أعلن المتشيع المصري "أحمد راسم النفيس" عن تأسيس حزب "الوحدة والحرية"، ليكون بذلك أول حزب سياسي شيعي يتم تأسيسه في مصر. وقال "النفيس" في حفل الإفطار الذي أقيم في مقر الحزب بالقاهرة مساء أمس الأول: "وجدنا أن ندخل الحياة السياسية بحزب الوحدة والحرية"، معتبرًا "أن هذا المشروع يعلي من شأن حرية المصريين لاعتناق ما يريدونه من عقائد وأفكار، على أن يكون الحوار هو الفيصل والاحترام المتبادل بين مكونات هذا الشعب". وأوضح أنه "تم الانتهاء من جمع التوكيلات، وسيتم تقديم أوراق الحزب في الأول من شهر سبتمبر القادم للجنة الأحزاب"، مشيرًا إلى أن "للحزب مقرات في القاهرةوالمنصورة والزقازيق". و"أحمد راسم النفيس" هو طبيب وأستاذ جامعي وناشط شيعي إثني عشري، ولد في (2 أغسطس 1952م) في المنصورة بمصر، واشتُهر بسبب تحوله من مذهب أهل السنة والجماعة إلى المذهب الشيعي في ثمانينيات القرن الماضي، وقد كتب حوالي 30 كتابًا تدافع عن المذهب الشيعي. ورغم أن حزبه الجديد يضم أعدادًا كبيرةً من المتشيعين المصريين، زعم "النفيس" أن الحزب لن يضم فصيلاً واحدًا، بل ستتعدد فيه الأطياف "كما هو حال الشعب المصري الذى يتميز بالتعددية"، معتبرًا أن "التشيع ليس سبة أو تهمة حتى يحاول البعض إلصاق تهمة التشيع ببعض أعضاء الحزب"، موضحًا أن "تمويل الحزب سيكون من الأعضاء فقط"، على حد قوله. ودعا "النفيس" ثوار مصر إلى استعادة ما وصفه بالبعد الحضاري المصري لكي تتمكن مصر من العودة لموقعها، القيادي والحضاري في المنطقة"، في إشارة على ما يبدو إلى الدولة العبيدية (الفاطمية) الشيعية في مصر. وزعم أن "من أهم مراحل الحضارة الإسلامية التي عاشتها مصر هي الحقبة الفاطمية، والتي ما زالت تتسم بها مصر في بعض ملامحها إلى الآن". ومعروف أن العبيديين (الفاطميين) لم يفوا بتعهداتهم - عند احتلالهم مصر - بعدم إجبار المصريين على تغيير مذهبهم السني إلى مذهب الشيعة؛ فأسندت المناصب العليا وخاصة القضاء إلى الشيعيين، واتخذت المساجد الكبيرة مركز دعاية للمذهب الشيعي. وحولوا الشعائر إلى المذهب الشيعي واحتفلوا بعيد الغدير ويوم مقتل الحسين، بل بلغ الأمر بهم في سنة 395 إلى أن أمر "الحاكم بأمر الله" بنقش سب الصحابة رضوان الله عليهم على الجدران وفي الأسواق، قبل أن يتراجع عن ذلك سنة 398. وتضرر المصريون من ذلك كثيرًا. مهاجمة السلفية وأفكار يسارية: وهاجم القائمون على الحزب بعض "السلفيين"، ووصفوهم بأنهم "أتباع ابن عبد الوهاب"، مطالبين بضرورة تأهيلهم من الناحية الدينية من خلال الأزهر. ومن جانبه، قال "محمود جابر" أحد وكلاء الحزب: "إن برنامج الحزب يدور حول شعارات ثلاث (حرية، عدالة، وحدة)، مؤكدًا أنها مشتركة مع كل الأحزاب اليسارية في مصر، والحزب قريب في ملامحه مما يسمى بالاشتراكية الديمقراطية، مشيرًا إلى أن الحزب يؤمن بمدنية الدولة، ويرفض دخول الدين أو العقيدة في الصراع السياسي، ويجب أن يكون صراع سياسي حول مصلحة المجتمع.