أثارت الأسرار التي تناولتها سوزان مبارك في مذكراتها والتي كشفت من خلالها عن أهم اللحظات التي عاشتها والرئيس المصري المخلوع حسني مبارك دقائق قبل إسقاطه عن العرش، ضجة استبقت صدورها بعد أن فضحت "سيدة مصر السابقة" الدول العربية والغربية التي اقترحت على عائلة مبارك اللجوء السياسي. وكشفت أن مبارك كان يتوقع أن يغتال يوم تنحيته لدرجة أنه طلب من الحرس الجمهوري ألا يتركوه وحيدا نهائيا، حتى إنه كان يصطحب الحراسة إلى الحمام. وأهم ما تضمنته هذه المذكرات التي ستنشر قريبا -حسب العربية- أن الولاياتالمتحدةالأمريكية منحت أسرتها حق اللجوء السياسي في الفاتح فيفري 2011، في نفس الوقت الذي منحت المملكة العربية السعودية والإمارات والبحرين والكويت نفس الحق. وأن أسرة مبارك حصلت على التأشيرة الأمريكية التي وصلت بأسمائهم جميعا مع مندوب خاص أرسل إلى القاهرة في نفس هذا التاريخ لتسليمهم الضمانات الأمريكية المكتوبة، إلا أن مبارك رفض ترك مصر. وكشفت أيضا عن محاولتها الانتحار بعد أن انهارت كليا غير مصدقة للنهاية التي كتبتها الثورة المصرية لعائلتها كاملة وأنها تناولت كمية كبيرة من الحبوب المنومة بعد صدور قرار حبسها بغرض الانتحار إلا أنه تم إنقاذها وسارع مبارك إلى البحث عن وساطات دولية لإقناع المسؤولين بعدم إلقاء القبض عليها. وتطرقت سوزان -حسب نفس المصدر- إلى تفاصيل إنقاذها من السجن بعد قيام المحامي فريد الديب بتسوية وضعها القانوني وتنازلت عن كل مالها من ممتلكات وأرصدة. من جهتها نشرت "روز اليوسف" أن التحقيقات الإنجليزية التي تجري حول اتهام سوزان ثابت بالفساد المالي، كشفت استلام سوزان مبلغ 10 ملايين جنيه إسترليني تم إيداعها بشيك خاص بتاريخ 12 سبتمبر 2011 بحساب لم يكن معروفا في فرع بنك "أوف إنجلاند" بلندن، مقابل بيعها لحقوق النشر والتوزيع الخاصة بمذكراتها، لدار "كانو نجيت للنشر"، وهي من كبريات دور النشر البريطانية في العالم. يبرز في هذا السياق أن النسخة الأصلية لمذكرات سوزان ثابت التي تقع في 500 صفحة بدأت في كتابتها في 13 ماي الماضي لم تكتمل وهي بخط يدها وموجودة في مقر دار النشر في 14 شارع "هاي ستريت" وتحمل اسم "سيدة مصر الأولى 30 عاما على عرش مصر"، وترجمها مترجم لبناني محترف يعيش في لندن ويعمل بقسم الترجمة بجهاز "اسكوتلنديارد". وبدأت سوزان ثابت ذكرياتها من مولدها وكيف عشقت قصص "أجاثا كريستي" وقصص "ألفريد هيتشكوك" البوليسية، وقامت بتأليف القصص المرعبة لدرجة أخافت منها زميلاتها في المدرسة، وأحبت فن الباليه وكان حلم حياتها أن تعمل مضيفة جوية بمصر للطيران، وذكرت في المذكرات انجذابها لمبارك لأنه كان يعمل طيارا. وأشارت في مذكراتها إلى حبها لشخصية الملكة نازلي، والمثير كما جاء في المذكرات أنها عانت من أحلام مفزعة وهي ترى نفسها بملابس الملكة نازلي وأنه يتم إعدامها، وهو الحلم الذي ظل يراودها لفترة طويلة دفعها لتلقي العلاج على يد طبيب شهير اعتاد زيارة القصر الرئاسي بانتظام خلال العشرة أعوام الأخيرة، وقد خضع لهذا العلاج مبارك. وأوضحت أنها تحب لقب "جلالة الملكة" الذي اعتادت صديقاتها المقربات مناداتها به. وقالت في مذكراتها إن صحفية إسرائيلية هي من كشفت اللقب بعد نهاية حكم مبارك. كما أوضحت سوزان في مذكراتها أنها تعشق المجوهرات والآثار منذ طفولتها، وأنها فقدت في القصر الرئاسي كل ممتلكاتها من المجوهرات، وهي المجوهرات التي تمت مصادرتها دون تمييز بين الخاص والمملوك للدولة.