منذ خلو الكرسى البابوي بعد رحيل الأنبا شنودة الثالث، بات الشاغل الأساسي لتفكير الأقباط يدور حول الشخص الجديد الذي يستطيع أن يملأ الفراغ الذى تركه شنودة، واستبعد الجميع أن يكون هناك بطريرك مقبل يحمل نفس مواصفات هذه الشخصية. وتدور الآن مناقشات بين الأقباط على المنتديات ومواقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك" في ترشحيات، وهناك العديد من ال"جروبات" التي تدعم وتطالب أساقفة بالترشح لهذا المنصب، منها ما تم إنشاؤه لدعم أساقفة يرى الشارع القبطي أنهم الأقرب لقيادة دفة الكنيسة خلال الفترة المقبلة مثل الأنبا موسى أسقف الشباب الذي تم تأسيس جروب له تحت عنوان "معا لمطالبة الأنبا موسى للترشح للكرسى البابوي" .. وأيضا جروب "دعوة للجميع للصلاة من أجل ترشيح الأنبا رافائيل لسدة البطريركية" .. والأنبا رافائيل هو الأسقف العام لكنائس وسط البلد. كما ذاع صيت الأنبا كيرلس أسقف ميلانو بإيطاليا، لذا قام شباب بإنشاء جروب "ترشيح الأنبا كيرلس أسقف ميلانو للباباوية" .. كما طالب شباب أقباط الأنبا يؤانس الأسقف العام بالترشح للكرسي البابوي. ودخلت المناقشات بين الأقباط على المنتديات مرحلة الجدال، ففي الوقت الذي يطلب ترشيح أساقفة معينة، يرفض آخرون الدخول في هذا الأمر، والصلاة من أجل اختيار راعى صالح، في حين يرفض آخرون ترشيح أساقفة الإبراشيات على أساس أن الأسقف مرتبط بإبراشيته ولا يجوز له تركه. وفجر قرار المجمع المقدس بأحقية أساقفة الإبراشيات الترشح لمنصب الكرسي البابوي مفاجأة كبيرة لفتح الباب أمام جميع الأساقفة للدخول في سباق الترشح الذي يعد الأقوى من نوعه في تاريخ الكرسي البابوي بعد تغيير وجهة الكرسي، حيث أصبح يطل بدوره على الساحة السياسية، وهو ما جعل التطلعات له كثيرة، وبات الأمر واضحا بعض الشئ للأساقفة الذين سيتم تدعيمهم للدخول للترشح، وهم إلى جانب السابقين "الأنبا موسى والأنبا رافائيل والأنبا يؤانس والأنبا كيرلس أسقف ميلانو" .. فيما يدخل أيضا الأنبا بيشوى سكرتير المجمع المقدس والأنبا بفنتيوس أسقف سمالوط والأنبا مكاريوس الأسقف العام للمنيا، وكان ضمن الأسماء المطروحة الأنبا أرميا الأسقف العام ونائب المركز الثقافي القبطي، ولكن فى حالة دخول الأنبا بيشوي يرجح البعض عدم دخوله للترشح. ويأتى مرشح الصحراء من رهبان الأديرة، فمن حكم المؤكد ترشح أحد رهبان دير أبو مقار، ولاسيما من تلاميذ الأب متى المسكين، ولكن سيقف أمامهم عائق وهو كيفية الحصول على تزكية 6 من الأساقفة أو 12 من أعضاء المجلس الملي في ظل الخلاف الذي حدث بين الدير والكنيسة الأم بسبب كتابات الأب متى المسكين التي تم حظر بيعها في المكتبات المسيحية لسنوات طويلة. على جانب آخر قطع الأنبا يوسف أسقف فلوريدا وتكساس بجنوب أمريكا الجدل الثائر حول ما تردد عن نيته للترشح للكرسي، بنفيه نهائيا ترشحه أو تفكيره في هذا الأمر لحسم الأمر، ليظل الأنبا كيرلس أسقف ميلانو متصدرا لمشهد أساقفة المهجر للترشح لهذا المنصب. يذكر أن المجمع المقدس قام باختيار لجنة ال 18 برئاسة الأنبا باخوميوس القائم مقام للإشراف على عملية تلقى طلبات الترشح وفحصها بدءا من يوم 27 أبريل عقب مراسم الأربعين للبابا شنودة الثالث، ويشترط للمرشح قيام 6 أساقفة أو 12 من أعضاء المجلس الملي بتقديم اسمه للجنة طبقا للشروط التي وضعت في لائحة 57 لانتخاب البطريرك، حيث تستمر عملية التقديم لمدة 20 يوما، وتبدأ بعدها عملية الفحص لمدة شهرين، وهو ما يعنى أن انتخاب بطريرك جديد قد يستغرق ما يزيد عن خمسة شهور، حسب ما أكده الأنبا باخوميوس القائم مقام البطريركي.