ترى من الذي يتكلم باسم حماس الآن ومن يمثل حقيقة مواقفها؟ السيد خليل الحية، عضو المكتب السياسي للحركة، يقول لصحيفة الحياة بأن اتفاق الدوحة ليس جيدا ومناقض لاتفاق المصالحة المصري. وحتى يتاح للسيد محمود عباس أن يتولى رئاسة الحكومة فإنه لابد أولا من تغيير القانون الأساسي للسلطة وأن يؤدي عباس قسمه أمام المجلس التشريعي. أما القيادي في الحركة الدكتور إسماعيل رضوان، فهو ينفي وجود أي خلاف داخل الحركة حول الاتفاق، ويقول أنها موحدة في هذا السياق ويلقي باللائمة على فتح التي تشكك في وحدة موقف حماس!؟ والقيادي الدكتور محمود الزهار يقول أن الاتفاق "خطأ"، في حين تقول الأنباء أن السيد خالد مشعل والاستاذ إسماعيل هنية اجتمعا سرا في الدوحة لمحاولة إيجاد صيغة معقولة لتوحيد موقف الحركة من المسألة. بالمناسبة، هنية أيد مشعل في اتفاق الدوحة كما يبدو، ولكن قادة كبارا في حماس، وتحديدا في غزة، يعارضون. بل تقول الأنباء أيضا أن اختلاف المواقف وصل إلى كتائب القسام. خالد مشعل من حيث أراد أم لم يرد، عزّز من موقف فتح ومنحها ورقة مساومة مع حماس في حين أضعف حركته التي يرأس مكتبها السياسي. وأظن أن الرجل ورّط الحركة في موقف لم يستشر فيه إلا القليل من قيادتها. وهو الآن يضعها أمام خيار إحراج رئيس مكتبها السياسي أو تجاوز مؤسساتها الشوروية، دع عنك طبعا إحراج الحركة مع صديقها القطري. اتفاق الدوحة سيء... سيء... سيء... وقد قلتها من قبل: مشعل يفرط في اتخاذ النوايا الحسنة والطيبة في غير محلها في تعامله مع عباس ومجموعته. وما هي إلا مسألة وقت، إن تم لهذه الحكومة أن تشكل، عندما سنبدأ نسمع مر شكوى مشعل نفسه من أن عباس لم يحترم نص الاتفاق الموقع بينهما وروحه. فعباس، غير الشرعي والمنتهية مدته الرئاسية الدستورية، سيحارب حماس بشرعيته الجديدة وسيقول لها أنتم قبلتم بي وعليكم أن تقبلوا بكل سياسياتي ومواقفي كما فعل من قبل بعد اتفاق مكة! أيضا، لا تستبعدوا أن يسعى عباس إلى تشكيل حكومة جديدة، إن قدر لهذا الأمر أن يتم، يضع فيها كل خصوم حماس ورموز الانقسام والعمالة مع إسرائيل. ولا تستبعدوا أن يعود رئيس الوزراء برام الله سلام فياض من الشباك، إن أخرج من الباب. طبعا حجة عباس ستكون جاهزة: "حكومة مقبولة دوليا". وإن اعترضت حماس فهي المعوقة وهي المدانة. أيضا لا تستبعدوا أن لا يتحسن وضع حماس في الضفة وأن لا تتوقف الملاحقات الأمنية لعناصرها وكوادرها. فأجهزة الأمن الفلسطينية هناك تعمل تحت قيادة الجنرال الأمريكي مولر، وحجة عباس ستكون حاضرة: هذه ملاحقات تتم على أساس أمني لا سياسي. وسيرفع عقيرته مع حماس كما فعل دائما: أتحداكم أن تعطوني اسم معتقل سياسي واحد! مبروك على قادة حماس مستوى الوعي السياسي الذي أبانوا عنه، فقد جعلوا من معضلة خصمهم السياسي معضلتهم هم!