علمت " التغيير" أن مسئولا بجهة سيادية التقى مساء اليوم أيمن القفاص، زوج ابنة اللواء عمر سليمان النائب السابق للرئيس المخلوع مبارك والرئيس السابق لجهاز المخابرات العامة الذي شيعت جنازته اليوم من مسجد آل رشدان بمدينة نصر ، بغرض معرفة ما إذا كان سليمان قد ترك بحوزة أسرته أية وثائق مهمة. تم اللقاء بمنزل القفاص بالتجمع الخامس وحضره العقيد حسين كمال مساعد سليمان والمعروف إعلاميا ب" الرجل الواقف وراء عمر سليمان". كان القفاص - المتورط في عدة قضايا فساد - قد حضر جنازة سليمان اليوم مع باقي أفراد الأسرة، قادما من فيينا حيث يقيم بسبب عمله بالبنك الدولى، وهي الوظيفة التى تم إسنادها له بعد تنامي الحديث حول تورطه في جرائم فساد. وشغل القفاص قبل عمله بالبنك الدولي منصب رئيس الهيئة العامة للاستعلامات، بموجب قرار من وزير الإعلام الأسبق أنس الفقي. قبل رئاسته للهيئة العامة للاستعلام عمل القفاص مستشاراً إعلامياً للهيئة في مكتب لندن. وكان قرار الاستعانة بالقفاص كرئيس للهيئة العامة للاستعلامات ليحمل من علامات التعجب ما يستدعي الدهشة إلا أن أبناء الهيئة برروا مواد القرار علي أنه مجاملة ليس للقفاص بذاته وإنما لوالد زوجته اللواء عمر سليمان نائب رئيس الجمهورية السابق حيث جاء في فحوي القرار الذي خرج من مكتب وزير الإعلام السابق أنس الفقي والذي يحمل رقم 200 لسنة 2006 والقاضي بإنهاء إلحاق القفاص بمكتب لندن وندبه كرئيس للهيئة علي أن يتم صرف راتبه والبدلات الخاصة بعملية الاستدعاء المفاجئ من المكتب الخارجي إلي مقر الهيئة في حين أن أبناء الهيئة يؤكدون عدم أحقيته في صرف هذه المبالغ. ويردد أبناء الهيئة أن القفاص تعامل مع الهيئة العامة للاستعلامات وكأنها عزبته الخاصة حيث راح ينعم بالوظائف علي من يريد ويقوم بإلحاق المحاسيب كمستشارين للهيئة في الخارج دون التقيد باللوائح والقوانين التي كانت تخضع لها عملية اختيار ممثلي الهيئة في الخارج بعد التحاقهم باختبارات عديدة للوقوف علي المستوي الحقيقي لهم علمياً ولغوياً.. حيث أكدوا أن كل هذه الأمور كانت تدار بالمكالمات التليفونية والابقاء علي المحاسيب في أماكن تشريفية. كما أن البعض يردد واقعة شهيرة داخل الهيئة وبالتحديد في المطار الدولي والتي اكتشف خلالها علاء كمال الدين الصاوي - محرر إعلامي بالمركز الصحفي بالمطار - في ذلك الوقت وقائع التزوير التي تشوب خطابات الضمان الخاص بمعدات المراسلين الأجانب حيث يتم تدوين جميع الأدوات الخاصة بالمراسل الأجنبي ويتم وضع مبلغ مالي كثمن للمعدات والهدف منه ضمان عدم تصرف المراسل في المعدات.. واكتشف الصاوي وأحد زملاءه داخل المكتب أن هناك وقائع تزوير عديدة في هذه الخطابات لصالح أحد أبناء الهيئة والذي تجمعه صلة قرابة مع أحد المسئولين الكبار.. وتأكد الصاوي مكتشف الواقعة أن بعض المراسلين الأجانب تعرضوا للمساومات من قبل مرتكبي الوقائع ورجح البعض داخل الهيئة أن هذه الممارسات كانت تتم بمعرفة القفاص فضلاً عن الواقعة الأكثر شهرة والتي اكتشفها أيضاً الصاوي عندما تم ضبط عملية تهريب مشغولات ذهبية وألماظ لصالح الكبار حيث كان أبناء المركز الصحفي بالمطار لا يخضعون للتفتيش.. وتؤكد مصادر أن الصاوي عندما اكتشف الواقعة أسرع بإخطار القفاص الذي اتخذ قراراً سقط فوق الصاوي وإحدي زميلاته كالصاعقة بعدما أشاد بهما وكفاءتهما حيث قام بنقلهما من المركز الصحفي بالمطار كعقاب لهما علي كفاءتهما ويقظتهما في محاولة منه لإخفاء معالم الجريمة المتورط فيها كبار المسئولين السابقين. ولم يخل اسم القفاص في روايات أبناء الهيئة الخاصة بالمجاملات في إسناد أعمال الطباعة الخاصة بالهيئة لأصدقائه حيث أكدوا أنه خصص أعمالاً بينها إلي مطبعة يمتلكها أحد زملاء دراسته في كلية الفنون الجميلة وهي مطبعة إيه آر بابليكيشان حيث اكتشف موظفو الهيئة بعدما قام القفاص بإسناد أعمال الهيئة إلي المطبعة أنها تخص أحد أصدقاءه واعتبروا ذلك مخالفة قانونية للوائح المعمول بها داخل الهيئة والخاصة بالمناقصات حيث لم تلتزم الهيئة بتنظيم المناقصات الخاصة بمثل هذه الأعمال وتم إسنادها بالأمر المباشر دون الالتزام القانون. كانت تقارير صحفية قد نشرت قبل شهور خطابا يفضح الواقعة حرره صلاح فؤاد مدير مكتب القفاص لما حمله بين السطور حيث يطالب رشدي عبدالعال رئيس الإدارة المركزية للإنتاج الإعلامي بتشكيل لجنة برئاسته وعضوية آخرين وترسية طباعة الكتاب 2006 وانجازات مبارك 2006 لصالح شركة A. R. Publication بعدد 4500 نسخة من الكتاب السنوي 2006 و1000 نسخة من انجازات مبارك لعام 2006 حيث بلغ سعر النسخة الواحدة للكتاب السنوي 5،93 جنيه و5،60 جنيه لإنجازات مبارك.. وقالت مصادر في الهيئة إن هذه الواقعة ترتب عليها جريمة الإضرار بالمال العام بمبالغ وصلت إلي 282750 جنيهاً مقارنة بأسعار السوق وكانت بلاغ آخر تقدم به مجاهد عبدالعظيم إلي النيابة الإدارية أثبت فيه أنه إذا تمت طباعة الكتاب السنوي في مطابع الهيئة فستبلغ التكلفة للواحد 20 جنيهاً علي أقصي تقدير و12 جنيهاً لإصدار إنجازات مبارك. كما أن هناك واقعة أخري أثارت الدهشة بين أبناء الهيئة عندما تم إسناد أعمال رئيس قطاع الإعلام الخارجي إلي هدي الزاريعي رئيس الإدارة المركزية لأوروبا والأمريكيتين وآسيا واستراليا والتي صدر لها القرار رقم 203 بتاريخ 2/4/2008 ومدون به أنه بعد الاطلاع علي القانون رقم 61 لسنة 1963 بإصدار قانون الهيئات العامة والقانون 47 لسنة 1978 بإصدار قانون نظام العاملين المدنيين بالدولة وقرار رئيس الجمهورية رقم 310 لسنة 1986 باختصاصات وزارة الإعلام وقرار وزير الإعلام رقم 177 لسنة 2003 بإصدار لائحة نظام العاملين بالهيئة وقرار وزير الإعلام رقم 210 لسنة 2006 بندب أيمن صلاح الدين القفاص الوزير المفوض بوزارة الخارجية للقيام بمهام وظيفة رئيس مجلس إدارة الهيئة العامة للاستعلامات وعلي قرار وزير الإعلام رقم 95 لسنة 2008 بندب هدي المزاريقي رئيساً للإدارة المركزية لأوروبا والأمريكتين وآسيا واستراليا وفي نهاية القرار يظهر بوضوح توقيع رئيس الهيئة القفاص علي قرار الاستعانة بالمرازيقي كرئيس قطاع في الوقت الذي لم تحصل فيه علي درجة رئيس القطاع. وأبناء الهيئة مازالوا يرددون أن عصر القفاص داخل الهيئة كان له طابعاً خاصاً بذاته وليس كأي وقت آخر مؤكدين أن قراراته كانت لحظية أصاب منها ما أصاب وظلم بها من ظلم.. وأن البعض من مسئولي الهيئة استغلوا جلوسه علي عرش الهيئة في تأسيس إمبراطوريات لا يمكن لأحد الاقتراب منها.. ويرون أن أكثر المستفيدين من اسم القفاص والذين ارتكبوا من وقائع الفساد العديد والعديد عبدالكريم ثابت والذي استعان هو الآخر بمجموعة من الرجال ليحتمي فيهم.. وقال أبناء الهيئة إنه كان يتم التلاعب في مبالغ الدورات التدريبية التي تنظمها مراكز الإعلام الداخلية. ولن ينسي أحد لعبدالكريم ثابت - مثلما يردد أبناء الهيئة - أنه من جاء بأحمد الناقد من وزارة الري ليصبح مسئولاً عن أحد مراكز النيل في العاصمة.. ويشيع أبناء قطاع الإعلام الداخلي الذي يرأسه ثابت أنه قام بالاستعانة بالناقد ليتيح له الفرصة في إلقاء محاضرات داخل وزارة الري وتبلغ قيمة الواحدة منها 400 جنيه إعمالاً بمبدأ «أبجني تجدني».. ومنذ قدوم الناقد - مثلما يقول أبناء الهيئة - وهو يحتمي في ثابت ويؤكد دائماً أنه الذراع له ولا يستطيع أن يقترب منه أحداً له ولا يستطيع أن يقترب منه أحداً.. وأثبت الناقد ادعاءاته كاملة منذ أيام قلائل عندما قام بالاعتداء علي مدير إدارة الشئون المالية والإدارية للإعلام الداخلي محمد حسين بعدما طلب الناقد مبلغ مالي منه لابنته بحجة أنها وأصدقائها تعاونه في إدارة الندوات التي يقوم بها المركز تقديراً لجهودها فما كان من حسين إلا أن أجابه بأن نجلته ليست موظفة داخل الهيئة ولا يحق لها صرف أي مكافآت فلقنه علقة ساخنة سقط علي اثرها محمد حسين علي الأرض بلا حركة.