د.مازن النجار \n أعلنت مجموعة زينوفا Xenova البريطانية لصناعة الدواء عن نجاح التجربة الإكلينيكية الثانية لاختبار لقاح TA-NIC، وهو لقاح علاجي طورته المجموعة لمعالجة الإدمان على النيكوتين. \n والمادة الفعالة في ذلك اللقاح هي مشتق بروتيني يعرف بحمض النيكوتين الزُبدي NBA المرتبط ب\" سم الكوليرا الالتحامي (ب)\" أوrCTB . وقد تم اختيار الأخير كبروتين ناقل (حامل) بسبب خاصيته المناعية العالية، واستخدم لسنوات عديدة كأحد مكونات لقاح مضاد للكوليرا. وقد تم إقرار rCTB كلقاح كوليرا عن طريق الفم بواسطة وكالة المنتجات الطبية السويدية لتسويقه في السويد والنرويج، ثم أقر كذلك في بلاد أخرى العام الماضي. \n وبعد تعاطي اللقاح، يتم احتجاز النيكوتين بواسطة ما استحث من أجسام مضادة له، والتي تنتقل عبر مجرى الدم في المدخن، فينتج عن ذلك مركب من مستضادات الأجسام المضادة. وهذه بدورها أكبر من أن تعبر الحاجز بين الدم والدماغ، مما يحول دون حدوث التنبيه أو التنشيط المترافق مع عملية التدخين أو يضمحل جدا. \n وبدون تلك اللذة من عملية التدخين، ينخفض إغراؤها أو المحفز لها لدى المدمن، مما يوقف تعاطي أو تدخين التبغ، وهو الشرط اللازم لاستمرار الإدمان. وجرب هذا اللقاح على 60 مدخنا، قسموا إلى ثلاث مجموعات تعداد الواحدة منها 20 مدخنا. وبشكل عشوائي، تلقى بعضهم علاجا بالإيحاء (بلاسيبو)، بينما تلقى آخرون لقاحا حقيقيا. \n وكانت أهداف المرحلة الأولى من هذه التجربة هي استكشاف سلامة لقاح TA-NIC، ومدى تقبله، ومستويات استجابة الأجسام المضادة للنيكوتين لجرعات متزايدة من اللقاح، ثم اختيار الجرعة المناسبة لتقييم اللقاح في المرحلتين الثانية والثالثة من التجربة. \n كما كانت استجابات الأجسام المضادة للنيكوتين متناسبة طرديا مع مقدار جرعة اللقاح. وظهر أن استجابة الأجسام المضادة للجرعة المختارة هي ضعف استجابتها لجرعة الحد الأدنى، كذلك كان تأثير العلاج وبدء الاستجابة أسرع لدى الجرعة المختارة. \n ونتج عن التجربة انخفاض واضح في الإدمان في كل المجموعات بالنسبة للمدخنين الذين تلقوا لقاحا حقيقيا مقارنة بالذين تلقوا علاج بلاسيبو (إيحاء)، وذلك من حيث عدد المدخنين الذين أقلعوا طوعيا عن التدخين في الأسبوع الثاني عشر من بدء تعاطي اللقاح أو أبلغوا عن انخفاض ملموس في لذة التدخين. \n وستركز المرحلة التالية من التجارب على اختبار قدرة لقاح TA-NIC على كسر عادة (دورة) الإدمان لدى المدخنين، وبالتالي خفض العواقب الصحية الخطيرة للتدخين. \n يشار إلى أن النيكوتين يتكون من جزيئات بالغة الصغر لا تستدعي أي استجابة مناعية. ولكن عندما يُحمل النيكوتين بواسطة بروتين مناعي، فإنه يحفز نظام المناعة لإنتاج أجسام مضادة للنيكوتين. \n يذكر أن عدد المدخنين في العالم بحسب إحصائيات منظمة الصحة العالمية يبلغ 1.3 مليار (مايو/أيار 2004) ويتوقع أن يصعد العدد إلى 1.7 مليار مدخن بحلول عام 2025.