فى الوقت الذى نتابع فيه المشاهد الحقيقىة المتتابعة للثورة المصرية المجيدة نجد أن موجة التغيير التي اندلعت منذ 25 يناير 2011، مازالت تمتد وتتعمّق عبر عام كامل من الثورة بإنجازاتها وإخفاقاتها، تبرز الآن عدة توجهات نحو صناعة 25 يناير جديد في نفس اليوم الذى خرجت فيه جميع مكونات الشعب المصرى من شباب وشيوخ ونساء واطفال تطالب بعيش وحرية عدالة اجتماعية ديمقراطية. لكن هناك سيناريو شيطاني يعمل على نشر الخوف والذعر بين قطاعات الشعب وربما إشعال فتنة فيما بينها يوم 25 يناير القادم، بحيث يبدو ذلك اليوم يوما داميا تسفك فيه دماء المصرين، وهو يوم الحرق او بالأحرى الإحراق هو الأكثر قتامة بين السيناريوهات المتوقعة يزعمون وجود مخطط لإشعال الحرائق بالمنشئات الحيوية والمباني التابعة لوزارة الداخلية وينسبون هذا المخطط لأطراف داخلية مدعومة من الخارج، يضعون على رأسها حركة 6 أبريل وغيرها من مجموعات النشطاء السياسين، ومن ثم تخوينهم ومحاولة اقناع الشعب بأن الأشاوس الذين فجروا ثورة يناير العظيمة هم قله مندسه جاءت لتخرب مصر، وأنهم ممولون من الخارج. ما أريد قوله أن الثورة سلمية كانت وسلمية تعاظمت وانتصرت وسلمية ستبقى حتى تحقيق الحرية والديمقراطية. ولو تغير مسارها إلى ثورة دموية فسيكون المسئول عن ذلك الثورة المضادة بمختلف أشكالها. ولا نلوم عندها أحدا غير المجلس العسكري. الثورة مستمرة وعفية وبكامل حيويتها. لم تستنفد مهامها ولم تنجز تحولاتها التاريخية بعد، ولم تجنِ ثمارا، ولن يتركها أبناؤها الثوار للأحزاب لركوب موجتها أو الانتفاع بنتائجها أو جنى منافعها. هنا نأتي إلى جدليّة من نوع آخر، تطرح فيها تساؤلات على غرار: بماذا سيتم الاحتفال؟ هل سنحتفل بعيد الشرطة؟ أم بعيد الثورة؟ هل اكتملت الثورة -أصلاً- حتى يحين الاحتفال بها وجني ثمارها؟ هل استطاعت الشرطة الوفاء بشعارها "الشرطة في خدمة الشعب" أو الحفاظ عليه، حتى يتم مكافأتها على عملها؟ لذلك لا مناص عن الحفاظ على الثورة والنزول يوم 25 يناير مطالبين بالمحاكمات الجادة الحاسمة والعاجلة لكل من تسبب فى قتل متظاهرين وحرق المنشئات وتسليم السلطة بطريقة سلمية. هذه هي الطريقة التي نحيي بها ثورة 25 يناير المجيدة. وكل ما أرجوه عدم تعرض بلطجية النظام البائد للمتظاهرين.