شهدت العاصمة الأفغانية كابل ليلة عنيفة جراء القتال بين القوات الأفغانية ومسلحين. وقد تضاربت الأنباء بشأن توقف القتال، فقد أعلنت وزارة الداخلية الأفغانية صباح اليوم توقف الاشتباكات، لكن الشرطة قالت إن القتال مستمر. وجاءت هذه التطورات بعد يوم فقط من هجمات منسقة شنتها حركة طالبان على أهداف حكومية ودبلوماسية في العاصمة كابل وثلاث ولايات أخرى، وقالت إنها بداية لهجوم الربيع. ودوت أصوات انفجارات قوية وإطلاق نار عند فجر اليوم الاثنين في العاصمة كابل بعد وقوع قتال عنيف أثناء الليل بين قوات الأمن ومسلحين متحصنين في المنطقة الدبلوماسية الواقعة وسط المدينة. وشنت طائرات مروحية تابعة لحلف شمال الأطلسي هجمات تمشيطية ضد المسلحين المختبئين في موقع بناء يطل على مقر الناتو والعديد من السفارات، من بينها السفارتان البريطانية والألمانية. وأطلق المسلحون نيران الأسلحة الآلية على قوات خاصة تابعة للجيش الأفغاني وعلى الشرطة التي ردت بإطلاق قذائف صاروخية خلال قتال في شوارع العاصمة استمر حتى الفجر وطوال 16 ساعة تقريبا. ورغم أن متحدثا رسميا أكد انتهاء القتال فإن وكالة رويترز نقلت عن متحدث باسم الشرطة قوله إن القتال مستمر عند مبنى البرلمان مع ساعات الصباح الأولى. وكان هجوم المسلحين قد بدأ عند الضحى أمس الأحد بشن هجمات على سفارات وسوبر ماركت وفندق والبرلمان، وهو أحد اخطر الهجمات على العاصمة منذ إطاحة القوات الأفغانية المدعومة بقوات أميركية بحركة طالبان من السلطة عام 2001. وأكدت تقارير لوسائل الإعلام الأفغانية أن القتال ما زال محتدما حول مبنى البرلمان، لكن المتحدث باسم الداخلية الأفغانية صديق صديقي قال إن "القتال حول مواقع كابل انتهى الآن ولا يوجد قتال آخر"، وأضاف أن "كل التفاصيل ستعلن في مؤتمر صحفي اليوم". وكانت حركة طالبان قد أعلنت الأحد أنها بدأت هجوم الربيع بشن سلسلة هجمات منسقة ضد سفارات غربية في المنطقة الدبلوماسية المحصنة وعلى البرلمان في العاصمة كابل، لتهتز المدينة بفعل الانفجاريات العنيفة وإطلاق النار والصواريخ. وأظهر الهجوم قدرة الحركة على استهداف المنطقة الدبلوماسية شديدة التحصين بعد أكثر من عشر سنوات من الحرب. ونقلت رويترز عن المتحدث باسم طالبان ذبيح الله مجاهد "أن هذه الهجمات هي بداية هجوم الربيع وقد خططنا لها لأشهر"، وأضاف "أن الهجمات تأتي ردا على حرق مصاحف في قاعدة تابعة للناتو، ومقتل 17 مدنيا أفغانيا اتهم جندي أمريكي بإطلاق النار عليهم، وعلى مقطع مصور ظهر فيه جنود من مشاة البحرية الأميركية يبولون على جثث مقاتلين من طالبان".