فشلت المنظمة الدولية في التوصل إلى مشروع قرار يدين المجازر التي يرتكبها نظام الأسد بحق الشعب السوري، حيث استخدمت روسيا والصين حق النقض في مجلس الأمن ضد مشروع قرار أوروبي يدين "قمع الاحتجاجات" في سورية. وحظي القرار بتسعة أصوات مؤيدة لكن سفيري روسيا والصين أعلنا معارضة بلديهما للمشروع الذي تقدمت به فرنسا والمانيا وبريطانيا والبرتغال والذي يدين النظام السوري بسبب قمعه حركة الاحتجاجات وارتكاب أعمال القتل، فيما امتنع أربعة أعضاء عن التصويت. وأيدت تسع دول من أصل الدول الخمس عشرة الأعضاء في المجلس مشروع القرار وامتنعت أربع دول (جنوب أفريقيا والهند والبرازيل ولبنان) عن التصويت, لكن استخدام الفيتو من قبل روسيا والصين أحبط المشروع الذي تقدمت به كل من فرنسا وبريطانيا وألمانيا والبرتغال, وأيدته الولاياتالمتحدة. وحاول كلا الممثلين لروسيا والصين استخدام الفيتو بحرصهما على ألا يتكرر السيناريو الليبي في سوريا بأن التدخل الخارجي في الشؤون الداخلية لسوريا سيعقد الأزمة الراهنة بدلا من إنهائها, وبأن القوى الغربية تجاهلت مشروع القرار الذي اقترحه بلداهما. وقال ممثل روسيا فيتالي تشوركين إن المشروع الأوروبي بني على "فلسفة المواجهة", وإن التهديد بعقوبات غير مقبول, ويتعارض مع مبدأ حل النزاعات الدولية عبر الحوار, مشيرا إلى أن مشروع القرار الغربي ربما يمهد لتدخل مماثل لتدخل حلف شمال الأطلسي (ناتو) في ليبيا. من جهته, قال المندوب الصيني إن حل الأزمة يكون عن طريق الحوار لا عن طريق القرارات الدولية, وحث في الوقت نفسه السلطات السورية على الإسراع في الإصلاحات التي وعدت بها. كما حثت الصين مجددا اليوم على لسان المتحدث باسم وزارة الخارجية ما تشاوشو الأممالمتحدة على تشجيع الحوار السياسي في سوريا وتفادي وضع مزيد من الضغط على دمشق، مشيرا إلى أن بكين صائبة عندما استخدمت الفيتو. وعلى الجانب التركي أعلنت أنقرة عن عزمها تطبيق حزمة من العقوبات ضد نظام بشار الأسد رغم فشل مجلس الأمن في تبني قرار يدين قمع السلطات السورية للاحتجاجات المطالبة بإصلاحات سياسية. ونقلت وكالة أنباء الأناضول الأربعاء عن رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان القول إن قرار مجلس الأمن في نيويورك لن يجعل تركيا تعدل عن اتخاذ هذه الخطوة. وقال أردوغان خلال جولته في جنوب أفريقيا "سنطبق حزمة من العقوبات... إننا نرى أن القيادة السورية لم تتخذ الخطوات الضرورية، ورغم الوعود الإصلاحية تريد أن تجبر شعبها على الصمت من خلال الضغط والعنف". كما شن معارضون سوريون مقيمون بالخارج انتقادات حادة إلى روسيا والصين بسبب الفيتو، وقال المعارض هيثم المالح في تصريح لقناة الجزيرة إن روسيا تحكمها المصالح وليس الأخلاق.