قال الدكتور كمال الهلباوي، المسئول السابق بالتنظيم العالمي للإخوان المسلمين أنه كان يتمنى لو لم يترك الإخوان ميدان التحرير، وأن يظلوا فيه بجانب البرلمان، لكي يجمعوا بين المسارين جنبا إلى جنب: المسار الثوري الذي حرر البلد من الفساد والاستبداد والديكتاتورية، بجوار المسار السياسي الديمقراطي الذي يعبر عنه الآن مجلس الشعب، لكنهم – الإخوان – اجتهدوا فكان لهم موقف آخر ولابد من احترام اجتهادهم. وأضاف الهلباوي في تصريحات خاصة ل"التغيير" أنه لا أحد يجزم بأن هناك صفقة بين الإخوان والمجلس العسكري على حساب الشعب، مشيرا إلى أنه لو كان هناك تفاهم فقط لصالح البلد، فهذا أمر طيب، لكنه استدرك قائلاً :"لكن على فرض أن هناك فعلا صفقة بين العسكر والإخوان فهذا خطأ استراتيجي كبير"، وشدد على أن أي تفاهم في غير صالح الوطن مع أي جهة داخلية أو خارجية هو جريمة وخيانة للبلد وللثورة". وردا على سؤال التغيير حول ما إذا كان الإخوان قد طلبوا مشورته فيما يتعلق بتحركات قيادات الجماعة الخارجية التى تجريها حاليا، قال الهلباوي" لم يحدث أن طلب مني أحد أي مساعدة"، وأضاف "أناشد الإخوان وأي مواطن شريف أو مسئول في مصر يلتقي طرفا أجنبيا أو جهة خارجية أو بعثة دبلوماسية أن يعلن على الملأ ولوسائل الإعلام تفاصيل اللقاء لأننا نريد أن نخرج من عنق حالة السرية التى دمرت البلد وأنتجت لنا معاهدة مثل كامب ديفيد مليئة بالبنود السرية التى تتعلق بمصر وأرضها وحدودها وأمنها وثرواتها". وتابع الهلباوي" أعتب على الإخوان أنهم عقدوا لقاءات مع مسئولين غربيين مثل جون كيري وغيره ولم يوضوحوا في تصريحات صحفية لوسائل الإعلام ماذا دار في هذه اللقاءات"، وأضاف "مثل تلك العلانية من شأنها أن تجنبنا سماع تصريحات المسئولين الغربيين التى تقول أشياء من نوعية وجود تفاهمات مع الإخوان حول الحصول على ضمانات فيما يتعلق بإسرائيل مثلا". وفي سياق ذي صلة نفى الهلباوي ل"التغيير" أن يكون اتهم جماعة الإخوان بالغرور أو عدم الحياء بسبب طريقة إحيائهم للذكرى الأولى للثورة في ميدان التحرير، والتى أثارت غضب كثير من القوى الثورية وتسببت في اشتباكات بين عدد من المنتمين لتك القوى وشباب الإخوان في ميدان التحرير الجمعة الماضية. وأضاف الهلباوي أن ما نسب إليه من اتهامات للجماعة في رسالة يتم تداولها حاليا على الفيس بوك هو ادعاء عار من الصحة. وأوضح الهلباوي أن تلك الرسالة المزعومة تستند لتصريحات أدلى بها لحلقة الأمس من برنامج " محطة مصر " الذي يقدمه الإعلامي معتز مطر على قناة مودرن حرية الفضائية، علق فيها على تصريحات قيادات إخوانية بأنهم كان من الممكن أن يتصدوا للشباب الثورى الغاضب في ميدان التحرير بسبب رفع الأحذية في مواجهة منصة الجماعة. وتابع الهلباوي " ما قلته هو أن الإخوان لا يتصدون لأبناء الوطن ورفاق الثورة ولكنهم يتصدون فقط للفقر والمرض والفساد والتحديات التى تواجه مصر الآن..وأن عليهم أن ينصحوا الشباب ويستمعوا إليهم " وواصل الهلباوي " قلت أيضا أن رفع البعض للأحذية أمام الإخوان سببه قلة التنسيق قبل التواجد بالميدان لإحياء ذكرى الثورة .. الإخوان من حقهم إذاعة أغان وطنية ولغيرهم أن يحيي الذكرى بالأسلوب الذي يراه لكن يجب علينا جميعا أن نحترم بعضنا البعض وأن يقدر كل منا رأي الآخر". وأوضح الهلباوي أنه شعرب"الاستفزاز"عندما قرأ كلمة " نتصدى " في تعليق قيادات إخوانية على أحداث الجمعة بميدان التحرير. وأضاف الهلباوي "جميل ألا نحتفل أو نغني إكراما لذكرى الشهداء لكن لو أراد الإخوان إذاعة أغان وطنية فما المشكلة". وضرب الهلباوي مثلا بسيدة ذهبت لاستقبال الرسول الكريم عند عودته من إحدى الغزوات وقالت له أنها نذرت أن تضرب بالدف إذا عاد منتصرا فقال لها الرسول أن توفي بنذرها ". وتابع الهلباوي " خطيئة الثورة الكبرى أنها انصرفت من ميدان التحرير بدون قيادة واضحة وبدون متحدثين رسميين وأنها تركت صناعة القرار في يد المجلس العسكري وأصبح المطلوب منها تنفيذ سياساته فقط".