لا يوجد أحد أسعد باختيار الدكتور محمد سعد الكتاتني رئيساً لبرلمان الثورة في مصر من جماعة الإخوان المسلمين، كما لا يوجد أحد ربما يصاب الليلة بذبحة صدرية أو هبوط حاد في الدورة الدموية جراء ذلك سوى الدكتور فتحي سرور المتهم في قضية موقعة الجمل، والذى احتل المنصب بالتزوير نحو 15 سنة أكد خلالها أنه الوحيد الذى باستطاعته أن يقود قطيع من الفاسدين والمزورين، وأن يفصل للرئيس المخلوع أي قانون بأي مقاس وب"أيزو" موافقون. من جهته الكتاتني رئيس البرلمان المنتخب بأغلبية 399 صوتاً، أنه سيتم الاقتصاص لشهداء ثورة يناير بمحاكمات عاجلة، ومن بينهم رئيس مجلس الشعب السابق "فتحي بيه أوكيه" متوعداً باستمرار "محاكمة النظام السابق الفاسد ورجاله". الكتاتني تعهد في كلمة ألقاها بعد أداء اليمين رئيساً للمجلس بالتزام الحياد والنزاهة والعمل على صون الحرية لكافة الأفكار والآراء، وتقدم بالشكر لضباط وجنود الجيش المصري، مضيفا "لن نخون دماء الشهداء أبداً ولن ننسى المصابين وجراحهم، و ثورتنا مستمرة". وفور فوزه تلقى الدكتور سعد الكتاتني تهنئة من النواب فور إعلان النتيجة داخل قاعة المجلس ،كما تسببت هذه النتيجة في نشر حالة من السعادة بين نواب حزب الحرية والعدالة. من المعتقل إلى الميدان: من المفارقات في سيرة الكتاتني أن الرجل الذي ولد عام ثورة يوليو 1952 أصبح رئيسا لأول مجلس شعب بعد ثورة يناير 2011. انطلقت الثورة ليُعتقل الكتاتني في سجن وادي النطرون حيث شهد عملية اقتحام السجن ووجد نفسه حراً ينتقل من المعتقل إلى ميدان التحرير، الكتاتني ابن التوازن المنفتح على التيارات الأخرى، وهو اختيار يمثل التوازن بين الجماعة والحزب من جهة، وبين الإخوانية والليبرالية من جهة أخرى. تخرّج الكتاتني في كلية العلوم عام 1974، وحصل على شهادة الدكتوراه في العلوم عام 1984 ليعمل بعدها أستاذا للميكروبيولوجي في قسم النبات بكلية العلوم في جامعة المنيا، ثم رئيسا لقسم النبات بالكلية نفسها في الفترة بين عامي 1994 و1998، قبل أن يحصل على إجازة في الآداب من قسم الدراسات الإسلامية عام 2000. دخل الكتاتني المجال السياسي عبر جماعة الإخوان المسلمين، وشارك في تأسيس لجنة التنسيق بين الأحزاب والقوى الوطنية والنقابات المهنية، ثم رئيساً للمكتب الإداري للإخوان في محافظة المنيا، قبل أن ينتخب عضواً في مجلس الشعب عام 2005 عن دائرة بندر المنيا، ثم انتخبته الكتلة البرلمانية للإخوان رئيساً لها، واختير بعد ذلك متحدثا إعلاميا باسم جماعة الإخوان بعد أن انتُخب عضوا في مكتب الإرشاد بها. لسان الجماعة: اختير الكتاتني والدكتور عصام العريان والدكتور محمد مرسي متحدثين إعلاميين لجماعة الإخوان المسلمين، واعتقل يوم 27 يناير 2011، قبل جمعة الغضب، ومع بداية الثور وإعلان الجماعة إنشاء حزب الحرية والعدالة انتخب أمينا عاما له. أشرف على 15 رسالة ماجستير ودكتوراه في مجال التخصص، وقدم 36 بحثا منشورا في مجال أمراض النبات والميكروبيولوجي، وهو عضو في عدد من الجمعيات العلمية المصرية والعالمية من بينها منظمة العفو الدولية. وهو من مؤسسي لجنة التنسيق بين الأحزاب والقوى الوطنية والنقابات المهنية، وأحد مؤسسي مستشفى عمر بن الخطاب الخيري بحي أبو هلال بالمنيا. رجل توافقى: شغل منصب نائب برلماني عن الإخوان المسلمين عن دائرة المنيا من عام 2005، حتى عام 2010، ورئيس الكتلة البرلمانية لنواب الإخوان المسلمين من عام 2005 حتى عام 2010. وقد مثل الكتاتني البرلمان المصري في عدة محافل دولية من أبرزها اتحاد البرلمان الدولي بنيروبي كينيا 2006، ومؤتمر برلمانات الدول الأعضاء في منظمة المؤتمر الإسلامي، والاتحاد البرلماني العربي، وهو عضو في المنتدى العالمي للبرلمانيين الإسلاميين، وعضو مؤسس للمنظمة العربية لبرلمانيين عرب ضد الفساد، وكذلك عضو بالمجموعة التوجيهية (Steering group) لبرنامج الإصلاح البرلماني الذي تشرف عليه مؤسسة ويستمنستر الديمقراطية ببريطانيا. وبعد أن اختاره حزب الحرية والعدالة المنبثق عن الجماعة لرئاسة مجلس الشعب المصري، كانت أولى كلمات الكتاتني "لن يُقصى أحد في برلمان الثورة، ومجلس الشعب سيُدار بجميع نوابه، ونعد الشعب المصري أن يكون مجلس الشعب ملبيا لطموحاتهم، والبرلمان سيتعاون مع الحكومة والمجلس العسكري حتى انتهاء الفترة الانتقالية".