بعد موسم حصاد الأرز في فصل الخريف من كل عام يتنفس المصريون نفسا عميقا ويستعدون لاستقبال "السحابة السوداء" وهي طبقة سميكة من الدخان الناجم عن إحراق قش الأرز تخيم على القاهرة ودلتا النيل لعدة أسابيع. وحسب اختلاف نوع الأرز المزروع في المحافظات المصرية يختلف وقت الحصاد ومن ثم وقت حرق القش، حيث تتراوح مدة فترة زراعة الأرز في مصر من ثلاثة أشهر ونصف الشهر إلى خمسة أشهر. وينحي معنيون بشؤون البيئة باللائمة على إحراق "المخلفات" الزراعية وأغلبها من قش الأرز في سحابة الدخان التي تزيد هواء العاصمة الملوث في الأصل بنواع أخرى من الملوثات. وينتج المزارعون المصريون نحو 30 مليون طن مما يعتبرونها مخلفات كل عام، ويقول خبراء البيئة إن ما يحرقونه مسؤول عن 42 في المئة من تلوث الهواء في فصل الخريف. و يحرق المزارعون نحو أربعة ملايين طن من قش الأرز في كل موسم ما يؤدي الى انبعاث 80 الف طن من ثاني اوكسيد الكربون، ويظهر اكبر أثر في القاهرة التي هي واحدة من اكثر مدن العالم تلوثا ويبلغ عدد سكانها 17 مليون نسمة. وتقع عاصمة اكبر دولة عربية من حيث عدد السكان على نهر النيل المحاط بأراض مرتفعة على جانبيه. نتيجة لهذا تحاصر الملوثات في طبقة تعلق في الجو على ارتفاع 25 مترا فقط من الأرض.