حذرت وكالة البيئة الأوروبية من أن المواد الكيميائية الشائعة المستخدمة في المنازل قد تسبب مجموعة من المشاكل الطبية مثل السرطان وقلة الخصوبة والبدانة. نبهت الوكالة أيضا إلى مواد أخرى مثل مستحضرات التجميل والأدوية، التي تحتوي على كيماويات معيقة للغدد الصماء، بأنها يمكن أن تكون ضارة بالبشر. وفي دراسة نشرت يوم الخميس الماضي، قال مسؤولون إن هناك أدلة قوية على الضرر، وحذروا من استخدام هذه المواد لكنهم لم يمنعوها منعا كليا. حيث نبهت الوكالة إلى أن خمسة أصناف من الكيماويات تحتاج إلى المزيد من التدقيق، ومنها ما تعرف بالفثالات الموجودة غالبا في المركب الكيميائي بيسفينول أي الخاص بالمبيدات الحشرية وثنائي الفينيل المتعدد الكلور (بي سي بي) المستخدم في صناعة مادة البارابين البلاستيكية المستخدمة في حبوب منع الحمل. ووجدت الوكالة أن تلك المواد الكيميائية، التي تعيق نظام الهرمونات، قد تكون عاملا مساهما في الزيادات الكبيرة في السرطانات والسكري والبدانة ونقص الخصوبة وعدد متزايد من مشاكل النمو العصبية في البشر والحيوانات. أضافت أن كثيرا من العلماء يعتقدون أن الزيادة كانت مرتبطة بالمستويات المرتفعة من التعرض لامتزاجات بعض المواد الكيميائية في الاستخدامات المنتشرة. وقالت الوكالة إن الارتباط بين بعض الأمراض وهذه الكيماويات المعيقة صار مقبولا تماما الآن. حيث أشارت مديرة وكالة البيئة الأوروبية جاكلين ماغليد إن "الدراسة العلمية التي تطورت طوال عقود عدة توضح أن تعطل الغدد الصماء يمثل مشكلة حقيقية لها آثار جانبية خطيرة على الحياة البرية والبشر. ومن الحصافة اتخاذ نهج احترازي مع كثير من هذه المواد الكيميائية حتى نفهم تماما آثارها". وأضافت أن المشكلة الحقيقية ليست في مادة كيميائية واحدة ولكن في مزيج التأثير لكثير منها معا. ومن المعلوم أن جهاز الغدد الصماء في الإنسان والحيوان هو مصدر عدد من الهرمونات التي تتحكم في وظائف الجسم مثل الجهاز التناسلي والتمثيل الغذائي (الاستقلاب) والنمو ومزاج الشخص.