فبعيدا عن الخوض في تفاصيل ما صنعه بنا النظام السابق من مفاسد الظلم والأنانية وحب الذات، فإن ثمة كارثة أخلاقية جديدة بدت بوضوح بين جموع المصريين مع اقتراب الذكرى الأولى لثورة 25 يناير؛ وهي تمسك كل طرف بما يؤمن به حتى دون أن يفتح مسامعه للآخرين للإطلاع على وجهة نظرهم. نعم أصبحنا في وقت فريقين، ثم ثلاثة، ثم أكثر فأكثر حتى صرنا مشتتي الذهن مهلهلي الفكر. لماذا وصلنا إلى هذا الحال.. من أخرج من داخلنا ذلك المارد المخيف؟.. هو إذاً شخص بارع الدهاء استطاع أن يخطف قلوب الملايين ويتلاعب بآمالهم وطموحاتهم .. بل جعلهم يشعرون أن بدونه ستنتشر الفوضى ويعم الدمار.. لكن أكثر ما يثير القلق هو أن ترى مؤيديه وأنصاره يدافعون عنه بإخلاص وإقتناع كامل.. وهنا لابد من وقفة حقيقية تستلزم من كل واحد أن يعلم حقيقة هذا الشخص.. هو باختصار مثل كل البشر يصيب ويخطئ.. وإذا لم يتقبل هذه الحقيقة.. فعلينا أن ننصره ظالما أو مظلوما.. وبالطبع بأن نرده عن ظلمه. وبالطبع لا مكان ولا وقت لسرد المواقف السياسية المتخبطة لجميع الأطراف.. لكن هناك وقتاً فقط للتذكير بأن التعصب الذي تشهده ملاعب كرة القدم لا يساوي نقطة في بحر مظلم من التعصب الذي يعيشه معظم المصريين هذه الأيام.. وتبقى المسؤولية الكبرى على عاتق من يتلاعبون بمشاعرنا وعقولنا وقلوبنا ليحافظ بعضهم على سلطته ويحصل آخرون على مقاعدهم، ويظل آخرون نجوماً لامعين. لكن في المقابل هناك من شاهد وأبصر القصة كاملة.. هناك من عاش مع البطل فترة تحوله لحظة بلحظة ويعلم الحقيقة كاملة ويتمسك بها أيضا ولا يقبل أن يسمع كلمة إشادة واحدة عن هذا البطل "المجرم".. إذاً نحتاج إلى من يوصل الطرفين ببعضهما البعض ليعرف الصديق القديم تحولات رفيقه ؟.. هي إذاً مهمة مستحيلة لأن البطل حرص على إبعادهما طوال القصة عن بعضهم.... لكن حتما سينتهي هذا الفيلم البائس كما أراد المؤلف.. النهاية ستكون حزينة لهذا البطل لأنه لم يتعلم كيف يحافظ على حب وتقدير رفاقه المخلصين.. والقصة الحقيقية لا تختلف كثيراً؛ فنحن "رفاق" و"أعداء" لازلنا نجادل بعضنا البعض . نتقاذف السباب والشتائم لأجل هذا "البطل" رغم أن نهايته اقتربت.. وإذا كان بيننا من يعتقد أن القصة ليست حقيقية وأنها مجرد فيلم لمؤلف انحاز لأفكاره البدائية.. فعليه أن يظل جالسا في مقعده حتى تضاء الأنوار وينفض الجميع من قاعة السينما.. ويعرف حينها أنه سيغادر حتما هذا العالم الافتراضي ويخرج إلى حياة أسسها رب العالمين على نصرة الحق وهلاك الظالمين. p style="\"text-align:" right;="" \"=""