تناقلت الكثير من الصحف السعودية تصريحات المؤسسات الرسمية لمصر في التأكيد على العلاقات التاريخية بين البلدين والتي لن تتأثر بالاحتجاز التعسفي للمدافع عن حقوق المصريين في السعودية أحمد الجيزاوي أو كما وصفوه بالحادث العابر وتبارى عدد من علماء الأزهر في امتداح السعودية شعبا وحكومة بل وصل الأمر بأحدهم إلى امتداح الموقف السعودي و"اتزانه". ورغم الانتقادات الحادة التي وجهها السفير السعودي الذي غادر مصر للإعلام المصري، إلا أن الإعلام السعودي استمر في الدعم الكامل لموقف المملكة وتشويه المحامي المصري الذي لم يصدر ضده حكما قضائيا بعد، هذا بخلاف الهجوم على المصريين بشكل عام والمتظاهرين على وجه الخصوص. ومن جانبها، كتبت صحيفة "عكاظ" تحت عنوان "اعترافات الجيزاوي تتوالي: شبكة ترويج كانت بانتظاري" وزعمت الصحيفة أن المحامي المصري أفصح عن علاقته بشبكة لترويج أقراص الزاناكس في المملكة، وعناصر هذه الشبكة كانت بانتظار وصول الكمية البالغة 21 ألفا و380 قرصا، والتي حاول تهريبها الثلاثاء 25/05/1433ه الموافق 17/04/2012م، داخل ثمان عبوات للحليب، و3 صناديق لحفظ المصحف الشريف، عبر صالة العمرة بمطار الملك عبدالعزيز الدولي بجدة. وأصدرت المديرية العامة لمكافحة المخدرات تعميما عاجلا للبحث عن عناصر الشبكة للقبض عليهم واستكمال التحقيق معهم، لثبوت علاقاتهم بالجيزاوي. وكشفت الصحيفة عن زيارة قام بها المستشار القانوني في القنصلية العامة المصرية بجدة ياسر جمعة علواني ظهر أمس للجيزاوي في مقر هيئة التحقيق والادعاء العام، لجدولة الترافع في قضيته، ومن ثم تقدم لإدارة مكافحة المخدرات بطلب قبول الترافع في القضية من قبل المحامين السعوديين الثلاثة محمد سعيد محمد الحمري، عبدالرحمن محمد السهيلي وحاتم إبراهيم الشنيفي، فوجهت إدارة المكافحة بتقدم المحامين بطلب مفاده الاختصاص في القضية، لتتم المصادقة عليها وتوجيهها إلى كتابة العدل الثانية لإصدار وكالة شرعية، تمكنهم من حضور جلسات التحقيق وحق الدفاع عن الجيزاوي واستمرت محاولات التشويه لأحمد الجيزاوي وحملت صحيفة عكاظ عنوان "مخطط مدروس وأهداف سياسية وراء محاولة التهريب ... من وراء الجيزاوي؟" كتب التقرير مسؤول الشؤون العربية بالصحيفة وقالت أن الجيزاوي لايزال في الواحد والثلاثين من عمره وفي مرحلة التدريب ولديه طموحات كبيرة، في إيحاء بأن إمكانياته الصغيرة ستدفعه لسلوك طريق غير شرعي حتى يحقق ما يطمح إليه على حساب السعودية وسمعتها، وأما فيما يتعلق بالقضايا الخاصة بالمصريين التي ترافع فيها الجيزاوي، يقول المحرر أن منها قضية باسم خمسة من المتهمين المقبوض عليهم في المملكة بتهم تتراوح بين تهريب المخدرات وبين استقطاب الشباب لمغادرة المملكة والالتحاق بتنظيم القاعدة والزج بهم في أتون الحروب والتوترات الجارية بالمنطقة وخارجها" واهتمت كثير من الصحف السعودية بالموقف المصري الرسمي وسلطت الضوء عليه في محاولة لتبرير موقف السعودية باحتجاز الجيزاوي، فصحيفة الرياض كتبت عنوانا يقول " العسكري يرفض كل مايعكر العلاقات مع المملكة وينتقد سلبية الإعلام المصري في تناول قضية "الجيزاوي" " تقول الصحيفة نقلا عما أسمته مصدر عسكري رفيع المستوى أن المجلس الأعلى للقوات المسلحة يرفض حدوث أي شيء يعكر صفو العلاقات القوية بين البلدين، وشدد على رفضه لأي محاولات اعتداء على أي بعثة دبلوماسية ... ووجه المصدر العسكري وفقا لصحيفة الرياض العتاب واللوم الشديدين إلى وسائل الإعلام، ودورها السلبي في إثارة الأمر بشكل سلبي وغير حقيقي. واحتفت الصحف السعودية بموقف المشير طنطاوي ورئيس مجلس الشعب الدكتور سعد الكتاتني في صدد التأكيد على أن مايحدث للجيزاوي مجرد حادث عابر والعلاقات التاريخية بين البلدين لن تتأثر ، كتبت صحيفة "اليوم" العناوين الآتية "المجلس العسكري المصري : إلا السعودية ... واتقوا الله في البلد" ، و "وزير خارجية مصر: هل توضع العلاقات مع السعودية في كفة والجيزاوي في كفة؟" و "زوجة المهرب تستمر في نفس "الترويجات" لتهييج الشارع المصري" و "علماء أزهريون: المملكة تلتزم بمنهج فريد في معالجة الأزمات بعيدا عن الانفعال وضجيج الإعلام" نقلت فيه عن عدد من شيوخ الأزهر تأكيدهم على العلاقات الوطيدة بين البلدين والتي لن تتأثر بما وصفوه بالأحداث العابرة يقول الشيخ توفيق الشريف -عضو المجلس الاعلى للشئون الاسلامية بالقاهرة والمدير العام السابق للمجلس الاسلامى العالمى للدعوة والإغاثة- لصحيفة "اليوم" السعودية أن " المملكة كانت ومازالت تلتزم بمنهج فريد فى معالجة الازمات بعيدا عن الانفعال والضجيج الاعلامى وذلك وصولا الى المعالجة الصحيحة والمتزنة لكافة الازمات" أما الدكتور اسماعيل شاهين نائب رئيس جامعة الأزهر وعضو مجمع البحوث الاسلامية فيقول " نه يجب أن يأخذ القانون مجراه فى قضية المحامي المصرى الموقوف فى المملكة لاتهامه بحيازة مواد مخدرة، وذلك لأن القانون الدولى يقر مبدأ سيادة الدولة وإقليمية وشخصية القانون، خاصة وأن مبدأ إقليمية القانون تأخذ به معظم دول العالم وخاصة مصر والسعودية. وبعيدا عن الجيزاوي شنت الصحف حملة على المصريين القادمين من بلادهم إلى السعودية باعتبارهم جاءوا إلى السعودية خصيصا لبيع المخدرات، فصحيفة الرياض نشرت خبر وأبرزته في موقعها الإلكتروني أن "راكب مصري يحاول تهريب حبوب مخدرة إلى المملكة داخل "برطمان مش" " وحملت تعليقات القراء هجوما حادا على سعد الفقيه وكثير من الاستياء. ونشرت صحيفة المدينة على موقعها الإلكتروني خبرا عن ضبط سلطات مطار القاهرة الدولي اليوم راكبا مصريا حاول تهريب عدد كبير من أقراص عقار "التامول" المخدر أثناء سفره إلى السعودية.