\r\n وإذا كان هذا الأمر لا يروق لإدارة بوش -حيث اعتبر \"توني سنو\" المتحدث باسم البيت الأبيض لقاء السيناتور \"نيلسون\" بالزعيم السوري \"أمراً غير مناسب\" على اعتبار أنه يضفي \"المزيد من الشرعية على حكومة تُضعف قضية الديمقراطية في المنطقة\"- فإن هؤلاء السيناتورات يقدمون لمحة حول المقاربة التي ستتبناها الولاياتالمتحدة في حال تمكَّن \"الديمقراطيون\" من السيطرة على البيت الأبيض. وهكذا، يرتقب أن يتم استبعاد مقاربة \"عدم التحدث\" مع إيران وسوريا، وتبني سياسة الإشراك المباشر بخصوص قضايا من قبيل النزاع الإسرائيلي- الفلسطيني وانعدام الاستقرار الذي يسود العراق. \r\n \r\n ففي لقاء مع مجموعة من الصحافيين في القاهرة يوم الجمعة قبل أن يتوجه إلى العراق وسوريا، تحدى السيناتور \"جون كيري\" الانتقادات التي وجهت إليه واتهمته بالعمل على إضعاف سياسات إدارة بوش قائلاً إن رفض التحدث مع هذه الأنظمة يعد \"خطأ وسياسة من النوع الذي جلب لنا المشاكل في المنطقة؛ وعليه، فإنه يتعين تغييرها\". كما كان واضحاً بشأن دوافع هذه الزيارات قائلاً: \"الآن وقد سيطر الديمقراطيون على الكونغرس، فإن لدينا مسؤولية أكبر لتحديد اتجاه جديد\". \r\n \r\n وأضاف \"كيري\" قائلاً إنه مستعد للذهاب إلى طهران من أجل لقاء الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد، مشيراً بشكل ضمني إلى أن الفكرة كانت موضوع بحث إذ قال \"لم نتمكن من اتخاذ الترتيبات اللازمة خلال الوقت القصير الذي كان لدينا، ولكنني مستعد للذهاب إلى هناك\". \r\n \r\n ولئن كان مسؤولو وزارة الخارجية يحثون في صمت منذ سنوات على إجراء اتصالات من هذا القبيل، وهي اتصالات دعت إليها التوصيات الأساسية لتقرير \"مجموعة دراسة العراق\" حول سياسة إدارة بوش تجاه العراق، فإنه من غير الواضح مدى الاختراق الذي ستحققه بالنسبة للعراق. ذلك أنه بالرغم من مرور المقاتلين السُّنة الأجانب عبر سوريا إلى العراق، واتهام إيران من قبل المسؤولين الأميركيين بدعم المليشيات الشيعية، فإن معظم المتخصصين يعتقدون أن حرب العراق تعزى اليوم إلى عوامل داخلية؛ حيث بات عدد متزايد من المعلقين يقدمها على أنها حرب أهلية في المقام الأول بين الشيعة، والسُّنة الذين رغم أنهم يشكلون أقلية، فإنهم كانوا يمثلون الطائفة المفضلة في عهد الرئيس المخلوع صدام حسين. \r\n \r\n ويرى بعض مسؤولي إدارة بوش أنه من المرجح أن تطالب كل من سوريا وإيران بثمن باهظ مقابل تعاونهما، وهو أمر تناولته وزير الخارجية كوندوليزا رايس في حوار مع صحيفة \"واشنطن بوست\"؛ حيث قالت إن سوريا ستريد تخفيف الضغوط الأميركية عليها على خلفية تدخلها في لبنان، في حين ستريد إيران حرية أكبر من أجل مواصلة برنامجها النووي. وفي هذا السياق، قالت رايس: \"هل نرغب حقاً أن نضع أنفسنا في وضع حيث يُسمح للإيرانيين بالاستمرار في امتلاك التكنولوجيا النووية التي ستمكنهم من تطوير سلاح نووي وتجريبه والحصول على تأييد لهم في العراق؟\"، مضيفة: \"الواقع أنه إذا كانت لهم مصلحة في العراق، فسيقومون بذلك في جميع الأحوال\". \r\n \r\n وقال \"كيري\" إنه يدرك \"اختلافاتنا مع هذه البلدان\"، مضيفاً أن \"التحدث مع أحد الأشخاص لا يعني مكافأته على سلوكه\". ودافع عن لقائه مع الأسد قائلاً: \"من الصعب وضع سياسة ما إذا كان المرء لا يعرف احتياجات الناس وتصوراتهم\". كما انتقد \"كيري\" بشدة أجندةَ الرئيس بوش بخصوص الديمقراطية في المنطقة، والتي قال إنها فشلت في الأخذ بعين الاعتبار أن \"الانتخابات لا تساوي الديمقراطية... وأنها قد تفضي إلى الفوضى في الواقع\". \r\n \r\n إلى ذلك، قدم كل من السيناتورين زيارتيهما على أنهما تدخلان في إطار جهود \"تقصي الحقيقة\" التي ستساعدهما على اتخاذ قرارات بخصوص السياسات الجديدة التي يتعين انتهاجها في العراق، وخصوصاً في ضوء التقرير الأخير ل\"مجموعة دراسة العراق\". \r\n \r\n السيناتور \"دود\"، وعلى غرار \"كيري\"، يدرس إمكانية الترشح للانتخابات الرئاسية المقررة عام 2008. ومن الواضح أن الرجلين يسعيان إلى صياغة مقترحات خاصة بهما حول كيفية إرساء الاستقرار بالعراق، وهو موضوع من المرجح أن يطغى على حملة الانتخابات الرئاسية المقبلة. وحتى الآن لم يوضح أي منهما المسار الذي يميل إليه، وإن كان \"دود\" أعلن حين زار العراق أنه سيؤيد مخططاً لزيادة تصل إلى 30000 جندي إضافي في منطقة بغداد في محاولة لتأمين العاصمة إذا أصبح مقتنعاً بأن العراقيين مستعدون للتوحد وإنهاء الحرب الطائفية في البلاد. \r\n \r\n دان مورفي \r\n \r\n محرر الشؤون الخارجية في \"كريستيان ساينس مونيتور\" \r\n \r\n ينشر بترتيب خاص مع خدمة \"كريستيان ساينس مونيتور\" \r\n \r\n