د.مازن النجار \n\n اكتشف باحثون صينيون أن مركباً شائع الوجود في المانجو والعنب والفراولة (توت الأرض) وغيرها من أصناف الفاكهة، ويدعى \"لوبيول\" (lupeol)، يمثل مفتاحاً واعداً لمكافحة سرطانات الرأس والعنق، إذ يؤمل أن يتيح وصفة علاجية جديدة، ويجدد الأمل لدى مرضى السرطان، كما ذكرت صحيفة \"ذا ستاندرد\" بهونغ كونغ.\nأجرى الدراسة فريق من الباحثين الصينيين بجامعة هونغ كونغ، ونشرت حصيلتها بمجلة \"أبحاث السرطان\"، وهي دورية علمية دولية متخصصة.\nيرى الباحثون أن تغييراً غذائياً طفيفاً باتجاه نظام غذائي عني بمركب \"لوبيول\" يمكن أن يكون له تأثير مذهل في علاج سرطانات الرأس والعنق، مثل تلك الأورام التي تصيب الأنف، وتجويف الفم، والحلق، والحنجرة، والغدد الدرقية واللعابية.\n\n مركب فاعل وآمن\nويعتقد العلماء أن مركب لوبيول له القدرة على مكافحة كرسينومة (سرطانة) الخلية الحرشفية بالرأس والعنق، أما باستخدامه منفرداً أو مع العلاج الكيميائي. يستهدف مركب لوبيول -بشكل انتقائي- الخلايا المصابة بكرسينومة (سرطانة) الخلية الحرشفية بالرأس والعنق ويقتلها، مع التسبب بالحد الأدنى من التأثير السلبي على خلايا اللسان السليمة. كما ثبّط لوبيول إمكانية انبثاث خلايا السرطان.\nوطبقاً لما أورده الباحثون في الدراسة، تعتبر سرطانات الرأس والعنق هي ثالث أكثر أشكال السرطان شيوعاً. وتمثل 10 بالمائة من كافة أنواع السرطان في هونغ كونغ مثلاً، وتصيب الذكور أكثر من الإناث، بنسبة اثنين إلى واحد.\n\n \nوكان عام 2004 وحده قد شهد تشخيص أكثر من ألفي إصابة أو حالة جديدة، مع تزايد أعداد تلك الحالات الجديدة على نحو مضطرد سنوياً. وتسببت سرطانات الرأس والعنق في نفس العام بحوالي 665 وفاة.\nممارسات خطرة\nتساهم في زيادة مخاطر الإصابة بسرطانات الرأس والعنق عوامل متعددة مثل تعاطي الكحول، والتدخين، وانخفاض الكميات المستهلكة من الفاكهة والخضروات، إضافة إلى الأمراض الجنسية التي ينقلها فيروس الحُليْموم (الورم الحليمي) البشري.\nرغم ازدياد الوعي بأهمية النظام الغذائي جيد التوازن والفحص البدني الروتيني، يعتقد الباحثون أن الجمهور يفتقر للأدلة الدقيقة الدالة على فوائد مواد محددة في الغذاء ومعرفة الكيفية التي يساعد بها الاختيار السليم الغذاء على الوقاية من السرطان وعلاجه أيضاً.\nأشار الباحثون إلى أن إجراءات العلاج الراهنة لحالات متقدمة من سرطانات الرأس والعنق غالباً ما تنطوي على عمليات جراحية مشوهة وخطرة. ورغم التقدم في مجال إدارة المرض واستخدام علاجات مختلفة، يتواصل انخفاض معدلات عدد مرضى سرطانات الرأس والعنق الذين يبقون على قيد الحياة لفترة خمس سنوات، ويستمر كأحد أقل معدلات البقاء بعد التشخيص.\n\nعلاج مزودج\nلاحظ الباحثون أن مركب \"لوبيول\" قد خفض دراماتيكياً حجم الأورام وكبت انبثاث (انتشار) خلايا السرطان محلياً، بينما تسبب بالحد الأدنى من التأثير (الضار) على الأنسجة المحيطة والأعضاء الحيوية الأخرى.\nوقد وجدوا أيضاً أن مركب \"لوبيول\" هو أكثر فعالية وقدرة بثلاثة أضعاف من عقار العلاج الكيميائي المعروف ب\"سيسبلاتِن\"، المستخدم تقليدياً في علاج سرطانات الرأس والعنق.\nيقول الخبراء أنه بصرف النظر عن استخدام \"لوبيول\" كعامل علاجي وحيد، فإن بإمكانه أيضاً تعزيز مفعول \"سيسبلاتن\" كمضاد للأورام السرطانية بنحو 40 ضعفاً، مما يؤدي إلى تراجع دراماتيكي أكبر للأورام التي ربما تكون قد نشأت بالفعل.\nوقد بدأ الإعداد مؤخراً لتشكيل فريق بحثي جديد يضم علماء وباحثين من مختلف الكليات والأقسام ذات الصلة لمواصلة تطوير مركب \"لوبيول\" بحيث يصبح بالفعل عقاقيراً مضادة للسرطان وصالحة إكلينيكياً أو سريرياً.