قام باحثون أمريكيون بكلية "ويل كورنل" الطبية في نيويورك بتطوير لقاح للوقاية من إدمان النيكوتين مدى الحياة مما قد يقي ملايين الأشخاص حول العالم من الأمراض المرتبطة بالتدخين والتي أصبحت تشكل تهديدا للإنسان أكثر بكثير من الأمراض المعدية التي تستهدفها اللقاحات عادة. واجري الباحثون تجربة للقاح على فئران تجارب وتمكنت جرعة واحدة منه أن تقي من خطر إدمان النيكوتين طوال حياة الفأر، حيث يستخدم هذا اللقاح الكبد كمصنع لإنتاج الأجسام المضادة التي تهاجم النيكوتين لحظة دخوله إلى مجرى الدم وتمنع وصوله إلى المخ أو القلب.
ويعد النجاح الكبير لهذا اللقاح بعد تجربته على الفئران، محفزا على تطبيقه على الثدييات قريبة الشبه للإنسان وهي خطوة أساسية قبل بدء اختباره على البشر. وقال الدكتور رونالد كريستال الباحث بالكلية في تصريح على شبكة الانترنت: "أن أفضل طريقة لعلاج إدمان النيكوتين هي الأجسام المضادة التي تنظف الدم من النيكوتين قبل أن يمارس أي تأثير بيولوجي على أعضاء الجسم المختلفة ، وباستخدام اللقاح الذي طورنا به, يمكن للجسم أن يقوم بإنتاج الأجسام المضادة ويطور مناعته الخاصة.
وأعرب عن تفاؤله إزاء التوصل لهذا اللقاح الذي سيساعد ملايين الأشخاص في الإقلاع عن التدخين بعدما فشلوا من قبل في هذا باستخدام كافة الطرق والوسائل فاستسلموا لعادة التدخين لان إدمانهم للنيكوتين اقوي من أي وسيلة حاولوا بها الإقلاع عنه, مشيرا إلى أن حوالي 80 في المائة من الأشخاص الذين يحاولون الإقلاع عن التدخين يعودون للسيجارة خلال ستة أشهر.
وأعرب الباحثون عن اعتقادهم في إمكانية استخدام هذا اللقاح على الأشخاص الذين سبق أن حاولوا الإقلاع عن التدخين, لأنهم سيعلمون إن عودتهم مرة أخرى إلى التدخين لن يمنحهم أية متعة لان النيكوتين لن يصل إلى المخ، إضافة لذلك يمكن إعطاؤه للأشخاص الذين لم يسبق أن أدمنوا النيكوتين لمنحهم وقاية دائمة من التدخين. يذكر إن المحاولات السابقة لتطوير لقاح يقي من التدخين باءت بالفشل، لأنها قامت جميعها على تصنيع لقاح يتكون من الأجسام المضادة للنيكوتين والتي تبقى لأسابيع قليلة في الدم ثم تنتهي مما يعني حاجة دائمة لإعادة إعطاء اللقاح المرتفع الثمن .