خرجت جماعة الإخوان المسلمين عن صمتها إزاء الأحداث الملتهبة في ميدان التحرير وباقي محافظات المحروسة، وقال الدكتور محمد مرسى، رئيس حزب الحرية والعدالة، إن سفينة الوطن دخلت المياه الإقليمية وتحركت من الشاطئ، داعيا المصريين إلى "دفعها لتمضى فى طريقها". يأتي ذلك بعد عام أوشك أن يمر على انتصار الثورة المصرية والانتخابات التى تخطت مرحلتها الثانية ، لكن الحشود الغاضبة ما زالت في ميدان التحرير والمواجهات بين الجموع وبين الجيش تزداد عنفاً، فيما تمتد أيد وصفها مبارك قبل خلعه ب"الخفية"، كما وصفها المشير الآن أيضاً ب"الخفية" لتحرق وتنهب وتخرب المؤسسات العامة. ويبدو المشهد في مصر غامضاً وتسوده ضبابية تحجب الرؤية وتمنع المراقب من التعرف على أطراف الخلاف، فالمجلس العسكري على لسان عضوه اللواء عادل عمارة أكد "أن أحداث مجلس الوزراء وشارع القصر العيني أثبتت أن هناك خططاً ممنهجة لهدم الدولة". بينما شباب الثورة المعتصمون في ميدان التحرير يتهمون المجلس العسكري بالتمسك بالسلطة، لكن رئيس المجلس الاستشاري المصري منصور قال إنه "مقتنع تماماً أن المجلس العسكري لا ينوى البقاء في الحكم ولو لدقيقة إضافية"، مستنكراً المطالبة ب"إسقاط حكم العسكر" ومعتبراً أن "هذا العنف من أي طرف غير مبرر على الإطلاق"، لكنه لم يفصح بصراحة عن الأطراف التي تشعل العنف والتخريب. المشهد يؤكد وجود شرخ كبير بين المجلس العسكري وبين شباب ثورة يناير الذين يشعرون أن المجلس العسكري يقف ضد ثورتهم، فيما يشعر المجلس العسكري أن شباب الثورة لا يمتلكون أفكاراً أو خططاً محددة لإدارة المرحلة القادمة، ومن هنا فإن عليهم أن يلتزموا بما يقوله المجلس الذي يسعى إلى تنفيذ كل مطالب الثورة". مثلث الرعب: وأكد مرسي وجود تحديات ومعوقات كثيرة تواجه الفترة الانتقالية، وأن مثلثا له 3 أضلاع يسعى لزعزعة الأمن والاستقرار فى مصر. وقال مرسى: "أول ضلع فى هذا المثلث هم أعداء الخارج من أصحاب المصالح الذين يريدوننا دائما سوقا رائجة لمنتجاتهم ومصدرا رخيصا للمواد الخام، والضلع الآخر متمثل فى القوى الإقليمية الدولية، فهناك من داخل العرب من يسعى لتقويض نهضة الشعوب، ويعرفون أن مصر إذا نهضت تنهض الأمة كلها"، مشيرا إلى أن الضلع الأخير للمثلث موجود داخل مصر، وأن هذه الأضلاع تتربص بمصر وبينها تعاون على الشر وليس على الخير. وأضاف: "هذا المثلث يتحرك الآن فى كل اتجاه لتأجيج النيران وإحداث الفتن وتقسيم الأمة، ومنهم من يوظف الإعلام الفاسد فى تحقيق ذلك، مؤكدا أن بعض وسائل الإعلام التى اشتراها بعض رجال الأعمال الموالين للنظام السابق تحاول دائما تأجيج الصراع، ولكنها فشلت فى تقسيم وتقطيع الوطن ما بين إخوان وسلفيين ومسلمين ومسيحيين، وأن المصريين اثبتوا أنهم لا يتأثرون بهذ المخططات، وخير دليل على ذلك، بحسب رأيه، خروج أكثر من 20 مليون مصرى للإدلاء بأصواتهم فى الانتخابات". نصبر على الجوع: وتعليقا على الوضع الاقتصادى قال رئيس حزب الحرية والعدالة: "البعض يصور المشهد الآن بالسيئ، وأن الاقتصاد منهار لكن إياكم أن تصدقوا هذا الكلام، فهناك مشاكل فى الاقتصاد بالفعل، ولكن فى المقابل هناك زيادة كبيرة فى المحاصيل الزراعية وهذا مؤشر مهم يدل على انتعاشة الاقتصاد". وتابع: "من المحزن أن يقال إن المصريين لن يستطيعوا تحمل حاجتين، أنابيب الغاز والعيش، ولكن نحن كمصريين نصبر على الجوع ولا نصبر على الظلم، ولا يمكن أن نقبل التزوير فى إرادة الأمة". من جانبه أكد رضا فهمى، مرشح حزب الحرية والعدالة على مقعد الفردى بالدائرة الأولى بشمال القاهرة التى تجرى انتخابتها يوم 10 يناير القادم، أن هناك مخططات من قبل الغرب والولايات المتحدة لزعزعة الوضع الأمنى، ونشر الفوضى وعدم الاستقرار فى مصر وتدمير الخطوات الإيجابية التى يقوم الشعب بإنجازها مثل ما تم إنجازه من انتخابات برلمان الثورة الذين يسعون لمحاربته عقب تمكن التيار الإسلامى الإصلاحى من السيطرة على أغلبية مقاعده.