تباين آراء عدد من العلماء الإسلاميين حول فكرة الزواج عبر الإنترنت بواسطة برنامج ال"سكايب" حيث يرى البعض أنه سليم وصحيح طالما كان هناك توكيلا من الزوج وذهب الآخرون إلى رفض هذه الفكرة من الأساس وذلك لسد الذرائع وحفاظ على الميثاق الغليظ ولاسيما في ظل الانفلات الذي تعيشه الأمة الإسلامية وخوفا من استغلال الشباب وحفاظا على حقوق الزوجين. وقال الدكتور يحيى إسماعيل أمين عام جبهة علماء الأزهر إن الزواج طالما استوفى الأركان وهى الشهود والمهر والإيجاب والقبول وولى الأمر، فإنه صحيح . وشدد على ضرورة اتحاد المجلس في العقد، ولايجوز بالرؤية عبر الإنترنت، مؤكداً على أن الحيطة في عقد الزواج مطلوبة "أحق الشروط ما استحلت به الفروج"، لأن الله سمى عقد الزواج وعقد الإيمان بالميثاق الغليظ. من جانبه ، ذكر الدكتور عبد الحليم منصور أستاذ الفقه المقارن بكلية الشريعة والقانون ، جامعة الأزهر، أنه و كثيرا من الفقهاء المعاصرين يرون أن عقد الزواج لا بد فيه من حضور طرفيه الزوج والزوجة، خصوصاً في ظل الانفلات الذي نعيشه، وتهاون كثير من الناس في أمور الزواج، وضياع الحقوق. وأشار منصور إلى أن ذلك سد للذريعة وحفاظ على الميثاق الغليظ، وحفاظا على حقوق الزوجين، مفضلاً عدم اللجوء لهذا الزواج بهذه الطريقة لأن الشباب ومدمني الشات والنت من الممكن أن يستغلوا هذا الشيء استغلالاً سيئاً. ومن جانبه، يرى الدكتور محمود رشاد الأستاذ بجامعة الأزهر، جوز هذا الزواج طالما كان هناك توكيل من الزوج، وفي حالة عدم وجود توكيل فلا يجوز. وأكد الشيخ رشوان عبد الكريم رشوان، من علماء الأزهر أن هذا الزواج صحيح لأن هناك توكيلا من الزوج ولو لم يكن هناك توكيل فلا يجوز لأن الزواج عقد هام والله سبحانه وتعالى يقول:{وَإِنْ أَرَدْتُمُ اسْتِبْدَالَ زَوْجٍ مَكَانَ زَوْجٍ وَآتَيْتُمْ إِحْدَاهُنَّ قِنْطَارًا فَلا تَأْخُذُوا مِنْهُ شَيْئًا أَتَأْخُذُونَهُ بُهْتَانًا وَإِثْمًا مُبِينًا * وَكَيْفَ تَأْخُذُونَهُ وَقَدْ أَفْضَى بَعْضُكُمْ إِلَى بَعْضٍ وَأَخَذْنَ مِنْكُمْ مِيثَاقًا غَلِيظًا}، وكذلك أخذ الله على الأزواج ميثاقا غليظا بالعقد، والله لم يذكر الميثاق الغليظ إلا فى عقد الزواج والإيمان كما فى قوله تعالى {وَإِذْ أَخَذْنَا مِنَ النَّبِيِّينَ مِيثَاقَهُمْ وَمِنْكَ وَمِنْ نُوحٍ وَإِبْرَاهِيمَ وَمُوسَى وَعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ وَأَخَذْنَا مِنْهُمْ مِيثَاقًا غَلِيظًا * لِيَسْأَلَ الصَّادِقِينَ عَنْ صِدْقِهِمْ وَأَعَدَّ لِلْكَافِرِينَ عَذَابًا أَلِيمًا}. وكان محاسب مصري يدعى محمود محمد عبدالحفيظ ، من الإسكندرية ومقيم بالإمارات بعقد قرانه على عروسه سمية محمد ذكي، عبر برنامج "سكايب"يعدما أرسل توكيلا رسميا لوالده وقام المأذون بعقد القران.