثورة (نرجو أن يكونوا أصلحوا ذلك مع ابنه الآن). ورغم أن القذافي سفك وأجرم بشعبه عقوداً إلا أنه كان أكرم من الثوار الذين قتلوه لما عمل عملتهم نفسها مع الملك السنوسي فلم يسفك في عائلة الملك، بل ولا الضباط الأحرار الذي نحوا الملك فاروق سفكوا فيه وأهله، بل ودعوه بتحية العسكر وهو خارج من مصر. هؤلاء الضباط الأحرار هم أساتذة حسني مبارك وحسين طنطاوي (قائد مصر حالياً). لو وضعت السلطات مبارك في وسط الميدان فلن ينجو حياً، وستجد من يبرر فتوى قتله من مصر إلى السعودية، لأنها شعوب تربت على السب والشتم والقتل من قبل رجال الدين والسياسة. بعد أن دخل النبي صلى الله عليه وسلم مكة فاتحاً ومعززاً للعدالة والنظام الجديد كان عتاولة الحزب الوطني في قريش يمشون في الأسواق آمنين. كان في المدينة رجل فاجر في خصومته، يمثل المعارضة للنبي صلى الله عليه وسلم، ويتحدث عنه بألفاظ شنيعة، فيقول: (ليخرجن الأعز منها الأذل) أي أنه الأعز وأن النبي صلى الله عليه وسلم الأذل، يقال له: عبدالله بن أبي بن سلول، ومع ذلك لم يتعرض له النبي ولا أصحابه بشيء حتى مات موتة طبيعية
قم بنزع الرفق والرقة من المعادلة وأنت ستقبح المطلب والطالب معاً. الرجل الرقيق قائد، نافذ الرؤية، يحبه الله ويحبه الناس، فالله يحب الرفيق، اللين، ولو كان مذنباً بحقه، ولا يحب الغليظ ولو كان إماماً في الطاعة، وفي الحديث: "ألا أنبؤكم بأهل النار: كل شديد جعظري" (س ح ص للألباني: 932)، والجعظري هو الشديد الغليظ. إن هؤلاء أهل النار في الدنيا والآخرة. تجنب أهل الغلظة، والشدة، والتعصب، والصراخ العالي، والحماسة المعادية، والعنف.. ورافق الجمال والرقة واللين
والمرأة الرقيقة تمتلك سلاحاً لا تمتلكه الجعظرية الشديدة المتسلطة التي تريد أن تتحكم في كل شيء. بالرقة تمتلك الدنيا وبالشدة تعيش صراع التحكم في الآخرين. المرأة الرقيقة تسحر زوجها وتلهمه إبداعاته، من هنا جاءت المقولة المصححة (مع كل رجل عظيم إمرأة رقيقة). بينما المرأة الجعظرية المتحكمة تبات الليل والملائكة لا ترغب في النظر لوجهها ولا القرب من طاقتها بل تتعوذ من وجودها. المرأة الرقيقة طاقة سريان بركة وخير في البيت والجعظرية طاقة طرد للملائكة
الثالث: ذو رقة بلا جمال: كرجل لطيف، ساذج، شكله فوضى من الألوان، غير متناسق في شعره ولا ملبسه، غير منظم. هذا لا يؤخذ محمل الجد. تضيع أوقاته بسبب ضياع الجمال فيه. إن الجمال (النظام) دليل الترتيب والنجاح والمسؤولية. لما ترى إمرأة جميلة فهذا يدلك على أنها إنسانة مسؤولة، تراعي بشرتها واهتمامها بنفسها وتصرف الأموال على الهدية التي وهبها الله لها وتخطط وتقوم بالترتيب. كل جمال، حتى الظاهري، دليل نظام (سيستيم) وراءه. لو كانت لديك الرقة واللين فهذا هو الأصعب، لذا فاجلب لنفسك الجمال الآن. كن منتبهاً من أن أي طاقة متوفرة للجميع! لا خصوصية ولا عنصرية. طاقة الجمال وطاقة الرقة كما كل طاقة أخرى متوفرة في الكون، والكون كله متصل مع بعضه البعض في كل ذرة فيه، وأنت ذرات متجمعة، ومتغيرة. يمكنك في اللحظة أن تغير ما تريد. فقط قرر. لو كنت تمتلك الرقة فاجلب الجمال (النظام والترتيب والمسرة). قم بعمل مخطط بسيط وسلسل في التطبيق وابدأ بأمور صغيرة. دعنا نأخد أمثلة ولتكن جسدية لأن هذا أسهل في التطبيق
1- ابدأ الجمال من الداخل؛ لأن الجمال الحقيقي يبدأ من الداخل. كن مؤمناً بالجمال، وأهميته، ونعمته، وفائدته، وبأن الله جميل يحب الجمال. عزز الأفكار الجميلة عن الله، والإنسان، والكون، والبشرية، والمخلوقات
2- راقب الجمال في نفسك وفي الآخرين وفي الأشياء من حولك
3- اقضي بعض الوقت في شراء المجملات والمنظفات للجسد. من الغباء أن تكون للإنسان رائحة غير زكية تخرج من جسده. هذا دليل قلة الوعي والجمال والجدية. تعلم كيف تتنظف جيداً بالذات في الأماكن التي تحتاج أكثر لذلك بالماء والصابون، حتى لا تشتم أي رائحة. ثم بعدها، وفقط بعد ألا تشتم أي رائحة، تضع المعطرات الحافظة. كن واعياً في ملاحظة ذلك من قبلك أولاً وربما من قبل الناس
4- قم بعمل فحص للأسنان، عالج الالتهابات والتسوس أولاً بأول. تأكد من أنك تقوم بالتفريش واستخدام ما يعين في الرائحة الزكية من الفم. في السابق حيث لا تتوفر المعجونات ولا الفرش كان السواك شبه فرض على الناس، اليوم قد لا تحتاج ذلك؛ لأن المقصد هو النظافة لا الخشبة، بل أحياناً العادة غير جيدة في التسوك أمام الناس بهذه الطريقة، ولا هي لائقة، رغم أن القصد منها طيب. لذا فمن الجمال عمل ذلك بعيداً عن الناس، فمنظر فتح الفم ونحر الأسنان بالسواك غير جيد في ثقافة عصرنا اليوم
5- قم بالاهتمام بالعين؛ فالعين مدخل الانسان على التواصل. بعض الكحل أو الأثمد بالذات الأسود، لأن الأحمر شكله غير لائق ويثير الخوف، واستخدم التقطير الآمن، واعمل التدريبات العينية لتقوية النظر
6- اهتم بالشعر، بالذات لو كان طويلاً، من خلال استخدام الشامبو وزيت الحمام، ويفضل الطبيعي، واستخدام الصبغ، بالذات الأسود، لو كان لك شيب، في حال كونك لا تتحرج من ذلك شرعياً، إلا إذا كنت تفضل البياض أو الحمرة، فهذا أيضاً ممكن لو كنت ترتبه بطريقة لائقة. لو كانت لك لحية فليس من المناسب اهمالها، من الأفضل تهذيبها والأخذ منها، كما في فعل النبي صلى الله وعليه وسلم وأصحابه. فلحى العرب في السابق بما فيهم الصحابة كانت مهذبة وقصيرة جداً، ولا تحبذ العرب بل ولا الناس كثرتها. لكنه خيار، والانسان فيه حر، لكن عليه أيضاً التزام آكثر من تنسيلها والاهتمام فيها
7- الاهتمام بالوجه؛ فالوجه هو بوابة الاتصال، من خلال استخدام المنظفات، ففي الوجه بالذات جلد ميت باستمرار نظراً لكثره وسرعة التجديد في الجلد، وكما هو معلوم فإن الطبقة العليا للجلد هي الميتة، لأن الجلد يتجدد بالكامل 3-4 مرات في السنة. افرك اصبعك بجانب أنفك الآن ضاغطاً ثم اشتم اصبعك. لو اشتممت رائحة فهذا الجلد الميت! هذا يعني أنك تحتاج للغسول. استخدم بعض المنظفات للوجه اللطيفة وافرك الجلد برقة ثم ضع لو أحببت ماء الزهر كملطف
8- خفف الشعر في الجسد، وفي أماكن معينة تخلص منه. تعود هذه العادة
9- تلمس جسدك من رأسك إلى أصابع رجلك برقة وحنية (ليس المقصود منها جنسياً بل حبياً). افرك كل مكان فيه بمفراكة لطيفة وذلك لتسقط الجلد الميت منه لتسهيل عملية التجديد
10- اهتم بقص الأظافر دورياً
11- استخدم الماسكات بالذات الطبيعية. علمتني أمي أن استخدم الروب على الوجه، والتزمت فيه مذ علمتني. ضعه بحدود نصف ساعة حتى ينشف تماماً ثم اغسله بالماء الدافي
12- عرض جسمك للشمس (ليس بكثرة). هذا يحتاج منك كشف على الأقل 75% من الجسم للشمس؛ فشعاع الشمس مهم للجسم. طبعاً هذا قد يتطلب منك مراعاة ايجاد المكان المناسب لذلك، مثل عمل مكان في البيت أو السطح مستوراً لكنه مكشوفاً على الشمس. كن حذراً من تعريض الجسد لكثير من الشعاع، مع هذا التنبيه إلا أن غالب أهل الخليج (بلاد مشمسة وحارة) لديهم نقص في فيتامين دال كونهم لا يتعرضون للشمس ألبته
13- قم بأكل ما يساعد في تعزيز الجمال الجسدي. اقرأ في هذا الميدان
14- خذ ما لا يقل عن 3-4 جلسات مساج في الشهر، كل شهر. هذا يحرك الدورة الدموية في الجسم وينشط الأجهزة
15- ليس لدي تحرج في العمليات التجميلية، لكن صدقاً أنه لا حاجة لها، ما لم تكن ضرورية وبعد الأربعين أو الخمسين على أقل تقدير. لكن لو كان هناك تشوه خلقي معين فيمكن تقريباً اليوم تعديل معظم التشوهات باستخدام العمليات التجميلية لو كنت قادراً مادياً، والا فضعها في صندوق النية
16- تعلم لغة الجمال! هذا موضوع متخصص، تفصيلي، دقيق. أوجد شخصاً جميلاً واسأله عن لغة التحدث الداخلي مع نفسه عن الجمال. اقرأ كتباً في ذلك. تصفح مواقع. اعط الجمال الظاهري اهتماماً ولو قليلاً
الجمال الأكثر دقة وتفصيل هو جمال النفس والفكر، وهذا نحن نتاوله كل يوم في الفيس بوك وتويتر. لو كنت من متابعينا فأكيداً أنت تتحسن كل يوم بهذا النوع من الجمال، بإذن الله، لهذا لن أفصل فيه هنا الآن، ربما في المستقبل، إن شاء الله
الرابع: لا رقة ولا جمال: يارب سترك! هذا نموذج للفوضى وعدم المسرة والغلظة وعدم التفاهم. مثال: الأول: ماجدة الرومي، يوسف إسلام، وردة، الثاني: هيلاري كلينتون، شخصية سيلفستر ستالون، هيجان الموج، الثالث: مارجريت ثاتشر، جيمي كارتر، سونامي، الرابع: كونداليزا رايس، شارون، اعصار مدمر
ضياع الرقة والجمال "اعصار مدمر": القذافي، صدام، تشاوتيسكي.. ضياع الرقة والجمال مخطط شيطاني، مؤامرة مخيفة. تخيل القبح والعنف: حروب، جماعات العنف، زلزال، قبلية، طائفية، عنصرية، تعصب، عصابات
بفضل الله من الصعب وجود فقدان في الطاقتين، ولكن أيضاً من الصعب وجود الطاقتين مجتمعتين


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.